غزة تنتصر بمحور المقاومة أم بتباكي الزنداني؟!
راكان علي البخيتي
في ظل استمرار العدوان، الغاشم، على غزة تأتي التساؤلات الكثيرة، والبحث، والمتابعة حول ما سيأتي من ردة فعل من محور المقاومة ضد العدوّ الإسرائيلي إزاء ما يقوم به في غزة من قتل، وتدمير، وارتكاب أبشع الجرائم بحق الأطفال، والنساء وهدم المستشفيات، والمدارس، والمدن، والأحياء، المكتظة بالسكان، وضربها بأشد وأفتك أنواع القنابل النووية، والأسلحة المحرمة.
وبرغم ما يأتي من حزب الله في جنوب لبنان، من هجمات استباقية، وعمليات قام فيها بضرب مواقع العدوّ الصهيوني الغاشم، لكنه، لا يزال البحث جارياً م والتساؤلات حول ما سيأتي من قبل صنعاء، وطهران، والعراق، وسوريا، وهذا أمر طبيعي ومن حق أي عربي أن يراقب، ويتابع، ويتساءل، لكن لماذا لا تكون المراقبة والمتابعة لبقية القوى العربية والإسلامية وماذا يقدم زعماؤها؟!
هل يقدمون شيئاً غير الخيانات، والتناقضات أمام القضية الفلسطينية حتى وصل بهم الحال إلى إرسال التعازي ورسائل الاعتذار إلى الصهاينة.
لماذا لا تخرج جميع تلك البلدان بمظاهرات غاضبة للضغط على زعمائهم بالوقوف إلى جانب محور المقاومة!! هل الشعوب جامدة أم سيكون مصيرها الإعدام والموت إن خرجت!؟
وهل السلطات التي تقوم بإعدام الموطن على تغريدة حول موضوع شخصي بسيط ستسمح له أن يقوم بالخروج بمظاهرات مع الشعب الفلسطيني!؟
لماذا كُـلّ هذا الضجيج في جهة واحدة والسكوت في الجهة المقابلة؟ ألَّا يشاهد هؤلاء ويسمع ما يقوله رجال المقاومة وما يقدّمون، من شكر، وامتنان للشعب اليمني بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- والشعب الإيراني وبقية الإخوة في محور المقاومة، هل يفهم المتسائلون ماذا يعني ذَلك؟
وهل يتذكر هؤلاء دور من كانوا يتشدقون بغزة، ويجمعون لها التبرعات في ماضي الأيّام؟
حيث يتباكون على المنابر وفي الشوارع ويقومون بجمع الأموال الطائلة لغزة؟ حتى أن ذهب النساء لم يسلم منهم!! وهل التبرّعات وجمع الأموال في تلك الأيّام صنعت صاروخاً واحداً وصل إلى تل أبيب؟!
هل صنع منها رجال المقاومة طائرات تجاوزت الجدار الفاصل، هل صنع منها ما قهر الصهاينة وشردهم؟ هل تعطلت مطاراتهم؟ هل تم أسر عشرات الجنود من الصهاينة وإحراق دباباتهم؟
لم نرَ ولم نسمعْ إلا الخلافاتِ بين الفصائل، وازدادت البغضاء، والشحناء بينهم، وازدادوا ضعفاً إلى ضعفهم وخوفاً إلى خوفهم، وأصبحوا جماعاتٍ متفرّقة، وزاد العدوّ قوةً فوق قوته وتمكّن من اجتياحِ واحتلال مدن فلسطينية، وخُصُوصاً بعد أن جاء منافقو الأعراب بالخيانة الكبيرة وإعلان صفقة القرن، وكأن تلك التبرعات التي جُمعت ذهبت، لتقام بها صفقة القرن ويصبح الكيان الصهيوني دولة عاصمتها القدس، وفلسطين يُقتل أطفالها وتنتهك أعراضها ويُمحى اسمُها من الخارطة.
وبعد هذا التخاذل جاء دور محور المقاومة، فجمع رجال المقاومة على طاولة واحدة وشد عزيمتهم أكثر وقام بدعمهم بالسلاح والمال وطوّر قدراتهم العسكرية؛ لتأتي النتيجة أن ظهروا بقوة وثبات وأطلقوا عمليات صاح منها العدوّ وبكى واشتكى، وتبيّن للعدوّ وللشعوب الحرة، من هو محور الجهادِ والمقاومة، الذي جعل من المقاومة نداً قوياً للعدو الصهيوني الغاشم، وانكشفت الحقائق في آخر عملية لهم، العملية التي أدهشت العالم وصاح منها أرباب الشر، والفساد، عملية طوفان الأقصى المباركة، التي باركها الأحرار وتخلى عنها الخونة، والأنذال الذين عملوا التسهيلات للصهاينة وَالأمريكيين، وبدون توقُّف بعد أن قام “نتنياهو” و”بايدن” بزرعهم ليكونوا عملاء، وخونة، يقدمون بلدانهم، مطايا ورعاة عندهم وليكونوا لهم عبيدًا، ومستأجرين، لتملى عليهم أوامر ليقفوا على أبواب المعابر التي تؤدي إلى فلسطين لمنع المساعدات الغذائية والطبية من الوصول إلى أطفال غزة، وليكونوا على أبواب السفارات الإسرائيلية للدفاع عنها، وليعملوا بكل الأساليب والوسائل، ويشتغلون بوسائلهم وإعلامها الكاذب لقلب الحقائق وترويج قوة العدوّ وصناعة الهالة الإعلامية الكبيرة في جعلها قوةً لا يستطيع أحد أن يقف بوجهها.
فمهما قالوا! ومهما تخاذلوا! ومهما ثبّطوا! فَــإنَّ يوم الأحزاب سيعود وسيعرف أحزاب اليوم من هو محور المقاومة كما عرف أجدادهم السابقين مِن الأحزاب من هو ذَلك الرجل الذي حمل سيف ذو الفقار؟ وقام بقتل مرحبٍ اليهودي وابن ودٍ العامري، وأن ضربة الخندق وقلع أبواب حصون خيبر ستتكرّر اليوم، وتحت راية من وثقوا بالله وتوكلوا عليه، قادتنا، أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، الذين حملوا راية الجهاد، والذين قالوا نحن مع الله، فماذا أنتم فاعلون بقومٍ يكن الله معهم، وهم عليه يتوكلون دائماً.
حتماً لن تفعلوا شيئاً، وستغلبون، فالأفضل لكم أن توقفوا هذا العدوان؛ لأَنَّه سيأتيكم يوم الحسرة، وستهزمون، وعندها لن ينفعكم يوم الحسرة، يوم ينادي المنادِي أَلا لعنة الله على الظالمين.