التأريخُ يوثِّقُ معركةَ الأحرار
جارالله نايف حيدان
رأينا المجازر التي يرتكبها العدوّ الصهيوني بحق أبناء فلسطين وقلوبنا تعتصر ألماً لما يجري لهم من حرب إبادة، حَيثُ لا يمر يوم إلا والضحايا المدنيين بالمئات، ويظل الصمت المخزي مُستمرًّا من قادة الدول العربية.
شُنت حرب إعلامية على قادة الدول العربية بما فيهم دول محور المقاومة وأخص بالذكر “اليمن”، حَيثُ تعرضت قيادة الدولة للنقد اللاذع من الكتاب والإعلاميين اليمنيين -الوطنيين والمزايدين أَيْـضاً-، وللمطالبة الشعبيّة باستهداف العدوّ الصهيوني تضامناً مع غزة المظلومة، وقد تم بفضل الله الاستجابة من القيادة وتلبية مطالب الشعب بالرد على العدوان الظالم على غزة.
ما نريد التنويه إليه أن هناك من كان يطالب بالتضامن مع فلسطين من خلال استهداف الكيان الصهيوني بالصواريخ والطيران المسيَّر، وكانوا يأتون بحجج عديدة منها: العروض العسكرية للصواريخ والطيران المسيَّر في صنعاء، وخطابات القيادة التي تبدي الاستعداد لاستهداف العدوّ، والعديد من الحجج التي يريدون إظهار صنعاء بأنها عاجزة عن نصرة فلسطين، وعندما تم الاستهداف تلك الشخصيات الخبيثة “المنتقدة” البعض منهم لم يظهر والبعض الآخر ظهر بوقاحة وخبث أعظم من العدوّ المواجه لك، وهناك من ظهر بموقف رجولي وأظهر سعادته الكبيرة وجعل الخلافات الداخلية بعيدةً عن هذا الانتصار اليمني لغزة، حقاً إن أحداث اليمن تكشف الخبيث من الطيب!
ما قامت به اليمن من استهداف للعدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلّة حدث جعل العالم والدول العربية في حيرةٍ من أمرها، إن تلك الدولة (اليمن) التي ما زالت عالقة بين الأنقاض بعد حرب ٩ سنوات دمّـرتها ودمّـرت مخزونها ودمّـرت بنيتها التحتية تخرج اليوم رسميًّا مدافعة عن غزة والأقصى وبصواريخ وطائرات مسيَّرة محلية الصنع.. يا لعظمة اليمن!
حدثٌ جعل اليمني في شموخٍ وعزة لم يسبق لها مثيل، فلا غرابة على اليمن وقيادتها الحكيمة ممثلة بسماحة قائد الثورة السيد/ عبدالملك الحوثي، الذي أعاد لليمن عزتها وشموخها بعد أن كان سيصبح حالها كحال السعوديّة اليوم، والذي نستطيع تسميته بالوضع “المزري”.