قواتٌ شعبيّةٌ يمنية تتأهَّبُ نحو فلسطين
علي عبد الرحمن الموشكي
تأهب أبناء محافظة ذمار، وشمَّروا عن سواعدهم؛ استجابةً لتوجيهات قائد الثورة (يحفظه الله)، وتوجّـهوا بزخمٍ كبيرٍ إلى مراكز التدريب العسكرية الشعبيّة بقوة إرادَة وبعزائمَ فولاذية وبقلوب تقطر دماً من هول جرائم العدوّ الصهيوني المستكبر بحق المدنيين من الأطفال والنساء، مستحضرين بذهنيتهم الإبادة الجماعية للمدنيين في قطاع غزة، يحملون على عاتقهم مبدئية المواجهة الحتمية مع العدوّ الصهيوني، والذين تحَرّكوا في إطار الثوابت القرآنية؛ انطلاقاً من قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخرين مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَـمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَـمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَـمُونَ) [الأنفال 60]، ومتلقين دورات عسكرية وثقافية وفق منهجية ثقافية وعسكرية أعدت من دائرة التعبئة العامة ونفذتها شعبة التعبئة العامة على مستوى مديريات وعزل وقرى محافظة ذمار، وفق مراحل بخطوات وإجراءات تعبوية مدروسة وبتدريب عسكري جهادي من ذوي الخبرة والكفاءة من الكوادر الذين خاضوا تجاربَ ومعاركَ جهادية في ميادين الجبهات، وتجرع عملاء أمريكا وإسرائيل كؤوس الردى على أيديهم، فبذلوا جهوداً عظيمة بمؤشرات قياس ملموسة على أرض الواقع حملها أفراد جيش “طُـوفان الأقصى” (قوات التعبئة العامة بمحافظة ذمار)، تعلماً وتدريباً وتطبيقها في سهول وجبال المواقع الافتراضية للعدو الصهيوني الرمزية في مناورات التخرج تذهل العالم.
يتشوقون لخوض المعركة الكبرى مع العدوّ الصهيوني الأمريكي، يعيشون حالة المظلومية التي يتجرعها المواطنون الفلسطينيون، ويعضون على أصابعهم ندماً على المجازر التي يقوم بها العدوّ الصهيوني بحق المواطنين المدنيين في قطاع غزة وفي كافة أرجاء دولة فلسطين المحتلّة، يعيشون حالة التصعيد بكل حالتها، فتراهم ينفقون أموالهم صباحاً عبر أرقام الحسابات المخصصة لجمع التبرعات لدعم المقاومة الفلسطينية، وتارةً تراهم يقفون كالبنيان المرصوص في الوقفات الاحتجاجية التنديدية معلنين حالة التأهب للاستنفار، مطالبين بفتح المطارات المؤصدة من دول التطبيع للكيان الصهيوني، هذه الصفوف للمجاميع والفصائل والسرايا التي تشكلت من أبناء المجتمع اليمني التوَّاق لخوض المعركة الكبرى المباشرة مع الكيان الصهيوني، هي نموذج بسيط للمجتمع المساند لمئات الآلاف من المجاهدين، الذين تمنى السيد القائد (يحفظه الله) أننا على حدود الدولة الفلسطينية لكنا ملتحمين صفوفاً للوقوف جنباً إلى جنب في مواجهة العدوّ الإسرائيلي، مطالباً بفتح طريق يؤدي إلى الكيان الصهيوني، وقد شاهدنا مئات الألف من المجاهدين متحَرّكين نحو حدود مملكة العهر والإفساد، ليبين للعالم مصاديق أقوله بأفعاله، يمشون في قطار لا يتوقف كجسر عظيم يمتد من سماء الإيمان والحكمة من يمن الإيمان ومنبع الحكمة، إلى حدود الكفر والطغيان، مطالبين بفتح طريق للوصول إلى الأراضي الفلسطينية لخوض المعركة المصيرية مع الكيان الصهيوني، والتي لو كانت كما تدعي مملكة العهر بأن نظامها مبني على أسس إيمانية كان الأولى بالمتهالكة بالقيام بواجبها الديني والإيماني تجاه نصرة القضية الفلسطينية، والقيام بواجبها في الدفاع عن كرامة وعزة وشموخ القضايا العربية والإسلامية أولاً، ولكن نظام العهر والإفساد يوضح للعالم العربي والإسلامي أنهم وراء دمار وضياع الأُمَّــة العربية والإسلامية، وأن يدهم هي الطولى في تدمير المجتمعات العربية والإسلامية، وأن أَسَاسهم المبني بثقافات دينية ضعيفة ولا تمد للإسلام بأية صلة، وأنهم وراء كُـلّ تخلف وركود وذلة وخنوع وصلت إليه أُمَّـة المليار مسلم، ولولا هشاشتهم وضعفهم ومسارعتهم نحو دول الطاغوت والاستكبار لما تجرَّأ الأمريكي، ولما تكوَّنَ الكيانُ الصهيوني أَسَاساً.
