السيد القائد عبد الملك الحوثي: 57 دولةً عربية وإسلامية بثقلها وإمكاناتها خرجت ببيان يمكنُ أن يصدُرَ عن مدرسة ابتدائية وعن شخص واحد
سخط عارم لأحرار العالم حول مخرجات القمة “العربية والإسلامية”
المسيرة | أيمن قائد
أبدى السيدُ القائدُ عبد الملك بدر الدين الحوثي، سخطَه الشديدَ حيال مخرجات القمة العربية والإسلامية المنعقدة في الرياض قبل أَيَّـام.
وقال في خطاب له، أمس خلال تدشين فعاليات الذكرى السنوية للشهيد للعام الجاري: إن “القمة العربية والإسلامية مع أنها قمة طارئة لـ57 دولة لم تخرج بموقف أَو إجراء عملي وهذا أمر مخزٍ ومحزن”، مُشيراً إلى أن “القمة التي يقولون إنها تمثل كُـلّ المسلمين تخرج فقط ببيان بمطالبة كلامية دون أي موقف عملي”، متسائلاً: “هل هذه قدرات أكثر من مليار ونصف مليار مسلم؟”.
وَأَضَـافَ أنّ “57 دولة عربية وإسلامية بثقلها وإمْكَاناتها خرجت ببيان يمكن أن يصدر عن مدرسة ابتدائية وعن شخص واحد”، لافتاً إلى أن “بعض الدول تقدمت بصيغة تتضمن بعض الخطوات العملية ورفضتها دول أُخرى على رأسها السعوديّة، لتكون مخرجات القمة بيانًا عاديًّا جِـدًّا سخر منه الإسرائيلي”.
وأشَارَ إلى أن “الكيان الصهيوني فهم من بيان القمة العربية والإسلامية أنهم يراعونه ويكبّلون الأُمَّــة؛ كي لا تتخذَ أي إجراء عملي ولا تتخذ موقفًا حازمًا بالحد الأدنى”، مؤكّـداً أن موقف بعض الدول العربية لم يرقَ إلى موقف دول لا عربية ولا إسلامية مثل كولومبيا وبعض دول أمريكا الجنوبية التي قاطعت كيان العدوّ.
وقال: “إن بعض الدول العربية لا تكتفي بالتخاذل، بل لها تواطؤ تحت الطاولة مع الأمريكي ليفعل الإسرائيلي ما يريد في غزة، وإن دولاً عربية تريد أن تخرج غزة من سيطرة المجاهدين، وتكون تحت السيطرة الصهيونية مباشرة، أَو عبر السلطة الفلسطينية التي لا تملك السيطرة في الضفة حتى يكون لها سيطرة في غزة”.
ويأتي سخط السيد القائد من مخرجات القمة العربية والإسلامية متزامناً مع سخط شعوب أحرار العالم التي باتت تلعن حكامها جهاراً وعلناً؛ باعتبارهم أدوات للصهيونية العالمية وأنهم يتلقون التعليمات والموجهات من الكيان الصهيوني.
وخلال الأيّام الماضية، كتب عدد من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي العديدَ من المنشورات الساخطة على القمة، ووصفوا بيانها بالهزيل والمتخاذل، وأن نتائجَها تتماهى مع رغبات العدوّ الإسرائيلي، معتبرين الشجب والتنديد والمطالبة تنصل واضح عن المسؤولية، وهو في الوقت ذاته أمر متوقع وغير مفاجئ.
وفي هذا السياق، يقول العلامة الدكتور خالد القروطي: إن زعماء وحكام العرب والمسلمين اجتمعوا ليقولوا لشعوبهم “نرفض، ندين، نستنكر، نخشى، نطالب”، واصفاً القمة بأنها “قمة العبيد، وأن العبد هو من يقول تلك العبارات، أما الأحرار فلا يقولون وإنما يفعلون”.
ويضيف أنها “ليست قمة عربية ولا إسلامية، فقد غاب عنها رجال الأُمَّــة العربية والإسلامية الحقيقيون؛ السيد حسن نصر الله، والسيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، وقادة حماس والجهاد الفلسطينية، قادة المقاومة الإسلامية في العراق”.
من جانبه يؤكّـد الناشط والإعلامي مازن هبة، أن “التاريخ سيسجل أقوى كلمة قيلت في القمة الإسلامية للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي؛ لأنَّ كلمته هي الوحيدة التي غادرت مربع التنديد للدعوة لاتِّخاذ مواقفَ عملية، تتمثل في التصدي لإسرائيل ومقاطعتها وتسليح المقاومة الفلسطينية”.
