وسائلُ إعلام صهيونية تحذِّرُ من التأثيرات الاقتصادية على الكيان بعد عملية البحر الأحمر
المسيرة: تقرير:
دقَّت العديدُ من وسائل الإعلام العبرية، أمس الاثنين، ناقوسَ الخطر بعد العملية البطولية للقوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر والاستيلاء على سفينة شحن عملاقة تابعة للكيان الصهيوني، معبرة عن مخاوفها من التأثيرات الاقتصادية المتوقع حصولها على الاقتصاد الإسرائيلي وشركاتها حول العالم.
وأشَارَ تقرير نشره موقع “globes” العبري، أمس، إلى أنه وحتى قبل عملية الاستيلاء على السفينة، شهدت جميع شركات الشحن التي تشغل السفن من وإلى إسرائيل وتمر عبر المنطقة زيادة كبيرة تصل إلى عشرة أضعاف في أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب.
وَأَضَـافَ أنه من المتوقع حدوث قفزة كبيرة في مبالغ التأمين، والتي يتم احتسابها كنسبة مئوية من قيمة البضائع التي تحملها السفينة، موضحًا أن بعض السفن تحمل أكثر من 100 مليون دولار لكل شحنة بأسعار السوق.
وبحسب التقرير فَــإنَّه بالإضافة إلى أقساط التأمين، يمكن أن تصب هذه الزيادة في السعر إلى مئات الدولارات من قيمة السيارة، سيتم إضافتها في النهاية على أسعار السيارات المباعة للعملاء، وهو ما يسبب تأثيرات على أسعار البضائع العالمية.
وأكّـد التقرير أنه بالإضافة إلى تلك التأثيرات والزيادات، قد تكون هناك تكاليفُ إضافية مثل اشتراط توفير مرافقة مسلحة لجميع السفن التي تمر عبر المنطقة، وأنه قد يكون هناك أَيْـضاً إلغاءات وتحويلات لتسليم المركبات التي كانت في طريقها بالفعل إلى إسرائيل أَو كان من المفترض أن تغادر.
من جانبها قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، أمس الاثنين، إن عمليات القوات المسلحة اليمنية تقرع جرس الإنذار بعواقب كبيرة من بينها أنه قد يتم إيقاف الشحن البحري إلى إسرائيل، وبالتالي ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة من البحر كما من المتوقع أن يزداد هذا الاتّجاه بشكل كبير ويلحق الضرر بالإسرائيليين وأمنهم الغذائي.
وأوضحت الصحيفة الصهيونية، أن استيلاء القوات المسلحة اليمنية على سفينة “جالاكسي ليدر” المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي “رامي أونجار” له عواقب اقتصادية واسعة النطاق على إسرائيل، مبينة أن القلق الرئيسي هو أن الحدث سيتسبب في ارتفاع أسعار النقل البحري إلى إسرائيل؛ بسَببِ ارتفاع تكلفة التأمين وحتى إلغاء المسارات إلى إسرائيل، وقد يؤدي هذا بدوره إلى زيادة أسعار المنتجات المستوردة عن طريق البحر.
ونقلت “إسرائيل هيوم” عن نير غولدشتاين، الرئيس التنفيذي لمعهد الأبحاث الإسرائيلي GFI قوله: إن الضرر الذي ألحقه الجيش اليمني بممرات الشحن إلى إسرائيل يمكن أن يكون له تأثير استراتيجي على الواردات إلى إسرائيل وخَاصَّة على عالم الغذاء، مؤكّـداً أن أكثر من 70 % من الغذاء يتم استيراده عن طريق البحر، وبشكل رئيسي 85 % من الماشية، وتأتي عن طريق السفن، عبر موانئ إيلات وأشدود وحيفا، لافتاً إلى أن الموانئ الثلاثة أَو طرق الوصول إليها مهدّدة.
وبيّن المحلل الصهيوني أن اقتران القتال في عطاف ولبنان (حيث يتم تربية معظم الدجاج)، ونقص الأيدي العاملة، والأضرار التي لحقت بالمستوردات البحرية، سيؤدي إلى ارتفاع أسعار اللحوم، والدجاج والبيض، موضحًا أن الإسرائيليين يدفعون اليوم أكثر بنسبة 40٪ من الأُورُوبيين مقابل اللحوم، ومن المرجح أن تتزايد هذه الفجوة بشكل كبير في الأشهر المقبلة.
في السياق حذر كبير الاقتصاديين في شركة BDO الاستشارية، تشن هيرزوغ، من العواقب واسعة النطاق التي قد تنشأ نتيجة الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية من قبل قوات صنعاء.
وَأَضَـافَ في تصريح لصحيفة “إسرائيل هيوم” أن القلق الاقتصادي ينبع من التأثيرات واسعة النطاق على النقل البحري إلى إسرائيل، في أعقاب الحرب الإجرامية الصهيونية على قطاع غزة، حَيثُ كانت هناك بالفعل زيادة كبيرة في أسعار النقل الجوي؛ بسَببِ الأضرار التي لحقت برحلات الشركات الأجنبية إلى داخل الكيان.
ونوّه إلى أن الخوف الآن هو من ارتفاع مماثل في تكلفة النقل البحري إلى إسرائيل أَيْـضاً؛ بسَببِ زيادة تكلفة التأمين أَو إلغاء المسارات إلى إسرائيل، موضحًا أن أسعار النقل لها تأثير على تكاليف المعيشة من خلال زيادة أسعار البضائع المستوردة، بالإضافة إلى احتمال تأخير مواعيد التسليم إلى إسرائيل.