خبراءُ عسكريون لصحيفة “المسيرة”: احتجازُ القوات البحرية لسفينة إسرائيلية مقدّمةٌ لعمليات قادمة ستتوسع

 

المسيرة: منصور البكالي- أيمن قائد:

تتصاعَدُ عملياتُ القوات المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي بشكل لافت ومؤثر، بالتوازي مع السخط الشعبي والمسيرات والوقفات المصاحبة والفعاليات الرسمية المتعددة نصرةً وإسناداً لإخواننا المجاهدين في قطاع غزة، الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وتعد عملية احتجاز سفينة إسرائيلية واقتيادها إلى الشواطئ اليمنية من أهم العمليات التي لفتت انتباه العالم؛ لما لها من أهميّة بالغة على الصعيد الاستراتيجي، وما سيترتب عليها من تداعيات خلال المواجهة اليمنية المتواصلة مع العدوّ الصهيوني لإجباره على وقف همجيته وتوحشه ضد المدنيين في قطاع غزة.

وجاءت العملية بعد أَيَّـام من خطاب تاريخي للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وبيان للقوات المسلحة اليمنية أعلنت فيه تدشين استهداف أية سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر أَو في مكان لا يمكن أن يتوقعه العدوّ الإسرائيلي؛ ولهذا فَــإنَّها أثبتت مصداقية تهديدات القيادة، وأن السيد القائد هو رجل القول والفعل، وأن خطاباتها ليست للاستهلاك الإعلامي، وإنما لها تأثير ووقع على الأعداء الأمريكيين والإسرائيليين وغيرهم.

ويرى خبراء عسكريون أن “هذه العملية هي من أقوى وأبرز العمليات المستهدفة لكيان العدوّ الصهيوني”، معتبرين أن “إسرائيل ستدخل في مستنقع خطير إذَا لم تسارع في إيقاف عدوانها وتوحشها على الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة”.

وفي هذا السياق يقول الخبير والمحلل الاستراتيجي، العميد الركن عزيز راشد: إن “احتجاز القوات البحرية اليمنية لسفينة صهيونية في البحر الأحمر والتحقيق مع طاقمها تعد خطوة عسكرية مهمة في درب المواجهة مع العدوّ الصهيوني، ورسالة ضغط عسكرية على الكيان الغاصب وخَاصَّةً في هذا التوقيت الذي يرتكب فيه أبشع الجرائم والمجازر والإبادة الجماعية بحق إخواننا وأهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة”.

ويشير راشد في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن “احتجاز القوات البحرية اليمنية للسفينة الإسرائيلية يعبِّرُ عن الوفاء للمجاهدين في فلسطين، وتنفيذٌ لما وعد به قائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، في خطابه الأخير؛ ولما لذلك من أهميّة في مساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”.

وبشأن تداعيات هذه العملية يقول راشد: إن “شعبنا اليمني وقيادتنا الثورية والسياسية والعسكرية لا تبالون بأية تداعيات يمكن للعدو أن يقدم عليها، ولن يكون لليمن أي اهتمام من أي قرار يتخذ من قبل مجلس الأمن والأمم المتحدة؛ لأَنَّ قراراتهم عوجاء والمسيطر عليها رأس الشر أمريكا وكيانها الصهيوني الربيب في المنطقة”، مؤكّـداً “أن القوات المسلحة اليمنية ستقدم على اتِّخاذ خطوات وإجراءات عسكرية أكثر وأشد تجاه العدوّ في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وفي كُـلّ مكان تطاله اليد اليمنية”.

ويلفت العميد راشد إلى أن “جرائم الحرب بحق شعبنا الفلسطيني من قبل الكيان الغاصب يحتم على كُـلّ الشعوب العربية والإسلامية، التحَرّك الفاعل للضغط على أنظمتها وحكوماتها لمساندة محور المقاومة في معركته الكبرى ضد المستعمر “الصهيوأمريكي”” مراهناً على أن “الشعوب التي استطاعت في عام 2011م تغيير أنظمة وحكومات قادرة اليوم على فعل الكثير أمام أطفال ونساء غزة وتخاذل الحكومات العربية”.

