الحملُ الثقيلُ والدرعُ الحصينُ للأمة

 

ربيع عنبر

من يتأمل صمود، وثبات، واستبسال المجاهدين في غزة يجد أنهم قد تبنون وتحملون الحمل الذي لم يتحمله كُـلّ العرب والمسلمين، يجد انهم قد تحملون الحمل الثقيل، فتحملون المسؤولية في الدفاع عن هذه الأُمَّــة، وعن كرامتها، وعن مقدساتها، ومسرى نبيها، فكانت الدرع الحصين في وجه أعداء الأُمَّــة التي تسعى دوماً لقتلها، واستعبادها، وإهانتها بكل الوسائل الممكنة فكانت غزة هي الدرع الحصين التي يحتمي خلفها المسلمون؛ ليحتفظوا بما تبقى لهم من كرامة، وعزة، وحرية، وكل هذا لم يكن دون ثمن، فغزة دفعت الثمن، وقدمت خيرة رجالها، وأبنائها، وقدمت آلاف الأبرياء، وارتُكِبا بحقها أبشع المجازر، وهدم البيوت على رؤوس سكنيها، فلم يسلم الطفل، ولا النساء، ولا الكبير أَو الصغير، فكلهم كانوا ثمنا لتسلم الأُمَّــة من هذا العدوّ الصهيوني اللعين، فمن يظن أن غزة تنزف الآن هو غلطان، بل غزة اليوم تتبرع بدمها لأمة أصبحت بلا دم، ومسلمين بلا إسلام، وعرب بلا عروبة، فدينُ مواقف، والإيمان أخوة، والعروبة حمية، فاين نحن من هذا؟ لم نرا موقفاً، ولا أُخوة، ولا حمية، بل أصبحت الأُمَّــة الإسلامية، والعربية عاجزة على أن تدخل الطاقة لتزويد المستشفيات، والماء، والدواء، والغذاء إلى غزة أصبحَ حكام الأُمَّــة عاجزين جبنًا ترعبهم إسرائيل رغم ما يرونه في عجز إسرائيل أمام المجاهدين في غزة فلماذا لم يتحَرّك حكام العرب؟ لماذا هم جبنا، وأذلا، ومنبطحين؟! لماذا لم نرى لهم موقف مشرف؟ لماذا خذلتم فلسطين، وخذلتم شعوبكم الحرة؟! باستثناء الأحرار من هذه الأُمَّــة الذي هم مغلوبون على أمرهم فلكل وقف عائق أمامهم، ورغم العوائق يفعلون كُـلّ ما يستطيعون، وأصبح حكام العرب هم من يدافعون عن إسرائيل فهم في المترس الأول الذي تتحصن به إسرائيل، حتى وصل بهم الحال إلا أن يعترضوا مسيرات الأحرار التي كان أهدافها إسرائيل، لكن لا غرابة فقد أخبرنا الله بهم فقال: (هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون) فلم تخدع الأُمَّــة بأعدائها، وإنما خدعها عملاؤها المنافقون الموالون لليهود، وقد أتى زمن كشف الحقائق؛ ليكون الناس أمام صنفين لا ثالث لهما: إما مومن صريح، أَو منافق صريح.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com