لليوم الـ 38 من “طُوفان الأقصى”.. المقاومةُ ثابتةٌ وتديرُ المعركةَ بوعي وتحكم بالميدان
المسيرة | متابعة خَاصَّة
تتواصَلُ ولليوم الـ38 من معركة “طُوفان الأقصى”، الاشتباكاتُ العنيفةُ في المحاور الغربية الشمالية والجنوبية لغزة، حَيثُ يكبّد المقاومون قواتِ الاحتلال خسائرَ فادحةً في العتاد والأرواح، بينما تحاول دباباته ومدرعاته فصل المنطقة الساحلية الغربية ومخيم الشاطئ عن بقية قطاع غزة، سعياً إلى تطويق الكتلة العمرانية الأهم في الشمال.
وفي توضيحٍ مقتضَبٍ يفنِّدُ ادِّعاءَ وسائل وقنوات كيان الاحتلال، بسيطرتِها على شمالي غزة، قال الناطق باسم حركة حماس، فوزي برهوم: “إن الاحتلال الصهيوني الإرهابي يحاول تسويق تقدما وهميا في غزة وشن حربًا نفسية على سكانها”، وأكّـد برهوم في تصريح صحفي، الاثنين، أن “المقاومة ثابتة ومتصاعدة وتدير المعركة بكل وعي وفهم واقتدار وتتحكم في إدارة الميدان”.
وأشَارَ إلى أن “تواجد دباباتِ الاحتلال الصهيوني في أماكن محدّدة لا يعني سيطرتها على الميدان”، وأكّـد أنه “على مدار الساعة تقوم المقاومة في غزة بعمليات نوعية وإبداعية، وتدمّـر دبابات ومدرعات العدوّ الإرهابي وتقتل من جنوده في كُـلّ محاور القتال”، ومنذ صباح الاثنين، أعلنت كتائب القسام أنها “دمّـرت اليوم 10 آليات للاحتلال في محاور التوغل بقطاع غزة، إلى جانب دكها بعشرات قذائف الهاون”.
خارطةُ العمليات الميدانية:
وفي السياق، أفادت مصادر ميدانية بأن الاحتلال يسعى إلى أن تتصل قواته المهاجمة من الجهة الجنوبية بقواته المتقدمة من المحور الشمالي، ولكنه لم يتمّ بعدُ سيطرتَه على الجهة الغربية لشمالي القطاع، واكتفى بتحقيق اختراقات طُولية في شارع الرشيد من الجهة الجنوبية، وُصُـولاً إلى شارع أحمد عرابي، والتفّ حول مخيم الشاطئ، متجنباً التوغل عميقاً في إحدى أصعب الكتل العُمرانية في القطاع، باتّجاه منطقة برج الأندلس عند شارع النصر.
وفي المحور الغربي الشمالي، وصلت قوات الاحتلال إلى مربع مستشفى الحياة التخصصي للقلب، الذي يبعد نحو 700 متر عن مستشفى الشفاء، محاولة التوغل داخل منطقة المكاتب الحكومية.
لكنّ الاحتلال يتحَرّك تحت وابل من قذائف المقاومة وتصدي مقاوميها من مسافة صفر، والذين يقفون في وجه الهجوم، على الرغم من القصف الجوي العنيف التي تتعرض له في كُـلّ مبنىً تصدر منه نيران في اتّجاه القوات الغازية، الأمر الذي أَدَّى إلى عرقلة محاولات التقدم السريع لتطويق الجهة الغربية من المدينة وعزل مخيم الشاطئ ومستشفى الشفاء.
عملياتُ المقاومة تحافِظُ على زخمها:
وأكّـد الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في أحدث بيان له، أنّ المقاومين “يخوضون اشتباكات ضارية، ويفجّرون آليات العدوّ في كُـلّ محاور تقدم العدوّ ونقاطه في غزة”.
وأعلنت كتائب القسام الاثنين، أنّ مقاوميها استهدفوا مجدّدًا قوةً صهيونية خَاصَّة متحصنة في مبنىً شمالي بيت حانون بعبوة مضادة للأفراد، بعد أن كانت أعلنت أنّ مقاومين استهدفوا كذلك قوة صهيونية راجلة بعبوة مضادة للأفراد في منطقة خزاعة شرقي خان يونس، محقّقة إصابة مباشرة.
