التضحيةُ مَن تصنعُ الانتصار

 

ياسين العسكري

قاعدةٌ إلهية وسُنَّةٌ من سنن الله -سبحانه وتعالى- في ملكوته تحَرّك على أَسَاسها المجاهدون في فلسطين، واستوعبوا أهميتها.

هذه القاعدة هي: أنه لا تُصنع تحولات ومتغيرات لصالح المستضعفين، ولعتق الناس المظلومين، ولإنقاذ البشر المهضومين والمضطهدين إلا بمواقفَ، إلا بتضحية، إلا بعمل، إلا بجهد، إلا بمعاناة، من هذه النظرة ومن هذا المنطلق تحَرّك المجاهدون في عملية “طوفان الأقصى” وهم يعرفون أن هذا العدوّ الصهيوني الدموي (الغدة السرطانية) سيرتكب المجازر الوحشية لإيقاف هذه العملية المباركة التي مرَّغت هيبة جيشه في وحل الهزيمة والعار أمام العالم، وأنه سيسعى في جرائمه ولن يتورع عن قتل الأطفال والنساء؛ فثَمَّةَ تأريخ واسع من الجرائم التي ارتكبها من بداية نشأة هذا الكيان، من مجزرة دير ياسين التي نفذها المجرم الصهيوني (مناحيم بيغن) الذي أصبح رئيس الوزراء لاحقًا عام ١٩٧٧م، وحصل على جائزة نوبل للسلام عام ١٩٧٩م، وكان ضحايا المجزرة ٣٦٠ شهيدًا، ومجزرة صبرا وشاتيلا التي كان ضحيتها ١٥٠٠ شهيد من اللاجئين.. هاتان مجزرتان من مِئة المجازر؛ فلذلك إذَا كان هناك تضحية فلتكن في إطار التحَرُّك والتصدي لهذا العدوّ، وستكون التكلفة أقلَّ وأَيْسَرَ مع معونة الله وتأييده ونصره وعونه.

أَمَّا العدوّ الصهيوني فهو هكذا من أصل ثقافته ونشأته؛ تربى ونشأ على العدوة للإسلام وللمسلمين شهيدًا وهي قضية معروفة عنهم في تأريخِهم أنهم لم يتورَّعوا عن قتل أنبياء الله ورسله إليهم، فكيف بمن قتل الأنبياء هل تراه يتورَّعُ عن قتل الأبرياء في غزة وفلسطين؟ لن يقف ولن ينتهيَ عن ذلك إلا بموقف قوي من كُـلّ المنتمين إلى هذا الدين العظيم وأن يُعْلُوا موقفًا صريحًا في وجهه وفي وجه من يدعمه، وأن يعلنوا المقاطعة لبضائعهم، ويعلنوا النفير العام لمواجهته في كُـلّ المجالات؛ لأَنَّ المعركة التي يخوضها أبناء فلسطين في غزة هي معركة كُـلّ الأُمَّــة بكل فئاتها.

لقد أصبحت القضية الفلسطينية بحقٍّ معيارًا لمصداقية الإنسان في إيمانه، بأن يُظهِرَ الولاءَ لأولياء الله والعداءَ لأعدائه.

ويجب على الأُمَّــة أن تعودَ إلى كتاب الله القرآن الكريم؛ لتهتديَ به في تحديد مواقفها وتوجُّـهاتها وأعمالها وكيف تواجه أعداءها؛ ففي القرآن وحدَه الحلُّ والمخرَجُ لما تعانيه إذَا عادت إليه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com