قراراتُ أمريكا و “إسرائيل”.. تردُّدٌ وتخبُّط
يحيى صالح الحَمامي
قرارات أمريكا وإسرائيل في تردّد دائم وتخبط وإحباط من خلال التطورات في عملية “طُوفان الأقصى” والتي كشفت حقائق الغرب.
“طُوفان الأقصى” مُستمرّ ونلاحظ التردّد والتخبط والإحباط والفشل في كُـلّ ما تقدم عليه أمريكا أَو تريد فعله إسرائيل من تنفيذ قرار أَو عملية عسكرية، لقد أُصيبت قوى الاستكبار العالمي بالفشل، وهذه عدالة الله بالانتكاسة والزوال لإسرائيل وتسارع في العد التنازلي من الكبرياء إلى الضعف، لقد تبخرت العظمة والكبرياء وهزلت القوة في الأنظمة التي تقودها مجموعة من طُغُاةُ الأرض، كما نجد عدم القدرة لأمريكا وإسرائيل السيطرة على القرار، والسبب في ما أصابهم من الفشل في عملية “طُوفان الأقصى”، ومن الخوف نجد في قرارات الكيان التناقض والتنافي والأعذار والحجج، وهذا مؤشر لانهيار للأنظمة الاستكبارية التي علت في الأرض بالفساد على الشعوب، وكأنها فرعون العصر “أنا ربكم الأعلى”، لقد عم فساد أمريكا الشرق والغرب وبلاد العرب والمُسَّلمين، ومن الإحباط التي أُصيبت به أمريكا أنها عاجزة على حماية قواعدها العسكرية المنتشرة في شبه الجزيرة العربية.
قوى الاستكبار العالمية من ركعت وأذلت ملوك وأمراء العرب وألزمت القيادات العربية بالسلام والحماية للغدة السرطانية، إسرائيل احتلت الأرض وسلبت حُرية شعب فلسطين وجردتهم سلاحهم وقرارهم، وقد فرضت على ملوك العرب التطبيع والاعتراف الدولي بدولة إسرائيل ودفع العرب الثمن في صفقة القرن.
ملوكُ العرب من جعلوا للذل والانبطاح ثمنًا يتقاضاه الغرب، وما تحصل عليه أمريكا من الهيمنة والتسلط والنفوذ من وراء قوة ونفوذ إسرائيل في الشرق الأوسط، ملوك العرب أرخصوا أموال شعوبهم ودفعتها للغرب بالإكراه وهم صاغرون، تمويل قرارات أمريكا وتنفيذها في بلاد المُسَّلمين هي من أموال الخليج العربي، ولم تضمن أمريكا بقاء ملوك الخليج إلا بالمقابل وهي من تعطيهم صلاحية القمع لشعوبهم وتلزم أحرار الدول العربية الصمت أَو الموت والفناء لمن يعارض هذه الأنظمة، كما فعلت أمريكا مع آل سعود وآل زايد والتي أصبحت هذه الدول عبارة عن جنود مجندة لحماية إسرائيل.
أمريكا عاجزة عن أن تعيد عظمة وقوة إسرائيل في الشرق الأوسط، ولم تستطِع أن ترمم فشل إسرائيل وليست لها القدرة على التغطية والتمرير والتبرير لجرائم إسرائيل بمغالطة القانون الدولي، والمعارضون لأمريكا كُثْرٌ، واجتياح غزة له ثمن باهض يشق عصا الغرب، وما ينتظر جيش أمريكا وإسرائيل حتمية الموت، فصائل المقاومة الفلسطينية سوف تمرغ أنف من يجتاح غزة في التراب.
فصائل المقاومة الفلسطينية قوية وعصية على أمريكا وإسرائيل، المقاومة ليست وحدها في مواجهة أمريكا ونقول للعالم: إن زحف جيش “إسرائيل” الكرتوني نحو غزة سيذهب إلى الجحيم ولن ينتصر حتى وإن حصل على الإسناد والدعم العسكري والمالي واللوجستي من قبل أوروبا، محور المقاومة قوي وعصي، يمتلك القوة التي تسحق إسرائيل وتحقّق بقوة الله النصر، وَإذَا لم يتوقف دعم أمريكا لإسرائيل واستمرارها بقتل الأطفال والنساء في غزة فَـإنَّ أساطيل وقواعد أمريكا وإسرائيل ستصبحُ أهدافًا مشروعة وسَتتهاوى قوة أمريكا وقوة إسرائيل في شبه الجزيرة العربية، وسوف تضع المقاومة الخطوط الحمراء لأمريكا في البحر الأحمر والبحر العربي وتظل قواعد الغرب العسكرية تحت مرمى صواريخ المقاومة ولم يضمن أمن وسلام أمريكا سوى رحيل الكيان الصهيوني من أرض فلسطين.
ليس لإسرائيل مكان يطيقها ولا أرض تتسع مستوطنيها سوى العودة إلى أوطانهم الأصلية أَو الموت والفناء، قال الله تعالى: “لَا يُقَٰتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ، بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ، تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ، ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ” (14) [سورة الحشر] صدق الله العظيم.