غزةُ المتراسُ الأولُ والمتقدمُ لحماية الأُمَّــة الإسلامية
محمد الضوراني
العدوان المُستمرّ ضد أبناء الشعب الفلسطيني وفي قطاع غزة في جرائم مُستمرّة ودون ضوابط أخلاقية أَو إنسانية من قبل الكيان الغاصب والمحتلّ للأراضي الفلسطينية وللمقدسات الإسلامية وهو العدوّ الصهيوني المجرم بكل معاني الإجرام، هذا العدوّ الذي واجه ويواجه مقاومة أرعبتهم وأسقطتهم بل وهزت عروش الباطل، ويواكب هذا الطوفان الواسع بثورة شعبيّة لكل الشعوب الحرة من أبناء الأُمَّــة الإسلامية من يمتلكون الروحية الإنسانية الزاكية والطاهرة والتي لا تقبل بالظلم ولا تقبل بالهوان ولا تساوم أَو تهادن العدوّ الصهيوني، الذي يستمر في استهداف الأُمَّــة الإسلامية كمنهجية وثقافة ومبادئ وأخلاق وقيم أمرنا الله ومن خلال القرآن الكريم أن نسير من خلالها في واقع الحياة.
إن الشعوب اليوم أمام مسؤولية جماعية كشعوب إسلامية تمتلك المنهج القرآني وتتحَرّك وفق أوامر الله أن نقف مع الشعب الفلسطيني وطوفان النصر الذي حفظ ماء وجه هذه الأُمَّــة ويستمر في تحقيق الانتصارات يوماً بعد يوم لنستمر في تأييد المقاومة في غزة بل وتزداد قوة وعنفوانًا وبسالة ترفع رؤوس وهامات كُـلّ الأُمَّــة الإسلامية.
الشعب الفلسطيني يواجه عدوًّا ظالمًا وَمتجبرًا وعدوًّا لكل المسلمين في العالم، عدو لا يستهدف الشعب الفلسطيني فقط بل يستهدف كُـلّ الأُمَّــة الإسلامية ودون حدود ويهدف لتدمير هذه الأُمَّــة من كُـلّ النواحي الأخلاقية والثقافية والاقتصادية والعسكرية، معركة غزة هي معركة كُـلّ الأُمَّــة الإسلامية؛ لأَنَّها تمثل المتراس الأول والصفوف المتقدمة ومسارًا للدفاع عن الأُمَّــة الإسلامية، واستهداف غزة استهداف كُـلّ الأُمَّــة الإسلامية، وانتصار المقاومة انتصار الأُمَّـة الإسلامية بكلها، مشروع الصهيوني ومعه المشروع الأمريكي في استعمار الشعوب بطرق غير مباشرة، وبالتالي تدفع كُـلّ الأُمَّــة الإسلامية ثمن سكوتها بدم أولادها وتفقد كُـلّ عوامل القوة.
لذلك ندعو كُـلّ شعوب الأُمَّــة الإسلامية للتحَرّك المُستمرّ، وكما تحدث السيد القائد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- أن على الشعوب الاستمرار ودون تراجع ودون تكاسل وألا تشاهد جرائم الكيان الصهيوني فتعتاد عليها وتهبط نفسياتهم وتتكاسل عن التحَرّك مع خط الدفاع الأول عن الأُمَّــة الإسلامية من منطلق إيماني يستمر حاله السخط، بل ويزداد عنفوانًا وقوة مع تفعيل كُـلّ الأسلحة الممكنة للشعوب الإسلامية من خلال سلاح المقاطعة للبضائع لكل الدول المعتدية والمساندة للكيان الغاصب بدون تخاذل، فالله الرقيب علينا والكل أمام الله سوف يحاسب ودماء وتضحيات الشعب الفلسطيني شاهدة علينا يوم القيامة، نقف بحزم ونستمر في وقفة مُستمرّة وبعنفوانية مع الشعب الفلسطيني.
إن تآمر الأنظمة ضد الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تكون مبرّرًا للشعوب أن تسكت وتتفرج وتنتظر للضربة القادمة عليها والذلة والمهانة والاستضعاف، ونحن في موقف الخذلان وتسلب الشعوب التوفيق الإلهي وتسلب العزة والكرامة ويستمر مشروع الصهيونية في احتلال الأوطان والأمم واستغلالها في كُـلّ المجالات، ولا يوجد من يقف ضدهم ويعارض سياستهم.
إن القضية الفلسطينية هي حماية لنا كشعوب ضد تسلط الحكام والأنظمة العميلة، وهي مشروع الحرية والاستقلال الحقيقي للشعوب، وهي مدرسة لا بد أن نحافظ عليها لنحمي أنفسنا كشعوب ونحمي الأجيال القادمة من حالة الضياع الفكري والثقافي التي يريد أعداء الله أن نصل إليها ونستمر فيها بل ونبقى تحت أقدام بني صهيون.
اليوم ما يحدث في غزة الأبية من جرائم وتخاذل تعتبر وصمة عار على من سكت وتفرج ولم يتحَرّك في مواجهتهم، الشعوب تستطيع أن تهزم الكيان الصهيوني وتنتصر للشعب الفلسطيني فهي المعنية في استمرار السخط والرهان عليها، فلا نخذل قضيتنا ونخذل الشعب الفلسطيني البطل والحر والمجاهد والمظلوم، لا نخذل خط الدفاع الأول والمتراس الأول والمدافع عن الأُمَّــة الإسلامية؛ لأَنَّ الدور قادم علينا جميعاً إذَا تخاذلنا وسكتنا كشعوب للأُمَّـة الإسلامية المستهدفة في أمنها وثقافتها وقيمها ومبادئها الإيمَـانية.