إيجابيةُ الهُدنة الوقتية والموقفُ اليمني الثابت
فضل فارس
من أهم إيجابيات الهدنة التي تم التوصل إليها في قطاع غزة، والتي من أهم ما تنص عليه وقف إطلاق النار والتهجم الوحشي وَالسافر للصلف العبري بالقتل للأطفال والنساء في قطاع غزة، كذا إطلاق الأسرى المحتجزين وَإيقاف التوغل الآلي وَالاعتقالات الإجرامية للمواطنين الغزيين، إلا أن أكثر الإيجابيات الناتجة عنها أنها أرغمت الكيان الغاصب بالاعتراف المخزي قسراً بالهزيمة والفشل والخسران، وذلك عند النزول المذل وَالصاغر عند الرغبة الفلسطينية المقاومة في صياغة بنود الاتّفاق، فيما يؤكّـد ذلك وبكل شموخ واعتزاز خضم الموقف السيادي الذي تتربع شرفاته حركات المقاومة الفلسطينية في هذا الطوفان.
أضف أَيْـضاً في كون تلك الهدنة لن تدوم سوى عدة أَيَّـام وَفي الأغلب تعود الحرب من جديد وبدون سابق خوف صهيوني وذلك بفعل الخذلان العربي لأبناء فلسطين، وكذا الحماية والشرعية المطلقة وَالمصرحة له من مدعين القوانين الدولية والعالمية لحقوق الإنسان على أن يرتكب وَيستبيح بكل وحشية وإجرام منقطعة النظير دماء وممتلكات أبناء فلسطين، وذلك ما شجع الصهيونية أَيْـضاً على ذلك حينما لم تواجه -من بشاعة ذلك الخذلان العربي ما عدا مواقف بعض الدول والأحزاب المساندة- بإنذار وتدخل رسمي فوري متصدر الموقف من الأنظمة العربية بضرورة ولزوم وقف هذه المجازر الوحشية والحصار الجائر بحق أبناء فلسطين، إلا أنها ورغم ذلك فيما فيها من بنود إيجابية سوف تعيد الحياة لعشرات الأسرى الفلسطينيين كانوا قد قضوا أعمارهم في سجون الاحتلال، كذا التخفيف ولو نوعاً ما من معاناة أبناء غزة وذلك عبر دخول المواد الغذائية والطبية والحاجات الضرورية للحياة.
أيضاً قد عرت وَفضحت كثير من أنظمة العمالة والتطبيع -رغم أنهم مفضوحون منذ بدء الطوفان لَكنها ازدادت صيتاً فضائحهم تلك مع هذه الهدنة الوقتية- وخُصُوصاً نظام السيسي الجار المصري الأقرب لأبناء غزة المحاصرين والمشردين، حيث يشارك الإسرائيلي في حربه الوحشية على أبناء غزة وذلك بغض النظر عن الولاءات المعلَنة والخفية بإغلاق معبر رفح البري الشريان الوحيد لأبناء غزة، والذي لطالما ادِّعى السيسي كذباً عدمَ إغلاقه وأنه إنما “وذلك تهرباً من الجريمة” تم ضربه من قبل الصهيوني من الجهة المقابلة للشعب الفلسطيني، فيما أننا قد وجدناه وبدون ما خلل يفتح فقط أمام المساعدات الطارئة التي يتم إدخَالها في أَيَّـام الهدنة للشعب الفلسطيني.
عُمُـومًا ومع كُـلّ هذه الأحداث المناوئة والمستجدة فَــإنَّ الشعب اليمني العظيم بقيادته الربانية في كُـلّ تلك المواقف المشرفة التي تبناها وَيتبناها دائماً من المنطلق الإيماني والإنساني والأخلاق والقيم العربية الأصيلة لنصرة الشعب الفلسطيني وكل قضايا الأُمَّــة الإسلامية، فَــإنَّه ووفقها لا يزال مُستمرًّا وسوف يستمر ولن تعيقه بذلك هدنة أَو ما شابه ذلك عن استهداف الكيان الإسرائيلي الغاصب، فهو وفي صميم مشروعه العظيم ومن المنطلقات الأَسَاسية فيه نهض ومن البداية ليتصدى وبكل ارتباط بالله لهذا اللوبي اليهودي والصلف الصهيوني الغدة السرطانية في جسم هذه الأُمَّــة.
وبذلك فهو ومن موقعه المتمكّن في هذه المنطقة جغرافياً وعسكريًّا لن يالوَ جهداً عن معاداته وَاستهدافه بكل ما يستطع ولن يفرق في ذلك “في قاموس قيادته” المكان أَو الزمان، وَقادم الأيّام وبعون الله ستكون حبلى بالمفاجآت القاصمة لهذا الكيان المحتلّ ومن يقف وراءه من إدارات وأنظمة كافرة، ولله فيما يدبر في ملكوت هذا الكون الواسع لمستقبل هذا الشعب ومشروعه العظيم العاقبة والتمكين، ولله عاقبة الأمور.