مشاركون في مسيرة صنعاء الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني: نباركُ الضربات الصاروخية اليمنية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة ونطالبُ بفتح الحدود للمشاركة في معركة الأُمَّــة
المسيرة: منصور البكالي:
بإرادَةٍ شعبيّة ورسمية قلّ نظيرُها في عالم اليوم، يواصلُ الشعبُ اليمني خروجه الجماهيري الواسع في المسيرات والمظاهرات الغاضبة منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” لمساندة الشعب الفلسطيني، وللتنديد بجرائم كيان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، مستنكرين صمت المجتمع الدولي وخذلان بعض الحكومات العربية والمرتهِنة للسياسة الأمريكية في المنطقة.
وبارك المحتشدون في مسيرة، أمس، بصنعاء استمرار الضربات الصاروخية بالباليستيات والمجنّحات والطيران المسيّر على عمق كيان الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، واستهداف المنشآت والقواعد الحساسة في عمق العدوّ رغم بعد المسافة، آملين بسرعة فتح الحدود وتسهيل تفويج آلاف المجاهدين المتطوعين للوصول إلى فلسطين ومشاركة إخوانهم المجاهدين في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان شرف الجهاد والاستشهاد لتحرير كامل الأراضي الفلسطينية، وإقامة دولته على كامل ترابه الوطني.
ومن بين جميع المحتشدين يتوشَّحُ عارف علي العمَّاري العَلمَينِ: اليمني والفلسطيني، وَيقولُ لصحيفة “المسيرة”: “نشعر بالفخر والاعتزاز عند سماع بيان المتحدث العسكري العميد يحيى سريع، وهو يعلن عن الضربات اليمنية التي تستهدف عمق فلسطين المحتلّة ومنشآت وقواعد العدوّ الصهيوني الغاصب”.
ويتابع العماري حديثه بمطالبة القيادات والحكومات العربية بسرعة فتح الحدود أمام الشعوب، مؤكّـداً أن الشعب اليمني سيكون في طليعة المجاهدين بالروح، والمال، والسلاح.
ويضيفُ: “لا نحتاجُ منهم أيَّ دعم أَو إسناد، ولدينا قواتٌ مسلحة وحكومة وطنية تعرف واجباتها تجاه الشعب، وتجاه أهلنا وإخواننا في قطاع غزة وفي كُـلّ الأراضي الفلسطينية المحتلّة”، مؤكّـداً أن “من أعظم إنجازات ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر أنها صنعت صواريخَ ومسيَّرات تضرب اليوم العدوَّ الحقيقي للأُمَّـة، ونستطيع بها مناصرة أطفال غزة الذين يذبحون ويقتلون في مجازر وحشية، وإبادة جماعية أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي”.
من جانبه يقول ياسر أحمد حسين الحضوري: “خرجنا إلى ميادين وساحات الثورة لنجدد مساندتنا وتأييدنا لإخواننا وأهلنا المجاهدين الصامدين في قطاع غزة، ونبارك لأمتنا وشعبنا ضربات قواتنا المسلحة التي استهدفت مدينة أم الرشراش المحتلّة، وإسقاط طائرة مسيَّرة أمريكية فوق أجواء المياه اليمنية، كما خرجنا لنؤكّـد للعالم أننا لن نترك الشعب الفلسطيني يواجِهُ المجازرَ والإبادةَ الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري، بل نحن -قيادةً وشعباً- إلى جانبه حاضرون بكل ما أوتينا من قوة”.
ويدعو الحضوري في حديثه لصحيفة “المسيرة” علماءَ الأُمَّــة للقيام بواجبهم الديني والأخلاقي، داعياً “القيادات والشعوب لمناصرة الشعب الفلسطيني، وأن يراقبوا غضبَ الله وعذابه، الذي هو أكبر وأعظم من عذاب بعض الحكام الخونة والعملاء وسجونهم”.
ويتابع الحضوري: “منذ 9 سنوات ونحن صامدون تحت غارات ومجازر قوى العدوان الأمريكي السعوديّ، ولم نكن نتألم كما هو الألم فينا اليوم ونحن نشاهد أبنا غزة يقتلون بدمٍ بارد وصمتٍ مخزٍ للكثير من الأنظمة والحكومات العربية المطبعة، وَإذَا كنا نواجه عدواناً استخدم فيه الصهاينة أدواتهم، فاليوم الصهيوني والأمريكي هم من يقتل أبناء فلسطين بشكل مباشر، وهذا يجعل شعوب الأُمَّــة أمام معادلة أكثر وضوحاً وأكثر تجليًّا، حَيثُ يبرز الكفر كله للإيمان كله”.
غضبُ الشعوب لا يرحم:
من جهته يقولُ الجريح عباس حميد العزي: “قَدِمْنا إلى هذه الساحة مساندةً وتأييداً لقواتنا الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر ومباركةً لكل محور المقاومة على وحدة الساحات، ونقول للحكومات العربية المطبِّعة مع كيان العدوّ الصهيوني: انكشفت حقيقتكم أمام فلسطين ومظلومية الشعب الفلسطيني، وظهر للعالم نفاقكم وذلكم وخوفكم ومسارعتكم في الذين كفروا”.
ويواصل: “ولهذا نحن اليوم نحذِّرُكم من غضب الشعوب التي لن تسكت عن خيانتكم لدماء أطفال غزة ونسائها ولا عن الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية لإخوتنا وأهلنا في فلسطين، ستدفعون ثمنها إلى جوار العدوّ المجرم، وأنتم بصمتكم وخذلانكم شركاءُ حقيقيون في كُـلّ الجرائم”.
