اليمنُ السعيد
أحمد عبدالله المؤيد
هو اليمن السعيد منذ القدم، ويحق لكل يمني أن يفخرَ بهذا اللقب، الذي لم يحظَ به أي بلد من بلدان العالم، حَيثُ توفرت له كُـلّ مقومات السعادة، كامتلاك القرار والسيادة، والبناء الحضاري والثقافي، واللحمة المجتمعية، والعادات والتقاليد القبلية، وبالاستفادة من تغيرات التضاريس والمناخ، والموقع الجغرافي المميز، مما أحكم السيطرة على أهم الممرات المائية، بالإضافة إلى اكتشاف ثرواتهِ الهائلة المتعددة، التي تجعل أفراد الشعب سعداء فعلاً.
في الزمن الماضي، حاولت قوى الاستعمار العثماني والبريطاني، نزع السعادة من هذا البلد، لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل الذريع، ومؤخّراً سعت قوى الاستعمار الأمريكي، بأدواتها الخليجية، نزع مقومات السعادة، وفرض الهيمنة، باتِّخاذ قرار تجويع الشعب ونهب ثرواته، وتفكيك اللحمة المجتمعية، بتغذية الثارات، وقطع الطرقات، ودعم الاقتتال القبلي، وزرع النعرات الطائفية والحزبية والمناطقية، وُصُـولاً إلى شن عدوان غاشم، دام أكثر من ثماني سنوات، وَحصار اقتصادي خانق، ذهب ضحيته الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ المدنيين، سعياً منهم للقضاء على اليمن السعيد في سعادته، بينما هم أنفقوا أموالاً طائلة، لكسب جزء بسيط من السعادة، ففتحوا المراقص والملاهي، وأباحوا الخمور، لكنهم عجزوا عن الوصول إلى السعادة الحقيقية، فما زالت عمليات الانتحار والجريمة متفشية في أمريكا ومعظم دول أُورُوبا.
تجسدت السعادة اليمنية، في فرحة أبناء الشعب اليمني وابتهاجهم، الذي كان في مقدمته، الصف الأول من رجال الدولة، وقيادات الجيش وجميع منتسبيه، بخروجهم إلى ميدان السبعين، للاستعراض العسكري المهيب، والسعادة تغمرهم بانتصار ثورتهم الـ ٢١ من سبتمبر، بالإضافة إلى ذلك، تتوجت سعادتهم، بخروج كافة أفراد الشعب اليمني إلى مختلف الساحات، احتفاءً بمناسبة المولد النبوي الشريف، في معظم محافظات اليمن السعيد، مبرهنين على أن السعادة هبة إلهية لليمن، لن يستطيع أي جبروت على هذه الأرض انتزاعها.
فالسعادة لا تُشْتَرى بالمال، فلو كانت سلعة تُشترى بالمال، لدفعت ثمنها دول الخليج، وقدمتها للآلاف من جنود العدوّ الإسرائيلي، لتخرجهم من مستشفيات الحالات النفسية، بعد انكسارهم في حرب تموز 2006م جنوب لبنان.
لو كانت السعادة تشترى بالمال، لما سمعنا عن حالة انتحار واحدة في السويد، وغيرها من دول أُورُوبا وأمريكا، ولو كانت السعادة في الانحلال، لما سمعنا بهيئة الترفيه وَالملاهي والراقصات، وانتشار المخدرات والخمور والحشيش، في دول الخليج، سعياً منهم لتحقيق السعادة النفسية، التي توفرت لليمن السعيد، على الرغم من كُـلّ المعاناة، والحصار والحروب الظالمة، التي لا تخلو أسرة يمنية، إلا وهي تعاني من فراق فلذات أكبادها، الذين لولا تضحياتهم العظيمة، لما كان اليمن السعيدُ سعيداً بحريته وَاستقلاله.