الردُّ اليماني المزلزل تحوُّلٌ تاريخيٌّ وَفرضُ واقع لمعادلة استراتيجية جديدة
فضل فارس
هذا اليوم العظيم هو يوم تاريخي مشهود، إنه اليوم اليماني الموعود بالعزة والانتصار يوم التحول القطبي والإقليمي لفرض واقع ومعادلة استراتيجية مهمة في الإقليم والمنطقة بشكل عام.
فهذه العملية والضربات القاصمة في العمق الصهيوني التي أعلنها الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية وَالتي لطالما استبعدها الكثير هي تنبئ وَتظهر بلسان المقال ومن واقع العزة والمنعة، أَيْـضاً للعالم أجمع عن أبعاد مفصلية ودلالات سياسية تحولية مهمة في الواقع المعاصر، ومن أبرزها قوة وتمكّن هذه الدولة العظيمة في ظل هذا المحور الجهادي والمعادي -رغم ما واجهها أَيْـضاً وأراد حجبها وتوقيفها ولا زال من حرب وحصار وعدوان -وَأَيْـضاً قدرتها العالية في فرض الاشتباك وتحديد المصير كذلك فيما تؤكّـده عن مدى الارتباط الوثيق لهذا الشعب العظيم بقضيته الكبرى والمحورية فلسطين.
وهي تثبت كذلك أن هذا الشعب شديد الصولة والبأس، لا يقول جزافاً فيما يتوعد ويقول، فهو ومن موقعه المتصدر علناً، ومن البداية في العداء لهذا الكيان الإسرائيلي الغاضب وَصانعيه لن يقف أبداً وَمحالاً -وذاك عهده وَمنهاجه- مكتوف الأيدي تجاه ما يجري من تعد ووحشية شعواء هي صنيعة ذلك الكيان النازي بحق إخواننا في أرض فلسطين.
وعلى ذلك ومن هذا الرد اليماني المزلزل فليقس الصهيوني الأشر فتلك إنما هي البداية وما قد يأتي بعون الله في قادم الأيّام إن هي لم تتوقف آلة الوحشية والإجرام الصهيونية عن ارتكابها المجازر بحق أبناء شعب فلسطين لهو الشيء المرعب، والذي حتماً لن يكون كسابقيه من الردود، إنما وَبعزة الله سيطال الجمع وتقطع تلك الأيدي المجتمعة لحرب الإسلام والمسلمين.
عُمُـومًا إن هذه الضربات من الشعب اليمني قد أتت في إطار الحق المشروع والمقدس في الدفاع الحر والمسؤول عن قضايا هذه الأُمَّــة، وإنها حتماً وفيما هي عليه من قوة وَبأس وعزيمة وإرادَة يمانية صلبة تتجاوز كُـلّ الأبعاد والحيثيات للتهديدات الأممية والدولية الزائفة التي قد يربط بها كما يقال مصير الإقليم والمنطقة
إنما تعبر ومن شوق ولهفة عن غيظ قلوب اليمنيين وتحرق أفئدتهم التي تتحرق شوقاً لملاقاة وقتال هذا الكيان الغاصب بجيشه الهش والأوهن من بيت العنكبوت، الذي قد سوي أخيراً ورغم أنفه بالتراب كذلك -وهو وفيما كان عليه أَيْـضاً من شهره واهية وزائفة لم تتجاوز يوم ذاك طوله-؛ بفعل هذه العملية البطولية (طوفان الأقصى) لأحرار وأبطال المقاومة الفلسطينية الباسلة والصابرة.