غزة منتصِرة ١٠٠٪
إبتهال محمد أبوطالب
للانتصار علامات، وللانهزام والفشل إشارات، فيُعرَف المنتصرُ بخططه الاستراتيجية، وأهدافه العسكرية، ويعرف المنهزم بحمق قراراته، وسوء خططه.
المنتصر يجعل نصب عينيه جنودًا وعسكريين، أمّا المنهزم يجعل نصب عينيه أطفالاً ونساءً وشيوخًا؛ ظَنًّا منه أنه حقّق شيئاً، وأنجز تقدمًا.
من المنطلق ذاته نجدُ المقارنةَ الواضحة والجلية بين الأبطال في كتائب القسام، والفاشلين اليهود الغاصبين.
المجاهدون في كتائب القسام تخطيطاتهم قوية ومدروسة، وإسرائيل تخطيطاتها ضعيفة وعشوائية، كتائب القسام هدفهم الأَسَاسي استهداف مراكز عسكرية، واليهود هدفهم الأَسَاسي استهداف الأطفال والنساء والشيوخ.
إنها القاعدة السائدة في كُـلّ زمان ومكان، فالحق -دائمًا- قوي وأهدافه في العمق، والباطل -دائمًا- ضعيف وأهدافه تذهب هباءً.
دائماً أصحاب الباطل لا يواجهون أصحاب الحق مواجهةً مباشرة مُستمرّة؛ لأَنَّهم جبناء وقراراتهم هشة وضعيفة، يتهربون من المواجهة في المعركة، ويلجؤون إلى استهداف مستشفيات ومساكن مدنية آهلة بالسكان.
يملؤون رصيدهم الإجرامي بقتل الأطفال، ويعملون على البحث على الأعذار الكاذبة؛ لتكون لهم حجّـة واهنة لذكر سبب عدوانهم، كما تحدث بذلك الفاشل الصهيوني هاغاري بأن استهداف المستشفيات هو استهداف لمراكز حماس وطرقها السرية، هذا الكلام الفاشل هو نفسه كلام المعتدين على اليمن طيلة سنوات العدوان، وما زال ذلك الكلام الذي مضمونه بأن سبب استهداف المستشفيات والمساكن الآهلة بالسكان هو البحث عن الحوثيين والأسلحة.
إن أفكارَ المعتدين على غزة وعلى اليمن واحدة وأعذارٌ واحدة، وفي الأخير -لا محالة- سيفشل العدوان على غزة كما فشل في عدوانه على اليمن، فعدوانٌ هو أوهن من بيت العنكبوت مصيره الفشل والانهزام.