وعن رسائل هذه العملية يقول راشد: “إنها تشكل بداية بسيطة في عمليات الردع اليمنية القادمة تجاه المخطّطات والمساعي الاستعمارية في المنطقة، وسيشهد العالم الكثير من المفاجآت الكفيلة بضبط التهور الأمريكي الصهيوني في فلسطين وعدم اكتراثهم لتبعات جرائمهم الوحشية، ولمطالب الشعوب الحرة التي خرجت في مظاهرات جابت غالبية دول العالم للمطالبة بسرعة التحَرّك لوقف العدوان الأمريكي الصهيوني على قطاع غزة”.

ويتابع راشد: “لدى القوات المسلحة والقوات البحرية القدرة الكاملة لحماية البحر الأحمر والجزر اليمنية ومضيق باب المندب، وتأمين الملاحة البحرية، بالتزامن مع مساندتها للشعب الفلسطيني في معركة “طُــوفان الأقصى”، وأن العدوّ الحقيقي لسلامة الملاحة البحرية التجارية والمدنية اليوم يتمثل في السفن والبارجات وحاملات الطائرات الأمريكية والأجنبية في المنطقة”.

 

معادلة عسكرية جديدة:

وعلى صعيدٍ متصل، يقول الخبير والمحلل الاستراتيجي العميد مجيب شمسان: “عندما يقول السيد القائد ” (عيونُنا مفتوحة على السفن الإسرائيلية وسنظفر بها) كان هذا توجيهًا مباشرًا للقوات البحرية اليمنية، وعليها سرعة التنفيذ وهذا ما تم بفضل الله،” معتبرًا أن “اليمن فرض معادلة عسكرية جديدة تجاه العدوّ الصهيوني، مفادها استمرار العدوان على غزة سيؤدي إلى تصاعد العمليات اليمنية، في البر والبحر والجو ضد كيان الاحتلال”.

ويؤكّـد شمسان في حديثه لـ “المسيرة” أن “اليمن لن يقفَ عند هذا المستوى، بل سيمضي في خطواتٍ ثابتة؛ لكسرِ هيمنة العدوّ الصهيوني، تضامناً مع أطفالنا وإخواننا ونسائنا في فلسطين، دون أي اعتبار لتهديدات كيان العدو”.

وعن أهميّة هذه العملية يتابع شمسان “هذا إنجاز يعكس مستوى التطور الذي وصلت إليه القوات البحرية اليمنية، وأنها قادمة على إغلاق باب المندب في وجه السفن الصهيونية، وشاهدنا اليوم نوعاً من الارتباك من قبل العدوّ الصهيوني، كما كان الارتباك في السفينة الإماراتية، وبدأ العدوّ يهول أمام العالم بأن هذه العملية خطيرة جِـدًّا وذات بعد عالمي، في محاولة لتجنيد العالم وتحشيده لصف الكيان الصهيوني”، لافتاً إلى أن “هذه العملية ضربة استباقية استراتيجية تهدّد أمن بقاء الكيان، وتكرس البعد الاستراتيجي لموقع اليمن وباب المندب، وأن القوات المسلحة اليمنية تملك من القدرات ما يمكنها من إفشال الوجود الأمريكي في المنطقة، حَيثُ بات التهديد الوجودي لكيان العدو”.

ويلفت شمسان إلى أن “حركة الكيان الصهيوني مدنية وعسكرية في مرمى القرار اليمني؛ كون المسار التصاعدي في هذه الخطوات لم يبدأ بعد وهي قادمة نحو التوسع واختيار أهداف أكثر حساسية، في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة”، موضحًا أن “القوات البحرية اليمنية تمتلك القدرات العسكرية والإرادَة القوية لمساندة فصائل المقاومة الفلسطينية، وتنفيذ توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي”، لافتاً إلى أن “هذه العملية إثبات على قوة الردع للقوات البحرية اليمنية، وقدرتها على تحقيق أهدافها، وهذا حق مشروع لليمن وقواته المسلحة تجاه الشعب الفلسطيني”.

ويعتبر شمسان أن “الوجود الأمريكي في المنطقة هو من يشكل التهديد الحقيقي للملاحة البحرية في المنطقة، وأن من يريد أمنًا واستقرارًا عليه الذهاب إلى من قدم من أقاصي الأرض إلى مياهنا وشعوبنا بمدمّـراته وحاملات طائراته وقواعده العسكرية”، مؤكّـداً أن “العمليات اليمنية لن تتوقف وستتوسع، وموقف اليمن ثابت ومبدئي من مواجهة كيان العدوّ الصهيوني، ومساندة الشعب الفلسطيني”.

