قلقٌ أمريكي وأُورُوبي من استمرار الحرب على غزة وتحولها لنزاع عالمي

 

المسيرة | متابعات

بدأت الولايات المتحدة والدول الغربية الدخول بحالة من التوجس بشأن المدى الزمني المحتمل للحرب على غزة، وتأثيرها في مصالحهم، خَاصَّة في ظل ارتفاع الأصوات الشعبيّة المطالبة بوقف تلك المجازر.

ولا يتردّد الطرفان الأمريكي والأُورُوبي في كُـلّ مرة من تجديد دعمها المطلق لإسرائيل، رغم ما ترتكبه من مجازر بحق سكان قطاع غزة.

 

التخوف من نزاع عالمي:

وتعترف الضابطة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ليندسي موران، في حديثها لقناة تلفزيونية، بأن بلادها قلقة بشأن تصاعد ما أسمته النزاع في قطاع غزة، وربما تحوله إلى نزاع عالمي، وخَاصَّة بعد الهجمات التي تعرضت لها قوات أمريكية في العراق، وتحدثت عن “مستنقع خاص” و”مأزق” تواجهه الولايات المتحدة حَـاليًّا.

ومع تأكيدها أن الولايات المتحدة هي “الحليف الأكبر لإسرائيل ولديها القدرة على التأثير فيها لتأخير أي توغل بري على غزة”، قالت الضابطة الأمريكية السابقة: إن “الحرب الحالية في القطاع الفلسطيني لا يوجد فيها منتصر، وإن الضربات الجوية الإسرائيلية وما تتركه من خسائر في الجانب الفلسطيني ليست هي الحل”.

وزعمت أن بلدها -حكومة وشعبا- ينظر إلى الكارثة الإنسانية في غزة؛ باعتبارها كارثة مريعة، ولا يفرق بين المدنيين الفلسطينيين والمدنيين الإسرائيليين.

من جانبه، ركز أُستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في باريس الدكتور زياد ماجد على مسألة الدعم الأُورُوبي المطلق لإسرائيل، وأشَارَ ماجد إلى أن “أصواتا بدأت ترتفع منتقدة هذا الانحياز من قبل الحكومات الغربية، سواء في أوساط المثقفين أَو في الشارع، حَيثُ تتواصل المظاهرات المؤيدة لحق الفلسطينيين في ظل المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الأطفال والنساء في قطاع غزة”.

وربط موقف الحكومات الأُورُوبية الداعم لإسرائيل والولايات المتحدة بحرب أوكرانيا وبتصاعد اليمين المتطرف في أُورُوبا والمعادي للإسلام والمسلمين، مبرزا أن الأمريكيين والأُورُوبيين يمكنهم أن يبذلوا جهدا لاحتواء الكثافة النيرانية في غزة، رغم توقعه أن يستمر التصعيد العسكري الإسرائيلي لفترة طويلة.

 

انفجار بالشرق الأوسط:

ويتفق أُستاذ العلوم السياسية والضابطة الأمريكية السابقة على أن الطرفين الأمريكي والأُورُوبي لا يريدان اتساع الصدام، وحدوث انفجار في منطقة الشرق الأوسط، ومن أجل احتواء الأوضاع، لا تريد واشنطن -كما تؤكّـد المتحدثة الأمريكية- توريط إيران في معركة “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي”.

وتقول في هذا السياق: إن “السياسة الأمريكية الحالية تسير على ما وصفته بحبل مشدود ضيق، فهي تستخدم التهديد بالقوة لردع خصومها في المنطقة، ولكنها في الوقت نفسه لا تريد التصعيد”.

ومن جهته، أشار أُستاذ العلوم السياسية إلى أن واشنطن تفضل تحييد إيران تجنبا لتفاقم التصعيد الحالي وتحوله إلى انفجار شامل في المنطقة، مع تركيزها على قطاع غزة ومحاولة إحداث تغيير ديمغرافي فيه، وهو أمر خطير، في نظر المتحدث.

كما توقع عدم تدخل إيران في الحرب إلاّ إذَا تهدّدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بشكل وجودي، لكنه قال: إن “طهران ستبعث رسائل عبر حلفائها في المنطقة”.

ويذكر أن واشنطن أعلنت عن إرسال حاملتي طائرات إلى المنطقة، مع رسالة من وزير الدفاع لويد أوستن إلى إيران والفصائل المتحالفة معها قال فيها “لن نتردّد في التحَرّك ضد أي جهة تريد توسيع نطاق النزاع في الشرق الأوسط”.

واعترفت بأن بلادها ارتكبت بعض الأخطاء في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001م، حَيثُ شيطنت جزءا كَبيراً من سكان العالم، وافتقدت استراتيجيتها إلى البصيرة وطول النظر، داعية “إسرائيل” إلى اعتماد ما أسمتها استراتيجية بعيدة النظر في تعاملها مع قطاع غزة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com