“طُوفان الأقصى” أمام تواطؤ عربي مع إرهاب أمريكي صهيوني
فتحي الذاري
إن الأحداث الأخيرة في قطاع غزة أظهرت تباينًا كَبيراً في تعامل الزعماء والملوك والأمراء في الوطن العربي مع الوضع المأساوي الذي يمر به الشعب الفلسطيني، فقد تداولت وسائل الإعلام العديد من الأخبار والتقارير التي تفيد بتقاعس وتنصل هؤلاء الزعماء والملوك والأمراء تجاه المأساة الإنسانية التي تحدث في غزة.
بعد “طُوفان الأقصى” المبارك والتي من النواحي الهامة والواجب الديني هو اتِّخاذ قرارات حاسمة لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الصهيونية الأمريكية الغربية العدائية والمتطرفة الإرهابية والتي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية والمتواصلة، ففي وقت يتعرض فيه الفلسطينيون لهجمات عنيفة ومجازر وقتل بلا رحمة، لماذا هذا الصمت الرهيب؟
وهل تعرض الزعماء والملوك والأمراء في الوطن العربي إلى فخ التخدير؟ والترويض الأمريكي الصهيوني؟ أم أن الشعوب العربية خدعت؟!
إن التخاذل والذل والخضوع الذي يظهره الزعماء والملوك والأمراء في وجه المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني يجعلنا نطرح العديد من الأسئلة حول التزام هؤلاء القادة بالمبادئ الأخلاقية والإنسانية ودورهم في الحفاظ على كرامة الأُمَّــة العربية والإسلامية.
لماذا لم تتحَرّك الجيوش العربية؟ أم أن الجيوش كانت عاجزة عن ردع الاعتداءات والتكتلات الغربية وحماية الشعب الفلسطيني من الانتهاكات القاسية التي يتعرضون لها بشكل يومي!!
إن التحَرُّكَ المشترك والتضامن العربي أَو التحالف العربي هو السبيل لتحقيق الانتصار لقضية فلسطين وإرساء العدلة واستعادة الحق الفلسطيني لأرضه المحتلّة وإعادة فلسطين المحتلّة إلى الحضن العربي وأرسى مبادئ السلام في المنطقة، أم أن الجيوش العربية تحت السيطرة الاستعمارية الأمريكية الصهيونية، وهل وقعت جيوش الدول العربية تحت التدجين والتهجين الصهيونية الإسرائيلية الأمريكية الغربية؟
لماذا شعوب العالم كله تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتأييد “طُوفان الأقصى” الذي أعاد الموازين إلى المعايير الأصلية؛ لأَنَّ الشعب الفلسطيني يعاني من جراء الاعتداءات والتهجير وهدم منازلهم وممتلكاتهم والاستيطان القسري في الأراضي المحتلّة منذ عام ١٩٤٨م من الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني وبمسانده الولايات المتحدة الأمريكية، وأمين عام الأمم المتحدة يكاشف للعالم بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، ويؤكّـد هجوم حماس لم يكن من فراغ، وقال الأمين العام للأمم المتحدة: إنّه لمن المهم أن ندرك أن هجوم حماس يوم 7 أُكتوبر لم يحدث من فراغ.
فالفلسطينيون تعرضوا لاحتلال خانق على مدى 56 عاماً تم تهجيرهم، بيوتهم تهدمت، وآمالهم في الحل السياسي تلاشت وَأَضَـافَ “جوتيريش” في كلمته بجلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن غزة، في يوم الثلاثاء الماضي، أن حماية المدنيين لا تعني إصدار أوامرَ بإجلاء أكثرَ من مليون شخص للجنوب ليتم قصفهم وفي سياق التخاذل والذل المهان للأُمَّـة العربية والإسلامية، تأتي تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية، يصف بأن المقاومة الفلسطينية جماعة إرهابية وهذا يدل على عدم الإحساس والشعور بالمسؤولية تجاه مهام هذه الجامعة والتي لا تدرك ما تعانيه الشعوب العربية وخَاصَّة الشعب الفلسطيني من السياسات الصهيونية الأمريكية المهيمنة العدائية في المنطقة ولا تستطيع أن تمثل الشعوب العربية أَو حتى نبض الشارع العربي.
السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- قال إن الجهاد في سبيل الله ضد العدوّ الصهيوني عاملاً مهماً في نهضة الأُمَّــة، وتغيير واقعها، وذلك من خلال الرؤية القرآنية، التي ترتقي بالأمة في وعيها وتربي الأُمَّــة على الإحساس بالمسؤولية، وتحيي الروح الجهادية، وتنتقل بالأمة، من حالة الجمود، وتلقي الضربات، إلى موقع الفاعلية، والموقف والعمل والتحَرّك الجاد في كُـلّ المجالات بوعيٍ ورشاد، كما قال الله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
ومن خلال تصريح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إسرائيل التي هزمت سنة ٢٠٠٠م والتي هزمت مرات عديدة وهزمت في ٢٠٠٦م والتي هزمت من أهل غزة وهزمت بالأمس هي أوهن من بيت العنكبوت ولن تكون غير ذلك.