أما الكاتب أبو العز السعدان فيقول: إن “البيانَ الختامي للقمة العربية والإسلامية المشتركة لم يتجاوز الإدانة والاستنكار والدعوة لإدخَال المساعدات لغزة، وكان ملخص البيان الختامي إدانة العدوان الإسرائيلي والجرائم والمجازر الهمجية واللاإنسانية على قطاع غزة، ورفض توصيف الحرب الانتقامية؛ دفاعاً عن النفس وتبريرها، ودعوة إلى كسر الحصار على غزة وفرض إدخَال مساعدات إنسانية؛ بينما كان الأمل من هذه القمة تجاوز الإدانات والاستنكار واتِّخاذ قرار يرفع الحصار الظالم والقهر والابتزاز منذ زمن طويل، وتشكيل هيئة قانونية عربية وإسلامية لملاحقة مجرمي كيان العدوّ الإسرائيلي المحتلّ وتقديمهم إلى المحاكم الدولية ذات العلاقة”.
بدوره رأى الصحفي باسل الرفايعة، أن أقصى ما يمكن أن تفعله ٥٧ دولة عربية وإسلامية هي ما فعلته، وأنهم يتمنون إبادةَ المقاومة ودفن القضية الفلسطينية تحت ركام المستشفيات في غزة، معتبرًا أن هذه النتائج هي أعلى ما لدى تلك الدول، وأن الموانع هي بين عجز وتواطؤ.
خيبةُ أمل فلسطينية:
وكانت حركةُ الجهاد الإسلامي قد علَّقت على القمة العربية والإسلامية بالتأكيد على أن البيان وكأنه صدر عن هيئة غير ذي صلة بما يجري من مجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، ولا عن اجتماع لـ 57 دولة.
وأشَارَت إلى أن “البيان يعكس مدى تنصل الدول العربية والإسلامية مجتمعة من مهامها والنأي بنفسها عن واجبها في حماية الأمن القومي العربي والإسلامي، والتخلي عن فلسطين وأهلها للكيان الصهيوني ورعاته الغربيين”.
وعبَّرت الحركة عن استغرابِها الشديد لما ورد في البيان الختامي لجهة التأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002، والتذكير بأن الشرط المسبق للسلام مع إسرائيل وإقامة علاقات طبيعية معها هو إنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية، ولا سيَّما في ظل هرولةِ بعض الأنظمة العربية إلى التطبيع مع الكيان.
وقالت: “ربما كان البيان ليكتسب شيئاً من المصداقية لو بادرت الدول العربية والإسلامية المطبِّعة مع الكيان إلى قطع علاقاتها معه، أسوة ببعض دول أمريكا اللاتينية التي لا تربطُها بفلسطين وشعبها لا العروبة ولا الإسلام”.
وختمت: “ما ورد من مقرّرات في البيان الختامي يرسل إلى الأُمَّــةِ العربية والإسلامية رسالة مفادها أن هذه الأنظمة باتت عاجزةً عن حماية شعوبها وعن الدفاع عن مقدسات الأُمَّــة، وأن شعوبها متروكة لقمة سائغة للكيان الصهيوني وللإدارة الأمريكية”.
وهو ذاته ما عبَّرَ عنه مسؤولُ العلاقات العربية في حركة الجهاد الإسلامية، أبو عيسى، بقوله: إن “صيغة البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية يعبر عن موقف ضعف وتنصل من هذه الأنظمة تجاه القضية المركزية للأُمَّـة”، مُضيفاً أن “ما يدلل على المصداقية في تضامنهم هو طرد سفراء العدوّ الصهيوني من تلك الدول العربية والإسلامية”.
ويضيف أبو عيسى: “نحن نعول على الشعوب العربية وأحرار العالم لا على أنظمتها”، لافتاً إلى أن “هذه القمة لا تختلف عن القمم السابقة رغم كُـلّ المجازر التي يرتكبها العدوّ الصهيوني الغاصب بحق أبناء فلسطين”.
فيما أعرب القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، عن خيبة أمله من البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية في الرياض؛ قائلاً: إن المشاركين فيها “لم يفعّلوا أوراق قوتهم”، مؤكّـداً أنّ “غزة لن يحكمها إلا أهلها ودماء أبنائها ستكون ثمناً لحريتها”.
وفضح خطاب السيد القائد رؤساءَ وحكامَ الدول العربية والإسلامية، وتعد كلماتها “ميتة” أمام الخطاب القوي الذي ألقاه السيد القائد، بوضوحه، ومصداقيته، وشجاعته، ووعده ووعيده.
وبات العالم أجمعُ يدركُ جيِّدًا أن السيدَ القائدَ عبد الملك بدر الدين الحوثي، هو رجل قول وفعل، وأنه لا يلقي الكلماتِ لمُجَـرّد التهديد، أَو المباهاة أمام وسائل الإعلام المتعددة، وإنما كلامه يأتي انطلاقاً من المواقف الإيمانية والأخلاقية والإنسانية كما أكّـد في خطابه؛ ولهذا فَــإنَّ الأعداء هم الأكثرُ حرصاً على التدقيق في جميع مفردات الخطاب، وأخذ ما ورد فيه على محمل الجد.