القواتُ المسلحة اليمنية تُعيدُ كتابةَ التاريخ
غازي منير
العالَمُ أمام معادلة جديدة فرضها اليمن بعد أن جاء بيانٌ للقوات المسلحة اليمنية تتبنى فيه عملية كان من نتائجها الاستيلاء على سفينة إسرائيلية.
ربما أن الكيانَ الصهيوني لم يأخذ تحذيرَ قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- على محمل الجَد، وبقي الإسرائيليون يتحَرّكون في البحر الأحمر وفجأةً في لحظة تاريخية فوجئوا بأبطال القوات البحرية اليمنية في أولى عمليات اليمن البحرية ضد الكيان الصهيوني في البحر الأحمر، وقاموا بالاستيلاء على السفينة الإسرائيلية بل واقتادوها إلى السواحل اليمنية وأصبح طاقمها رهائنَ لدى اليمن.
حقيقةً إن الإعلانَ الرسميَّ والتبني لهذه العملية لَهو تَحَـــدٍّ صارخٌ لكيان العدو الإسرائيلي وفيه جرأة وشجاعة منقطعة النظير وفيه مصداقٌ وترجمة عملية للخطاب التاريخي لقائد الثورة.
عمليةٌ كشفت ما تملكُه القواتُ البحرية اليمنية من تقنيات حديثة ومتطورة تمكّنها من الرصد والتحرّي عن هُــوِيَّات السفن المارة في البحر الأحمر وما تمتلكُه من مجاهدين شجعان مرتادي البحر لا يعيقهم عائقٌ عن تنفيذ ما تتخذُه قيادةُ اليمن الثورية الحكيمة من قرارات شجاعة.
وكشفت العملية عن مدى الارتباط الوثيق بين الشعبَينِ الشقيقين اليمني والفلسطيني وعن واحدية المعركة والمصير.
العملية هذه تأخُذُ بُعدًا استراتيجيًّا يتوسعُ تصاعديًّا على مستوى الزمان والمكان، وهي عنوانٌ بسيطٌ لعمليات أكبر قادمةٍ –بعون الله- ومن حَيثُ البُعد العسكري للعملية هي أوسعُ ما يمكن لأية قوة بحرية أن تقوم به؛ لأَنَّه لم يتم استهدافُ السفينة بصواريخ أَو ألغام أَو زوارق وإنما تم الاستيلاءُ عليها واقتيادُها إجباريًّا إلى السواحل اليمنية بانصياع وطواعية في نفس الوقت.
اليوم هذه العملية هي الحدثُ الأبرزُ للإعلام الدولي، والأَهَمُّ منها هو قرارُ قائد الثورة السيد القائد بإغلاق البحر الأحمر أمامَ السفن الإسرائيلية، وهو أولُ قائد عربي يتخذُ قرارًا كهذا رغم الأوضاعِ والظروف الصعبة التي تمُرُّ بها اليمن.
ونقولُ لمَن كان يشكِّكُون في خطاب السيد القائد بأن يعيشوا في أوهامهم، وأننا لا نعيرهم أي اهتمام، وأن مواقفَ اليمن تجاه فلسطين ليست للاستعراض أَو المزايدة، وإنما هي مواقفُ كُـلّ يمني حُـرٍّ يستشعر وجودَه ومسؤوليتَه وهي مواقفُ دينيةٌ إنسانيةٌ أخلاقية نلتقي فيها مع كُـلِّ أحرار الأُمَّــة.
ولينظروا إلى هذه العملية وإلى أبعادها السياسية والعسكرية والاستخباراتية والأمنية، وما تمثِّلُه من صفعة قوية للكيان الصهيوني.