ويقول الجريح العزي في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “جُرِحنا في جبهات التصدي للعدوان الأمريكي السعوديّ ونأمل أن نستشهدَ في مساندة إخواننا في قطاع غزة إذَا ما أتيح لنا المجال، وفتحت لنا الحدود لنصل إلى فلسطين ونشارك في الثورة الكبرى والمعركة الفاصلة بين الحق والباطل”.
ويجدد العزي تأكيده على المضي في درب شهداء المقاومة الفلسطينية والتصدي وبذل كُـلّ غالٍ ونفيس لتحرير المسجد الأقصى وكامل التراب الفلسطيني من دنس المحتلّ الصهيوني، داعياً شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية للتصعيد الثوري ضد حكامها المطبعين والخانعين للسياسات الأمريكية في المنطقة، وجرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
معركةُ الأُمَّــة:
تحتَ هذه العبارة يقول متوكل الريمي: “خروجُنا لمساندة الشعب الفلسطيني كُـلّ جمعة ليست مُجَـرّد مسيرة، وإنما هي للتعبير عن غضبنا فقط مما يرتكبه كيان الاحتلال الصهيوني من جرائم وحشية ومجازر قتل وإبادة جماعية للبشر واستهداف المنازل والمشافي والمدارس وتدميرها بمن فيها، بل هذه معركة الأُمَّــة التي تأخرت عن خوضها وحان الوقت المناسب لضبط البُوصلة والقيام بالواجب الجهادي وتحرير الأُمَّــة من هيمنة العدوّ الصهيوني ومن يقف خلفه الأمريكي والدول الغربية المنخرطة بكل قوتها في قتل إخواننا في قطاع غزة، وإدارة كُـلّ الحروب التي اشتعلت خلال السنوات الماضية في المنطقة”.
ويتابع المتوكل في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “نحن في اليمن أنعم اللهُ علينا بمشروعٍ قرآني على يد الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -عليه السلام- الذي حدّد للأُمَّـة عدوَّها الحقيقي في شعار الصرخة في وجه المستكبرين، (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)”، مُشيراً إلى “أن هذا الوقت يؤكّـد صوابية هذا الشعار وعمق النظرة لدى مؤسّس المشروع القرآني، وصدق كُـلّ ما تحدث عنه وحثنا عليه، وكأنه كان حاضراً بيننا اليوم”.
ويزيد بقوله: “نقول في هذا الصدد لولا المشروع القرآني والمسيرة القرآنية وثورة الحادي والعشرين من سبتمبر لَكان شعبنا اليمني وقيادته مثلهم مثل بقية الأنظمة العربية الخانعة والمطبعة”.
ويدعو المتوكل أبناءَ الشعب اليمني إلى مساندة إخوانهم الفلسطينيين بكل ما أوتوا من قوةٍ ومال، مُشيراً إلى أهميّة التفاعل مع الحملة الوطنية لدعم فلسطين، وتقديم المزيد من التبرعات للقوة الصاروخية والطيران المسيَّر ولو على حساب قوت أطفالنا، نظراً لأهميّة ما حقّقته الضربات اليمنية من أثر في معركة “طُوفان الأقصى”.
من ناحيته يقول محمد الخضر: “إن الضربات اليمنية للعدو الصهيوني تثبت للعالم أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للشعب والقيادة في اليمن، وبعد الحدود لم تكن حجر عثرة أَو عذرًا للقيادة السياسية والثورية والعسكرية في اليمن، بل كانت عاملاً مساعداً بعث على روح العمل الدؤوب لتطوير الصناعات العسكرية لتكون بمستوى هذا المبدأ الثابت وتحقيقه وتوفير متطلبات تنفيذه”.
ويتابع الخضر في حديثه لـ “المسيرة: “من يزايد ويضلِّل الأُمَّــةَ بشعاراته وخطاباته أمام جرائم الإبادة الجماعية لأهلنا وإخواننا في قطاع غزة وقد صم سمعه وكف بصره عنهم يكشفُه الميدانُ العسكري، وعلاقاته مع الكيان الصهيوني وأُمّ الإرهاب أمريكا، ومن لم تحَرّكهم اليوم نصرة الشعب الفلسطيني، وعجزهم عن إدخَال المساعدات وفتح معبر رفح فلا خير فيهم ولا يمكنهم الاستمرار في المزايدات على شعوبهم وتضليلهم بكلام مهزوم تفوحُ منه رائحة الخِذلان والتآمر، أثبتت معركة “طُوفان الأقصى” كذبَهم وزيفَهم ومدى ارتهانهم ومساندتهم للعدو الصهيوني ومدى عجزهم عن اتِّخاذ مواقفَ مشرِّفة تجاه القضية المركَزية للأُمَّـة”.
ويدعو الخضر أبناءَ الأُمَّــة -شعوباً وحكوماتٍ- إلى مساندة القضية الفلسطينية والتوحد مع محور المقاومة لخوض معركة الأُمَّــة ودحر الهيمنة الأمريكية والغربية في المنطقة وتحرير كامل الأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية والأردنية من المحتلّ الصهيوني، مُشيراً إلى أن “هذه الفرصة لا تعوَّضُ أمام توحيد الجهود والقدرات والمواقف لما يصُبُّ في خدمة القضية المركَزية، ويعزِّزُ قوةَ الأُمَّــة وشعوبها”.