ونشرت القسام مشاهد لتصدي قواتها في بيت حانون للتوغل البري الإسرائيلي، بحيث أظهر مقطع فيديو رصد المقاومين عن قُرْبٍ قوةً راجلة للاحتلال، حاولت التحصن في أحد البيوت، واستهدفتها بالقذائف والرصاص بصورة مباشرة، على الرغم من كون بيت حانون المحور الأبعد عن وسط الكتل العمرانية، والأكثر تطرفاً في شمالي شرقي القطاع، وهو ما يُظهر عجز الاحتلال عن السيطرة على أجزاء واسعة منه، بعد أكثر من 37 يوماً على المعركة.
ونشرت القسام أَيْـضاً مشاهد تُظهِرُ تصدي قواتها، بالقذائف الخارقة للدروع، لتوغل الاحتلال في مناطق التوام في المحور الغربي الشمالي، حَيثُ تحاول دباباته الالتفاف على مخيم الشاطئ بعد عدة محاولات فاشلة لاقتحامه، أَدَّت إلى تكبد قوات الاحتلال خسائر فادحة.
وأظهرت المشاهدُ قُدرةَ المقاومين على التحَرّك، مستفيدين من الغطاء العُمراني واستهداف آليات الاحتلال من مسافة لا تتعدى 50 متراً، محقّقين إصابات مباشرة ودقيقة.
كما نشرت المقاومةُ مشاهدَ تُظهِرُ استمرارَ رشقاتها الصاروخية حتى ليل يومِ أمس، ما يُشيرُ إلى أنّ القدرات الصاروخية للمقاومة ما تزال فعالة وسرية رغم القصف العنيف الذي يتعرض له القطاع والرصد الدقيق لكافة مناطقه من قبل الاحتلال وطائراته الاستطلاعية ومنظوماته التجسسية.
المراسِلُ الحربي لسرايا القدس:
بدوره، أفاد المراسل الحربي لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بأنّ “المجاهدين يخوضون اشتباكات عنيفة في تل الهوى ومخيم الشاطئ في قطاع غزة ضد قوات الاحتلال المتوغلة، وأنهم أوقعوا إصابات مباشرة في صفوف القوات “الإسرائيلية”، وأكّـدت السرايا استهداف موقع “كيسوفيم” و”مارس” العسكرية برشقات صاروخية مركزة”.
ونشرت السرايا فيديو يوثِّقُ لحظةَ استهداف الطائرة “الإسرائيلية” بصاروخ مضاد لطائرات محمول على الكتف، وأفَاد المراسل الحربي، بأن “اشتباكات من مسافة صفر لا تزال تدور في بلدات شمال غزة وكذلك غرب غزة، يسطّر خلالها أبطالُ القسام والمقاومة ملاحمَ بطولية في وجه قوات الاحتلال التي تعتمد سياسة الأرض المحروقة”.
وأقرَّ الاحتلالُ بمقتل اثنين من جنوده وضباطه وإصابة آخرين في المعارك في قطاع غزة، ليرتفع عدد قتلاه المعلَن عنهم رسميًّا إلى أكثر من 50، إضافة إلى مئات المصابين، فيما تؤكّـد مصادر المقاومة والخبراء أن عدد القتلى يزيد عن ذلك كَثيراً.
قصفُ قوات الاحتلال ومراكزها المستحدَثة:
ومع تضييق مسافة الاشتباك مع الاحتلال أكثرَ فأكثرَ واستحداث العدوّ لمراكز قتالية وتحشيدات داخل المناطق المفتوحة في شمالي القطاع، تدكّ كتائب القسام ومعها سرايا القدس تجمعات آليات الاحتلال المتوغلة في مختلف المحاور بقذائف الهاون من العيار 120 مم الثقيل، والصواريخ القريبة المدى.
وقصفت كتائب القسام تحشدات لقوات العدوّ في كيبوتس “حوليت” بقذائف الهاون من العيار الثقيل، كما أعلنت أنها دكت حشداً للآليات المتوغلة غربي “إيرز” بقذائف الهاون، من العيار الثقيل.
وتستعمل المقاومة عيارات عدّة من قذائف الهاون، أبرزها تأثيراً وفعالية اليوم القذائف من عيار 120 ملم، وهي تمتاز بفعاليةٍ كبيرة ضد الأفراد والحشود وبدائرة تأثير واسعة، ويمكن أن تُسبب أضراراً كبيرة في الآليات المصفحة، وأضراراً في الدبابات والمدرّعات في حال أصابتها بشكلٍ مباشر، ويوجد منها لدى المقاومة مدافعُ وذخائرُ صناعة محلية وأجنبية.