هولوكوست غزّة وذَبْحُ الإنسانيّة
د. شعفل علي عمير
يتَباكى اليهودُ على مَرْ الزمان ويحاولون جاهدين إحياءَ المذابح التي تعَرّضوا لها من قِبَل نازيّة هِتلر كما يَدّعون، وما يقوم بهِ الكيانُ الصهيوني بِحق الشّعب الفلسطيني في غَزّةَ وغيرِها يُعد تِكراراً ونُسخةً جديدةً للقتل والاضطهاد الذي تعرّض لهُ يَهودُ أُورُوبا من قِبل الألماني هتلر وحلفائه المتعاونين معه في الفترة بين 1933 حتى 1945م.
وبنفس النازية والاضطهاد يُمارِس هذا الكيان المذابح، ولكن ليس رداً أَو انتقاماً مِن الألمان إنما يُمارَسُ بِحَق شعب احتَلَّ أرضه وارتَكب بِحَقِّهِ كُـلَّ أصناف القهر والظّلم، مارست آلته الحربيةُ مذابحَ في كُـلّ قَرية وكلّ حيّ في غزة وغيرَها إلى الحد الذي نستطيع أن نطلقَ على كُـلّ يوم يَمُرُّ على غزةَ بأنه هولوكوست جَديد، وعلى كُـلّ قرية وحي في غزة هولوكوست آخر، فَكيف يَتبَاكى الكيانُ الصُّهيوني على ما أصابَهُ من قهر وعلى ما ارتُكب في حقِّهِ مِن مذابحَ في الوَقت الذي يرتكب فيهِ كُـلّ يَوم مذبَحة بحق الشعب الفلسطيني، بل إن هذا المحتلّ الغاشم تجاوز الوحشية والقتل التي تعرض لها من قبل هتلر كما يدَّعيه، فلم تَكُن هُناك حدودٌ لهذا التوحش وهذه النازية الصهيونية، فاستهدف المستشفيات ودُور العِبادة، وحاصر الفلسطينيين، منَعَ عنهم الإمدَادات من الغِذاء والدواء وحتى الماء والكهرباء وسُبُل التواصل مع العالم.
تجاوزت نازيّةُ الكيان الصهيوني كُـلَّ نازيٍّ، لم يعد هتلر نازيًّا في نظر الشعوب، لقد أجبر الكيانُ الصهيوني العالَمَ بأنَّ ينسى ما يُسمى بالهولوكوست الذي تعرض فيه اليهودُ للمَذابِح والاضطهاد، فقد ابتكروا هولوكوست أكثرَ وحشيّةً ودمويّة على مَرّ التاريخ، فلم يتعرض اليهودُ من هتلر لِما يتعرَّضُ له أهلُنا في غزةَ من ظُلم وذبح للأطفال والنساء على مَدار السَّاعة، إلى الحَد الذي لم يعد هُناك مكانٌ آمنٌ يلجأُ إليه الأطفالُ والنساء، فكل شيءٍ مُباحٌ ومُسَتباحٌ في عالم اللّاإنسانية، في زمن الإرهاب المُنَظّم، في زَمن أصبحت المُنظماتُ الأمميّة والإنسانية هي من تعطي الضوءَ الأخضرَ لقتل الإنسان والإنسانية على حَــدٍّ سواء.