 

نذيرُ شؤم على الاقتصاد الصهيوني:

وأعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع في بيانٍ، أمس الأول، أن “عمليات القوات المسلحة اليمنية لا تهدّد إلا سفن الكيان الصهيوني، والمملوكة لإسرائيليين، وأن القوات المسلحة اليمنية مُستمرّة في تنفيذ عملياتها العسكرية حتى يتوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وتتوقف الجرائم البشعة المُستمرّة حتى هذه اللحظة بحق إخواننا الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية”، مُشيراً إلى أن “من يهدّد أمن واستقرار المنطقة والممرات الدولية هو كيان العدوّ الصهيوني، وعلى المجتمع الدولي وقف العدوان والحصار على غزة إن كان حريصاً على أمن المنطقة وعدم توسيع الصراع”.

ويرى اللواء يحيى المهدي، أن “العملية الكبرى للقوات البحرية اليمنية بالاستيلاء على السفينة الإسرائيلية واقتيادها إلى السواحل اليمنية فتحت باب النار والانهيار على الكيان الصهيوني ونذير شؤم على الاقتصاد الصهيوني المنهار أصلاً؛ بسَببِ دخوله في حرب استنزاف كبرى في غزة وإعلانه قبل اصطياد السفينة عن نيته تسريح الكثير من جنود الاحتياط الذين استدعاهم لعدم تمكّنه من دفع رواتبهم”.

ويقول اللواء المهدي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن “هذه العملية الكبيرة التي أرعبت أمريكا وإسرائيل بالدرجة الأولى والدول الداعمة للكيان تسجل انتصاراً كَبيراً للاستخبارات الأمنية اليمنية، التي تمكّنت من معرفة هُــوِيَّة السفينة رغم التكتم الشديد؛ خوفاً من التهديدات التي أطلقها الجيش اليمني لاستهداف أية سفينة تحمل الهُــوِيَّة الصهيونية كردٍّ إيماني واجب على جرائم الاحتلال”، معتبرًا “هذا العمل الجبار من قبل أبناء اليمن الأحرار يدخل العدوّ في إرباك أمني كبير لم يكن يحسب له حسابًا”.

ويؤكّـد أن “مثل هذه العمليات الجريئة الكبرى هي من ستخضع الكيان وترغمه على وقف عدوانه وجرائمه في غزة وأنه في حال استمر العدوّ في ذلك، فَــإنَّ نهايته ستكون بدايتها من باب المندب والبحر الأحمر على أيدي رجال الله في اليمن الذين لا يخشون لومة لائم ويقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من المسلمين على وجه الأرض، وأن زمن الهيمنة الأمريكية وزمن الذل والهوان قد ولى في ظل قيادة قائد المسيرة القرآنية في اليمن الذي ينطلق في مواقفه القوية من تعاليم القرآن الكريم والدين الإسلامي القويم دين العزة والغلبة على الأعداء المعتدين، منفذاً لأوامر الله تعالى بقوله: [قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ]”، مُشيراً إلى أن “صدور المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها تكاد تطير فرحاً من هذا الانتصار العظيم والقوة والمنعة التي ظهر بها أبناء اليمن في وجه أعتى وأطغى الدول الكبرى وأنه قد آن الأوان لقلب المعادلة وخلق توازن جديد يكسر طغيان وتعنت أمريكا وإسرائيل، فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون”.

ويشير إلى أن “العدوّ يتفاجأ اليوم بأن اقتصاده الذي يعتمد عليه في عدوانه على غزة وارتكابه لمئات المجازر بحق الآلاف من أطفال ونساء غزة في ظل صمت عربي إسلامي مخز ومذل ومواقف هزيلة لم تدافع عن طفل واحد في غزة، بل أعطت ومنحت الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الجرائم؛ فالعرب والمسلمون أعلنوا عن عجزهم وضعفهم أمام صلف أمريكا وإسرائيل، بينما تكفل أبناء اليمن للتصدي لهذا العدوان الغاشم والاستجابة الفورية لاستغاثة المستضعفين في فلسطين؛ امتثالاً لقوله تعالى: [وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا] “.

