غزةُ تنزف والرياضُ تعزف
طارق أحمد السميري
عنوانٍ مخزٍ لواقعٍ مخجل تعيشه البلدان العربية والإسلامية في هذا الوقت العصيب، الذي تستباح فيه الدماء وتهتك فيه الأعراض وتدمّـر فيه المنازل على رؤوس ساكنيها، ليس هذا وحسب بل استهدفت المشافي والمساجد والكنائس والمدارس ولم يعد هناك أية حرمة لأي شيء.
إبادة جماعية تتعرض لها غزة وكلّ شيء في غزة، عدوان سافر يستهدف كُـلّ شيء على مرأى ومسمع جميع دول العالم والمنظمات الحقوقية وهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، الجميع يتفرج عاجزاً صامتاً لا يقوى على إصدار أي قرار أَو إدانة.
في هذا الوقت المفصلي من تأريخ أمتنا العربية والإسلامية، والذي تصنعه وتخطه أيادي المقاومة الباسلة في غزة نرى بعران مملكة الرمال يفتتحون مهرجان الرياض ويستقدمون فيه كُـلّ أصناف المغنين والراقصات والمتحولين جنسياً، وكأن هذه الدماء التي تسفك لا تعنيهم ولا تربطهم بها روابط دين أَو جغرافيا أَو عروبة.
شاهت الوجوه واتضحت الرؤية وانكشفت الحقائق في اليوم الذي عزفت فيه الرياض ورقصت على هذه الدماء دونما حياء أَو خجل، وعندما قامت دويلة الإمارات الصهيونية بمد العدوّ الصهيوني بالمعدات الأمنية والعسكرية من خلال الرحلات الجوية بينها وبين هذا الكيان الغاصب.
غزة لا تنزف دمها عبثاً بل تتبرع بدمها لدول أصبحت بلا دم عسى أن تنتعش من جديد وتعود لعروبتها الميتة منذ زمن طويل.
الشعب اليمني العظيم رغم ما يعانيه من ظروف حرب جائرة ظالمة وأوضاع اقتصادية مدمّـرة أبى إلَّا أن يكون مع عروبته أبى إلَّا أن يكون جنباً بجنب في صف المقاومة الباسلة وفي الصفوف الأولى للذود والدفاع عن مبادئه العربية الأصيلة.
نهضت اليمن من تحت ركام الحرب والدمار والطعنات تملأ جسدها لتهب لنجدة أبناء غزة متناسية تلك الجراح والآلام ومنتصرة لقضيتها العربية المقدسة.
نصر غزة اليوم لن يكون إلَّا من نصيب شباب المقاومة الأبطال ومن وقف بصفهم، أما المترقبون والمتآمرون فلن يكون لهم أي نصيب من ذلك النصر سوى الخزي والعار والذل والهوان.