وقفُ العدوان أو الانفجارُ الكبير: معادلةُ “انتصار غزة” في مواجهة خطط “القضاء على حماس”
سماحةُ السيد حسن نصر الله ينهي آمالَ الأعداء بتحقيق عن أي انتصار ويحدّدُ لهم الخياراتِ المتاحة:
المسيرة | خاص
في خِطابِه الأخير، وضَعَ سماحةُ الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، عنواناً رئيسيًّا هامًّا لمعادلة التحَرّك الإقليمي المساند للمقاومة الفلسطينية، وخُصُوصاً على الجبهة اللبنانية، وهو عنوانُ العمل على وقف العدوان الصهيوني وعلى أن تنتصر غزة في معركة “طُوفان الأقصى”، الأمر الذي يمثّل صفعةً كبيرة لكيان الاحتلال الذي كان قد وضع لنفسه هدفاً رئيسياً للعدوان على قطاع غزة يتمثل في “القضاء على حماس”، وهو ما يعني أن العدوّ أصبح أمام خيارَينِ لا ثالث لهما: فإما الاعتراف بالهزيمة والتعاطي مع الواقع الجديد، أَو محاولة تحقيق هدفه المستحيل والمخاطرة بانفجار حرب إقليمية.
العنوان الذي وضعَه سماحة السيد نصر الله، لمعادلة العمل الجماعي الإقليمي المساند للمقاومة الفلسطينية، جاء مبنياً على حسابات استراتيجية دقيقة، على رأسها منع العدوّ الصهيوني من تحقيق الأهداف الأَسَاسية التي يسعى العدوّ لتحقيقها من خلال عدوانه المُستمرّ على غزة، وعلى رأسها هدفُ التخلص من المقاومة أَو إضعافها؛ باعتبار أن ذلك هو “الردُّ” الوحيد الذي يراه العدوّ مناسباً على الهزيمة المدوية التي تعرض لها في عملية “طُوفان الأقصى”.
هذا العنوان لم يضع فقط العدوّ الصهيوني أمام استحالة تحقيق هدفِه الذي كانت حتى الولايات المتحدة قد أخبرته بأنه غير قابل للتحقّق، بل وضع أَيْـضاً واشنطن أمام خطورة محاولاتها لإبقاء المجال مفتوحاً أمام كيان الاحتلال لمواصلة عدوانه على قطاع غزة؛ فبرغم أن أمريكا قد أدركت أن خطط كيان العدوّ غير واقعية فيما يتعلق بالأهداف الأَسَاسية فَــإنَّها دفعته إلى تعديلها بصورة تمنحه المزيد من الوقت للانتقام من المدنيين ومحاولة البحث عن طرق للاستفراد بالمقاومة وإضعافها بمساعدة أمريكية طبعاً، وهو الأمر الذي تطلب أن يعلن السيد نصر الله، عن معادلة مقابلة في وجه الصهاينة والأمريكيين معاً.
وقد عزز سماحته هذه المعادلة النوعية بتحذيرات مزلزلة وجَّهَها بشكل مباشر للولايات المتحدة الأمريكية؛ باعتبارها المحرك الأَسَاسي للعدوان المُستمرّ على غزة والمصمم الفعلي لخطط الاستفراد بالمقاومة الفلسطينية وإضعافها.
وحرص السيد نصر الله، على أن يجعل هذا التحذير مفصلاً بالشكل الكافي؛ لإظهار حجم ومستوى الجدية، حَيثُ صرح بشكل واضح بأن المقاومة جاهزة للتعامل مع الأساطيل الأمريكية في البحر ولديها الإمْكَانات المناسبة لذلك، وهو تفصيل يضع الولايات المتحدة أمام مشهد من مشاهد الانفجار الكبير الذي سيترتب على مواصلة المضي في خططها العدوانية ضد قطاع غزة.
وقد جاء إعلان سماحة السيد نصر الله، عن معادلة “العمل على انتصار غزة” في توقيت قاتل للعدو، الذي بدأ منذ أسبوع محاولاته للتوغل البري في قطاع غزة على وَقْعِ مجازرَ مكثّـفة بحق المدنيين؛ مِن أجل البحث عن إنجازات تخفف عليه وَقْعِ الهزيمة المدوية، لكنه لم يجد سوى ضربات كبّدته “خسائرَ قاسية ومؤلمة” بحسب تعبيرات قادة حكومة وجيش الاحتلال أنفسهم، وهو ما يجعل تحذيرات وتأكيدات الأمين العام لحزب الله صفعة أكثر قسوة؛ لأَنَّها تجردهم حتى من “الأمل” الذي كانوا يعلِّقونه على الاستمرار بمحاولة التوغل وقتل المدنيين وخوض معركة طويلة نسبياً؛ إذ بات واضحًا أن هذا الخيار ينطوي على مخاطرة كبيرة لا نتائجَ لها؛ فالعمل على انتصار غزة هو عنوان يتضمَّنُ استخدامَ كُـلّ الخيارات المتاحة من قبل المقاومة ومحورها، وهي خياراتٌ يعلم العدوّ جيِّدًا أن أُفُقَها مفتوحٌ بشكل مرعب وخطير جِـدًّا بالنسبة له.
ووفقاً لذلك، يمكن القول إن سماحة الأمين العام لحزب الله -من خلال إعلان معادلة انتصار غزة- قد حسم كُـلَّ الجدل (حتى داخل الكيان الصهيوني نفسه) بشأن احتمالات توسع الحرب وأفقها؛ إذ باتت الخيارات واضحة ومحدّدة:- فإما وقف العدوان على غزة والتنازل عن الأهداف غير الواقعية واللجوء إلى التفاوض على الأسرى، أَو المخاطرة بالانفجار الكبير، ولا يمكن للعدو وحلفائه الأمريكيين اختلاقُ طريق ثالث لمواصلة العدوان ومحاولة إضعاف المقاومة بدون الوقوع في المخاطرة، التي قد يطالُ خطرُها الولايات المتحدة بشكل مباشر.
وقد شهدت جبهةُ جنوب لبنان، السبت، تصاعُداً ملفتاً في نوعية وحجم ضربات مجاهدي حزب الله على مواقع العدوّ الإسرائيلي على الحدود، حَيثُ نشرت وكالةُ “يو نيوز” مقطعَ فيديو يُظهِرُ استهدافَ موقع جل العلام الصهيوني بصواريخَ شديدة الانفجار لم تستخدم منذ بداية الحرب، وهي رسالةٌ واضحةٌ تأتي بعد يوم من خطاب سماحة السيد حسن نصر الله؛ لتؤكّـد أن معادلةَ العملِ على انتصار غزة ومنع الاستفراد بالمقاومة لم تكن مُجَـرّدَ دعايةٍ بل واقعٌ.