ويضيف أن “الله سبحانه هيأ ولياً من أوليائه، وعَلَم الهدى، وناصر المستضعفين السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- الذي أعلن بكل صراحة ووضوح وليسمع ذلك العالم بأكمله أن أعيننا مفتوحة للرصد الدائم وَالبحث عن أية سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر وأي مكان ستطاله أيدينا في العالم، وذلك نصرةً لأشقائنا المسلمين في فلسطين جراء ما يتعرضون له من إبادة جماعية ومجازر وحشية بشكل مُستمرّ من قبل أمريكا وإسرائيل”، مُشيراً إلى أن “العدوّ ينادي باحترام القانون الدولي وهو أول منتهك للقانون الدولي والإنساني وكلّ القيم والمبادئ البشرية، فكيف لذلك الكيان الصهيوني ادِّعاء أَو المطالبة باحترام القانون الدولي؛ بسَببِ احتجاز سفينة تعودُ ملكيتها لرجل الأعمال الصهيوني المعروف”.

 

فوق التوقعات:

بدوره يقول الخبير العسكري زين العابدين عثمان: “إن العملية النوعية التي نفذتها قواتنا البحرية بعون الله تعالى في احتجاز إحدى السفن الإسرائيلية في مياه البحر الأحمر واقتيادها باتّجاه سواحلنا تعتبر العملية الأولى من نوعها والأكثر أهميّة سواءً في أبعادها العسكرية أَو اختيار التوقيت، فقد أتت استجابةً لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- ومطالب شعبنا اليمني ونفذت وفق ترتيب عسكري مدروس بعناية وبوحدات متخصصة من قواتنا البحرية (كوماندوس) وفي ظرف استثنائي كان يعتمد فيه كيان العدوّ الإسرائيلي على اتِّخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر وَالتخفي لجميع أساطيله وسفنه التي تبحر من البحر الأحمر والتي حاول تمويهها قدر الإمْكَان عبر إخفاء الأعلام وإغلاق قنوات الاتصالات والتعارف الملاحية”.

ويشير عثمان في تصريحٍ لـ “المسيرة” إلى أن “مسألة احتجاز السفينة كانت كالصاعقة على كيان العدوّ الإسرائيلي الذي لم يستطع استيعاب الأمر إلى حَــدّ اللحظة وأنه يعيش حالة تخبط وصدمة أمنية وعسكرية”، لافتاً إلى أن “العدوّ لم يصل سقف توقعاته إلى أن تنفذ اليمن عملية هجومية معقدة في عمق البحر وذات بعد استراتيجي ينتهي باحتجاز سفينة تجارية عملاقة واقتيادها للسواحل مع أنها تتخذ حالة تخفي مشدّدة وتتمتع بحماية بحرية من البوارج والسفن الحربية التابعة للجيش الإسرائيلي والبحرية الأمريكية المنتشرة في البحر الأحمر”.

ويؤكّـد عثمان أن “قواتنا المسلحة بهذه العملية الحساسة وبنتائج ما حقّقته لم توجّـه صفعةً لكيان العدوّ الإسرائيلي فحسب، بل خلطت حساباته وقلبت عليه الطاولة رأساً على عقب، حَيثُ إنها أسَّست لقواعد اشتباك غير عادية وفرضت معادلة ردع استراتيجية على مستوى البحر تجعل مستقبل سفن واقتصاد كيان العدوّ الإسرائيلي في كف عفريت، كما أنها تعتبر رَدًّا أوليًّا من قواتنا المسلحة على سياسة الجرائم الوحشية والإبادات التي يمارسها كيان العدوّ بحق أهلنا في غزة”، مُضيفاً “إذا أوغل هذا الكيان في ارتكابِ المزيد من الجرائم ولم يوقف عدوانه على قطاع غزة كلما تعرض لمزيد من العمليات الهجومية المشابهة والعمليات الاستهدافية التي من المؤكّـد أنها ستحول البحر الأحمر إلى محرقة جماعية لسفنه وأساطيله التجارية والعسكرية”، معتبرًا أن “هذه العملية ليست إلا مقدمة لعمليات قادمة ستنفذها قواتنا البحرية بعون الله تعالى بشكل متصاعد”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com