تهاوي طبولِ التشويش أمام صدقِ الخطاب وقوةِ الفعل اليمني
جمال عامر/
العجزُ يولِّد شعورًا طاغيًا بالمهانة؛ ولذا فَــإنَّ من هؤلاء مَن يحاولون تجاوُزَ مثل هذ الشعور بمقاوَمةِ كُـلّ فعل عظيم يقومُ به من يعدونهم خصومًا لهم أو لأسيادهم، بالتقليل من أهميته أَو التشكيك بجدواه، من خلال إثارة أسئلة تضاهي أسئلةَ بني إسرائيل عن البقرة وما لونُها، وهذا ما يحصلُ إزاء كُـلّ فعل يمني جريء ومغاير لحالة الاستسلام والتعايش مع الانكسار الذي كرسته الأنظمة العربية أمام أمريكا و”إسرائيل”، وليس أدل على ما سبق كُـلّ هذه الهيستيريا التي أصابت هؤلاء المَرضى عقبَ تحوُّلِ صدق خِطابِ السيد عبد الملك الحوثي بمساندةِ أبناء غزة والمجاهدين على كُـلّ المستويات إلى قوة الفعلِ، ابتداء باستهداف “إسرائيل” بالصواريخ والمسيَّرات، وتاليًا القيام بالسيطرة على السفينة المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي في البحر الأحمر كأقوى رَدٍّ مساندٍ ضد الجرائم الصهيونية الموغِلة بالتوحش، بمقابل خور وصل حَــدَّ الذل من كُـلِّ الأنظمة العربية والإسلامية بدون استثناء.
هؤلاء هم أشبهُ بالطبول التي لا تُصدِرُ أصواتًا إلَّا بعد الطَّرْقِ عليها إلى حَــدِّ أنهم لا يعون مقتَ ما يقولون.
إذ وفي بادئ الأمر كانوا يهزؤون من عدم تدخُّلِ أنصار الله لنُصرة فلسطين، وحين بدأ الردُّ قويًّا وعاصفًا راحوا يشكِّكون بحصولها، وحين اعترفت “إسرائيل” بالضربات المباشرة انتقلوا إلى مشجب إيران إلَّا أنه وحين أعلنت إيرانُ بكل وضوح عدمَ علاقتها، فضلًا عن أخذ مشورتها بهذا التصعيد، بدأ هؤلاء يهذون بما هو خارجَ المنطق والمعقول من أن التصعيدَ ضد “إسرائيل” بضرب عمقها وتهديد مصالحها ليس أكثرَ من تضحية أمريكية إسرائيلية لتقوية موقفِ أنصار الله ورفعِ شعبيتهم.
هكذا وبكل استخفاف للعقول، وقد قيل (حتى الجنان يشتي عقل).
ولكن منذ متى كان للعبيد حريةُ الاختيار.