غزةُ فضحت شعاراتِ الإنسانية الزائفة

 

محمد الضوراني

القضية الفلسطينية والاستهداف المُستمرّ للشعب الفلسطيني من خلال حرب الإبادة الجماعية لهذا الشعب المجاهد والذي يقاتل لقضية هي الحق والعدل ويدافع عن كُـلّ الشعوب الإسلامية والشعوب المضطهدة في هذا العالم وضد مشروع يستهدف العالم بكله بكل توجّـهاته وطوائفه وأعراقه وجنسياته.

مشروع تقوده أمريكا وإلى جانبها دول الغرب الظالمة، والتي تتغنى بحقوق الإنسان والتشريعات والقوانين والأنظمة وغيرها من العناوين البراقة، والتي تستخدمها لمصالحها فقط ولأهدافها فقط وللتضليل والتشويش على مشروع الحق في هذا العالم، والذي يتمثل بالإسلام، دين السلام ودين الحق في كُـلّ شيء، في ثوابته وتوجّـهاته وتشريعاته، والذي عمل الغرب على تحريف هذا الدين وتشويهه بتعاون بعض الحكام والأمراء والملوك وغيرهم من عملاء الغرب، والذي زرعهم في جسد هذه الأُمَّــة لزرع الانقسامات الداخلية والخلافات المذهبية وغيرها، كُـلّ ذلك لتبقى الأُمَّــة ضعيفة في كُـلّ شيء، وبالتالي يتمكّن هؤلاء من استهدافها واستهداف أي مشروع يأتي لإصلاح مسار هذه الأُمَّــة وفق توجّـه قرآني سليم ووفق مسار إيمَـاني حقيقي وفي قضية توحد هذه الأُمَّــة، وهي الحق والعدل وهي القضية الفلسطينية وتحرير المقدسات الإسلامية.

إن الغرب الذي يدَّعي الإنسانية وحقوق الإنسان يشاهد ويتفرج بل ويساند ويقف مع إسرائيل ومعها أمريكا في قتل الشعب الفلسطيني وباستخدام كُـلّ أسلحة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني المظلوم والمعتدى عليه، والذي احتلت أراضيه وشرد من أرضه وقتل أطفاله ونسائه ورجاله وحرم عليه الدفاع عن نفسه ومواجهة المعتدي عليه.

إن ما يحدث اليوم في غزة الشموخ والآباء والنضال من استهداف وتدمير وقتل وإبادة؛ لوصمة عار في جبين مدعي الإنسانية والحريات وحقوق الإنسان، نجد حجم التعاون الغربي الواسع مع إسرائيل الكيان والغدة السرطانية والتي زرعها الغرب في جسد هذه الأُمَّــة لتكون هي مصدر السيطرة على الأُمَّــة الإسلامية ويتوحد حولها ويساندها ويقف معها وفي استمرارها في استهداف ليس فقط الشعب الفلسطيني بل وإعلان حرب صليبية على الأُمَّــة الإسلامية.

هذا العدوان الظالم على الشعب الفلسطيني سوف يسقط من خلاله كُـلّ العملاء والخونة والكاذبين ومدعي الإنسانية، سوف تسقط مشاريع الغرب الكاذب ويسقط المنافقون والخونة.

نشهد اليوم مرحلة خطيرة وأَسَاسية من خلالها تتغير المعادلة نحو معادلة يسودها الحق والعدل، لذلك الأُمَّــة الإسلامية أمام منعطف خطير ومعركة لا بدَّ أن يقف إلى جانبها كُـلّ شعوب الأُمَّــة الإسلامية، وتتكشف أمامهم الحقائق وتتعرى لديهم كُـلّ العناوين البراقة والكاذبة، ليعوا أنهم أمام واقع مؤلم يعاني منه هذا العالم ويسوده الظلم والاضطهاد والفساد والانحراف، ومعركة غزة هي معركة نكون فيها أَو لا نكون، إما أن نكون مع الحق والعدل والصلاح والاستقامة وحقوق الإنسان وفق مسار إلهي أَو يستمر الباطل بعناوينه وانحرافه وتوجّـهاته، بل ويتطور في أساليبه واستهدافه لكل الشعوب، وبالتالي تصبح هذه الشعوب بعيدة عن الحرية الحقيقية التي منحها الله لهم بضوابط صحيحة ومسار صحيح وثقافة صحيحة؛ لتكونَ الشعوب مُجَـرَّدَ عبيدٍ لمشروع أمريكا والغرب الظالم وفق مسار يسوده الباطل والانحراف فيستهدف من خلاله كُـلّ المشاريع في هذا العالم، مشاريع الحق والعدل.

إن ما يحدث اليوم في غزة الإباء من استهداف وتدمير مُستمرّ وظالم ودون حق يتطلب من كُـلّ الشعوب والأحرار والشرفاء في هذا العالم التحَرّك ضمن جبهة الحق والعدل والمقاومة للباطل وأنصار الباطل المتمثل بأمريكا وإسرائيل والغرب ومن ساندهم، فمن وقف مع إسرائيل فهو يقف مع الشيطان وأعوان الشيطان، ومن يؤيد الشعب الفلسطيني فهو يقف مع مشروع العدل والحق والصلاح للعالم بكله، معركة فلسطين معركة كونية لإصلاح واقع العالم بكله وتعرية وكشف كُـلّ العبارات الزائفة والمشاريع الكاذبة التي انكشفت في استهداف هذا الشعب المجاهد والمناضل والمؤمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com