إرادَةُ الله فوقَ عِلم الرياضيات والمنطق
محمود المغربي
عندما خرج الشهيدُ القائدُ السيد حسين بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- على فساد وتبعية الدولة في صنعاء للخارج لم يكن يومها يفكر أَو يكترث بما تمتلك الدولة من قوة عسكرية وأمنية ولم يكن يعمل حساب ما قد يلحق به من عقاب وما سوف يصيب أهل بيته وعائلته ومن هم حوله كونه يعلم أن هناك من هو أقوى وأعظم من عفاش ومن يقف خلف عفاش وأن الحياة والموت والنصر والهزيمة والخير والشر بيد الله الذي هو مؤمن به ومتمسك بحبله ويسير ويتحَرّك وفق توجيهاته وهو متوكل عليه ويعلم أن لو اجتمع أهل السماوات والأرض على أن يضروه بشيء ما استطاعوا إلا بشيء قد كتبه الله له.
لكن أصحاب الرياضات والمنطق في ذلك الحين كانوا يسخرون منه ويضحكون عليه؛ كونه لا يؤمن بالرياضيات وبقوة عفّاش ومن خلف عفَّاش، وبضعفه ولم يكن يخطر على بال أحد منهم أن أحاديث وكلمات الشهيد القائد سوف تتحول إلى منهج ومشروع وملازم تدرَّس لمن يقود ويحكم صنعاء واليمن وله تأثير في الإقليم والعالم وأن من كانوا بعدد الأصابع خلف الشهيد القائد أصبحوا اليوم بالملايين؛ ليس بسَببِ أن الشهيد القائد سوف يمتلك الاساطيل وأحدث الطائرات الحربية أَو بأنه قد اخترع قنبلة نووية في جبال صعدةَ؛ بلْ لأَنَّه كان مرتبطًا بالله العظيم ومؤمنًا به إيمانًا صادقًا لا يفهمون معناه أصحاب الرياضات وعلم المنطق وليسوا بارعين فيه كما هم بارعون في الرياضات، وذلك أمر لا يمكن فهمه أَو تعلمه في المدارس والجماعات الخَاصَّة أَو في الأكاديميات البريطانية والأمريكية، وهو ما يعجز عن فهمه أصحاب الرياضات وعلم المنطق اليوم من لا يستوعبون ما يقوم به السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- وهم اليوم أكثر سخريةً ممن كانوا بالأمس ويقولون: “هذه أمريكا يا صاحب الكهف” مع أنهم كانوا شهودًا على الكثير من آيات ومعجزات الله تتحقّق وكيف أصبح أصحاب الكهف بالأمس ما هم عليه اليوم وكيف واجهت فئة قليلة عدوان عالمي بقيادة أمريكا وكيف وصلت صواريخ صنعاء المحاصرة إلى تل أبيب.
وهم عاجزون عن تخيل زوال أمريكا، يتساءلون: كيف يمكن ذلك وهي تمتلك من أسباب القوة والبقاء لقرون.
لا يتفكرون كيف أهلك الله فرعون وقومه بما لدى موسى من إمْكَانيات بسيطة لا تزيد عن عصا كانت في يد موسي تحولت فيما بعد إلى وسيلة فاعلة لإفشال كيد السحرة وبها شق الله البحر ولم يكن موسى بحاجة إلى جيوش وغيره بل إلا يقين وإيمان صادق بأن الله قادر على كُـلّ شيء وبوسعه تحويل عصا إلى سلاح يسقط ملك فرعون.
وهذا ما نحن بحاجة إليه في الوقت الراهن إيمان بالله وتوكل عليه والأخذ بالأسبابِ، بحسب المستطاع، وترك بقية الأمور على الله مسبِّبِ الأسباب وخالِقِ المتغيرات.