وها هم اليمنيون بقيادتهم القرآنية يذهلون العالم ويركعون العالم أمام قوة عزيمتهم وقوة صبرهم واستبسالهم في مواجهة دول الاستكبار والطاغوت، بمنهجية قرآنية صحيحة، بنيت بأَسَاس صحيح، قيادات هذه المنهجية العظيمة يحبون لقاء الله أكثر من إقامة حق وإزهاق باطل، وما تحَرّكهم بهذه القوة وبهذا الصبر وبهذه العزيمة إلا من مصداقية الانتماء الإيماني، الذي أذهل العالم وجعل العالم في حيرة أمام هذه القيادة الربانية التحَرّك والسير، والتي أعلت من راية الإسلام والمسلمين وجعلت العالم يعيد حساباته من جديد ويحسب ألف حساب لأي توجّـه وأي تحَرّك نحو الإسلام والمسلمين، ما هذه الآلاف من الجنود الشعبيّة من جيش التعبئة العامة بمحافظة ذمار، إلا نموذج بسيط من آلاف المقاتلين من أبناء اليمن الشرفاء، الذين سيستعرضون بخروجهم في عروض عسكرية معلنين حالة الاستعداد والجاهزية لخوض المعركة المصيرية مع الكيان الصهيوني والإسرائيلي.
ونقول لقيادة الكيان الصهيوني: لقد حذرناكم مراراً وتكراراً وأنذرناكم في الهروب وحفظ دمائكم ولكنكم لم تصغوا وتريدون الانتحار، وما حالة الهستيريا التي تعيشونها جراء جرائمكم إلا يقينكم التام بزوالكم من الأراضي الفلسطينية، ونعدكم أن دماءكم النجسة ستكون سيولاً دفاقة في مجاري وأزقة شوارع الأراضي الفلسطينية، وأنها ستكون قرباننا إلى الله في نيل الكرامة والعزة وإعلاء راية الحق وإزهاق كُـلّ القوى الشرك والضلال وهذا طريق اخترناه ولن نتراجع عنه.
واعلموا علم اليقين أن المنهجية الجهادية ستكون ضمن المقرّرات الدراسية في جميع مراحل التعليم، وأن عقيدة الجهاد وإعلاء كلمة الله ومواجهة الطغاة والمستكبرين ستكون رفيقة لعملية البناء والتعليم والتطوير، وأن جميع مؤسّسات الدولة وجميع جوانب الدولة سيشملها كجانب أَسَاسي منهجية البناء والإعداد العسكري كجانب أَسَاسي للفرد، وسيتحول ذلك إلى سلوك إيماني كالصلاة والصيام والزكاة والحج، وسيضاف الركن الغائب من حياة الإنسان المسلم ألا وهو الجهاد وستدرس الدروس العسكرية في كافة المؤسّسات والجهات، واعلموا علم اليقين أننا نمشي على قاعدتكم أنتم والتي تقول “إذَا أردت السلام فاحمل السلاح”، فسنحمل السلاح وسنعلّم الأجيال والمجتمع كافة على طريقة استخدام السلاح وتطبيقه وسنغرس العداء ضد أعداء الله في عقولنا وقلوبنا كشريان لا ينقطع أبداً، حتى يكون السلام رفيقاً لنا ونحن نتحَرّك في هذه الحياة الفانية والزائلة، وسندافع عن المستضعفين في كافة أرجاء العالم وسنحارب كُـلّ أنواع الشذوذ الفكري والقيمي الذي يستهدف الإنسان الذي خلقه الله ليعمر الحياة ليتحقّق في واقع الكون معنى الاستخلاف ونحقّق الإعمار الذي أراده الله للبشرية، وهذا طريقٌ اختاره اللهُ للأُمَّـة الإسلامية ولن نتراجعَ عنه.