مناورةُ “طُوفان الأقصى”: التهديداتُ لا تُخِيفُنا
بعد كشفِ الرئيس المشاط عن محاولات أمريكية لابتزاز صنعاء بعودة الحرب:
قواتُ الدعم والإسناد تحاكي تنفيذَ عمليات عسكرية نوعية وتؤكّـدُ الجاهزيةَ للتعامل مع كُـلّ المتغيرات
اللواءُ الحُمران: نُعِدُّ العُدَّةَ للقيام بواجبنا
المسيرة | خاص
بعدَ يومٍ من إعلان الرئيس المشاط عن تهديداتٍ وجَّهتها الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ لصنعاءَ بعودة الحرب، على خلفيةِ الموقفِ اليمني المبدئي المساندِ للمقاومة الفلسطينية، نفَّذت القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ مناورةً عسكريةً بعنوان “طُوفان الأقصى” معززة بذلك ما أكّـده الرئيس حول عدم خوف الشعب اليمني من التهديدات، ومجددة التأكيد على الجهوزية القتالية للتعامل مع المتغيرات.
المناورةُ التي حاكت فيها قواتُ “الدعم والإسناد” تنفيذَ عمليات عسكرية نوعية، جددت التأكيد على استعداد القوات المسلحة؛ لاستكمال معارك التحرير والتصدي لأية تحَرّكات عدائية من جانب تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي ومرتزِقته في الداخل.
وبرهنت المناورة من جديد على تطور الأساليب والمهارات والتكتيكات القتالية للقوات المسلحة، وأظهرت مستوى التنسيق العالي بين الوحدات والتشكيلات القتالية المتنوعة على أرض الميدان.
كما برهنت المناورة على استمرار حشد الطاقات البشرية والمادية؛ لاستكمال معركة التحرّر والاستقلال، وهو تأكيد واضح على استحالة القبول بأية مراوغات أَو مماطلات تبقي البلد تحت الحصار والاحتلال والاستهداف وتطيل أمد معاناة الشعب اليمني.
وقد وجَّه توقيتُ هذه المناورة رسائلَ تَحَـــدٍّ واضحةً للأعداء، بدءًا من الولايات المتحدة الأمريكية التي قال الرئيس المشاط إنها هدّدت صنعاء بعودة الحرب، على خلفية تأكيدات الأخيرة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء جرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة.
وقد أكّـد الرئيس المشاط بشكل صريح وفي رسالة حازمة أن اليمن لا يهاب التهديدات، وأن هناك جاهزيةً واستعدادًا لتصعيد الموقف المسانِدِ للشعب الفلسطيني ومقاومته الشجاعة في إطار التنسيقِ المشترك والمُستمرّ بين أطراف وقوى محور الجهادِ والمقاومة في المنطقة.
وترجمت المناورةُ هذه التأكيداتُ بشكل عملي من خلال عنوانها الذي يُشيرُ بوضوح إلى الالتزام بالموقف المساند للشعب الفلسطيني في نضاله المُستمرّ وفي معركة “طُوفان الأقصى” الجارية والتي لا تزالُ مفتوحةً على كُـلّ الاحتمالات، بما في ذلك احتمال التدخل الإقليمي.
وتجدد هذه المناورة أَيْـضاً وضعَ دول تحالف العدوان أمام ضرورة المسارعة بالتوجُّـه نحو الحل العادل وتنفيذ مطالب الشعب اليمني المحقَّة والمشروعة، كما تؤكّـد أنه لا مجالَ للمراوغة ومحاولةِ إطالة أمد العدوان والحصار والاحتلال؛ لأَنَّ القوات المسلحة جاهزةٌ لفرض محدِّدات السلام بالقوة في حال أصرَّ العدوُّ على تفويت فُرصة السلام الفعلي.
لا مساومةَ على الموقف من فلسطين:
وقال قائدُ قوات الدعم والإسناد، اللواء قاسم الحُمران: إن “هذه المناورة تأتي في وقت تواجهُ فيه غزةُ أبشعَ عدوان عرفته البشرية” مُضيفاً أنّه “في ظل ما يتعرض له شعب فلسطين من عدوان غاشم وجرائم حرب وإبادة جماعية، كان لزاماً على الجيش اليمني بما فيه كتائب الدعم والإسناد أن يقوم بواجبه، ويعد العدة ويكون على أتم الجهوزية لمواجهة تلك الأخطار والتحديات ومساندة المجاهدين في غزة الذي سطَّروا أروعَ الملاحم البطولية، ولقَّنوا العدوّ الإسرائيلي دورس قاسية”.
وأكّـد أن المناورةَ “رسالةٌ للعدو الصهيوني وأذنابه في الداخل والخارج بالجهوزية التامة والحضور الفاعل لأية مواجهة يتطلبها الميدان في أي مكان وزمان”.
وكان المبعوثُ الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، قد عبّر الأسبوع الماضي عن محاولات أمريكية لابتزاز صنعاء بالملف الإنساني وبعودة التصعيد، حَيثُ قال إن مشاركة اليمن في معركة “طُوفان الأقصى” ستهدّد ما أسماه بـ”مكاسب الهدنة”، و”ستجر اليمن إلى حرب أُخرى” وهو تهديد واضح يأتي بعد إعلان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن الاستعداد للمشاركة العسكرية إلى جانب المقاومة الفلسطينية في حال تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر في فلسطين، أَو تجاوز العدوّ الصهيوني الخطوط الحمراء في قطاع غزة.
وكان المجلس السياسي الأعلى قد أعلن في وقت سابق أن صنعاء لن يقف مكتوف اليدين إزاء جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، وأن تجاوز الخطوط الحمراء يحتم على اليمن القيام بدوره وواجبه الإنساني والديني.
وتعهدت الولايات المتحدة الأمريكية للكيان الصهيوني بضمان عدم تدخل أية أطراف إقليمية لمساندة المقاومة الفلسطينية، وأعلنت أنها ستقوم بنشر منظومات دفاع جوي في المنطقة ضمن هذا السياق.
وفيما يتعلق باليمن بدا بوضوح خلال الأيّام الماضية أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتحريك مرتزِقة العدوان ودفعهم للتصعيد ضد القوات المسلحة في حال قرّرت صنعاء مساندة المقاومة الفلسطينية عسكريًّا، حَيثُ أكّـد كُـلٌّ من وزير الإعلام بحكومة تصريف الأعمال ضيف الله الشامي، وعضو المكتب السياسي لأنصار الله فضل أبو طالب، أن واشنطن أوكلت هذه المهمة للمرتزِق صغير بن عزيز، رئيس ما تسمى “هيئة الأركان” التابعة للخونة، وهو ما أكّـدته أَيْـضاً تقارير إعلامية سعوديّة كشفت عن استنفار لقوات المرتزِقة فيما يتعلق بمواجهة تحَرّكات صنعاء الداعمة لفلسطين، بحسب ما ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”.
ووفقًا لذلك، فَــإنَّ مناورةَ “طُوفان الأقصى” توجِّـهُ رسالةً واضحةً للولايات المتحدة الأمريكية وللمرتزِقة أَيْـضاً بأن القوات المسلحة جاهزةٌ للتعامل مع أي تصعيد، وأنها لن تساوم أبدًا على الموقف المبدئي والإنساني الثابت المتعلق بنصرة القضية الفلسطينية.