إيلات.. ورسائلُ الويلات

 

زينب إبراهيم الديلمي

بعد دمويّة المجازر ووحشيّة الإبادة التي يرتكبها العدوّ الصّهيوني بحق أهلنا في غزة، أبت يمن الإيمان في جعل أسلحتها طُعماً للمكوث في معرضها، أبت يمن الغوث والنُصرة للمستضعفين أن تبقى مُكبّلة اليدين وغضيضة الطّرف تجاه المظلوميّة الغزاويّة التي عاشت ذاتها خلال ٩ أعوام، كيف لا وهي من لقّنت أرقى الدروس الملحميّة في تأديب أداتَي الكيان المؤقَّت “السعوديّة والإمارات” في عمق جُغرافيّتيهما، كيف لا وهي من قاسمت غزة هاشم الأفراح والأتراح معاً رغم المسافات والكيلومترات الحاجزة لهما!

هذه المرة عادت سِجّيل صواريخنا وأبابيل مُسيّراتنا في استئناف التأديب للأعداء بكل قوّة وصلابة، تقدّمت إلى مكان إقلاعها وهي شامخة العنان أنّ دورها قد حان، حاملةً جواز سفرها لتضع ختم الوصول إلى عمق العدوّ الصّهيوني بقوّة الله وتأييده.

الرعب المُريب الذي عانى منها الكيان الهشّ والجبان بعد ظنونه أنّه في منأى من صواريخ اليمن ومُسيّراته وباستطاعته الاحتماء والنّجاة طالما الفاصل هي البحار والجبال والسّماوات، جعله يهذي بالهوس بأنّه سيُعامل اليمن بالمثل وسيتصدّى لهذه الحمم اليمانيّة بقُببه الحديديّة العاجزة التي تشبه تماماً باتريوتيّة السعوديّة والإماراتية وفشلها في اعتراض الأسراب الباليستيّة.

هذا الأحمق لا يعلم أنّ من يؤيّد ويُسدد الخُطى النّاريّة لهذه الصّواريخ والمُسيّرات ويجعلهما يتجاوزا كُـلّ العوائق الجغرافيّة والمسافات الكيلومتريّة ويُصوِّبها الأهداف بعنايةٍ دقيقة مُحكَمة هو الله سبحانه وتعالى، الذي يشمل عنايته ومَنّه وتوفيقه عباده المؤمنين المُعتمدين عليه والواثقين بوعده الذي لا يخلف ميعاده.

الرسالة أعلاها هي أَيْـضاً شاملة لمن هم في دائرة السَّوء، المُصابين بيهودة النُكران للحقائق الجمّة وما زالوا في غيّهم يعمهون، القائلين بأنّ هذه الصّواريخ والمُسيّرات “لعب أطفال وكرتونيّة الصنع” وهم لا يقلّون شأناً عن الصّهيوني الذي يتنمرد في تزييف الحقيقة التي هي أنصع من الشّمس.

نعم أَيُّـهَا الخانعون والجاحدون: موتوا كما مات حُكّام العرب المُنبطحين والعاجزين عن تقديم أبسط ما يُمكن تقديمه لنصرة الشّعب الفلسطيني المظلوم، غُطّوا في سباتكم العميق كما عهدناكم فَــإنَّ محور المقاومة لا حاجة له في أن تتضامنوا مع فلسطين بلحن القول دون تحَرّك جاد، فَــإنَّ تفويتكم لفرصةٍ هي الأثمن في كشف الحقائق وتمييز الخبيث من الطيّب قد كشفت عن القناع الحقيقي في ارتمائكم للحضن الصّهيوني.

وللعدو الأوهن من بيت العنكبوت: لقد أكرمنا اللهُ بشرف الالتحاق في بطولة “طُوفان الأقصى”، ومَنَّ علينا أن نُجرِّعَك السّمَّ الزعافَ كما جرّعنا أحذيتَك عندما كانوا يشنّون العدوانَ علينا وسخروا من قدراتنا التي استمددناها من الله تعالى قبل كُـلّ شيء؛ فنحن بدون الله لا شيء على الإطلاق، ورسائلُ الويلات التي ذُقتَها في إيلات هي تدشينٌ لمرحلة الاحتضار والفناء المحتوم لكيانك الهش والأضعف.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com