علماءُ الوهَّـابية ودعاةُ الضلال في خدمة الصهاينة وتهيئة الساحة لهم
محمد سعيد المُقبلي
لقد انكشفت حقيقة علماء الوهَّـابية وعلماء السوء ودعاة الضلال وظهروا على حقيقتهم في الأيّام الأخيرة أكثر من أي وقت مضى، بعد أن كان الكثير من أبناء الأُمَّــة الإسلامية مغترين بهم ومنجذبين إليهم ومعجبين بهم وبأشكالهم ومظاهرهم ويظنون أنهم يمثلون الدين وأنهم علماء!!
ففي الأيّام الأخيرة والأحداث المستجدة وعملية “طُـوفان الأقصى” والجرائم الشنيعة وقتل النساء والأطفال والإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة بأبناء فلسطين، ظهر الناس على حقيقتهم من خلال مواقفهم تجاه القضية الفلسطينية، ورأى الجميع كيف أن المنافقين ودعاة الضلال وعلماء السوء المدجِّنين للأُمَّـة اتجهوا لتخدير الشعوب والمجتمعات الإسلامية وعملوا على حرف أنظار الأُمَّــة عما يحدث في فلسطين والتضليل على الأحداث خدمةً لليهود الصهاينة.
فبالتزامن مع ما يحدث في فلسطين من جرائم يندى لها الجبين، رأينا جميعاً أن علماء الوهَّـابية وغيرهم من دعاة الضلال:
منهم من اتجهوا للحديث عن مواضيع هامشية وغير هامة مقارنةً بما يحدث في فلسطين وأولوية التحدث عنها!!
ومنهم من قال إن ما يحدث في فلسطين “فتنة” ويجب السكوت وعدم اتِّخاذ موقف!!
ومنهم من أفتى بأن حماس ومحور المقاومة ومن يواجه اليهود هم الشر وهم العدوّ والفتنة وليس اليهود!!
ومنهم من قال إن الفلسطينيين هم السبب في ارتكاب العدوّ الصهيوني هذه الجرائم بحقهم!!
ومنهم من قال إن المجاهدين والعمليات العسكرية و”طُـوفان الأقصى” هم من سبَّبوا على غزة!!
ومنهم من صرّح وأفتى بأنه لا يجب علينا ولا على أي مسلم أي واجب أَو موقف تجاه إخواننا في فلسطين سوى “الدعاء”!!
ومنهم من قال إن عملية “طُـوفان الأقصى” لا تجوز وأن الدين والسنة والعلماء والشريعة (شريعة صهيون الإسلامية) لا يسمحون بمثل ذلك، وأن تغيير المنكر الذي سيؤدي إلى منكر أكبر منه فالواجب تركه!!
إذاً لا تتخذوا أي موقف أمام اليهود وابقوا “مقعيين” (مقهِّمين)!!
ومنهم من قال -كما قال اليهودي- إن حركات الجهاد والمقاومة (حركات إرهابية) وصنفوهم كذلك!!
ومنهم من قال إن الحديث عن فلسطين واستنكار أفعال الصهاينة في الخطبة أَو المنبر، لا يجوز وبدعة ومخالف للسنة!!
ومنهم من قال إن السنة (لا أدري سنةَ من) توجب عليهم الجلوس في البيت وعدم تحريك أي ساكن أَو اتِّخاذ أي موقف يؤذي اليهود أَو يغضبهم!!
ومنهم من اتجه لاستهداف وتسليط الضوء على محور المقاومة ومن يواجه الصهاينة والتقليل من مواقفهم وبطولاتهم، وهو يتلقى التوجيهات والفتاوى والخطب والأموال من دولة مطبعة وليس لها موقف أَو شبه موقف أَو حتى إدانة؛ بل إنها وبالتزامن مع جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين، قامت بافتتاح مواسم الرقص والمجون والكلاب والانحطاط!!
وكلّ هذه الفتاوى والضلال والانحراف أتت بعد أعوام كثيرة مضت وهم يشتغلون في أوساط الأُمَّــة وينخرون في جسدها لإضلالها وتدجينها والانحراف بها وترويضها على ذلك تدريجيًّا؛ حتى وصلوا ببعض الشعوب إلى أن تقبل فتاوى هي في صالح الكيان الصهيوني وتخدم الموساد؛ بسَببِ الأفكار والثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة التي غرسوها في عقولهم والتي تُقعِد الأُمَّــة وتدجنها وتجعلها مسلوبة!!
وكلّ عملهم هذا هو؛ مِن أجل تجميد الشعوب وحرف أنظارها وتدجينها وتخميدها -إلى جانب الحكام المتصهينين- كي لا تتخذ موقفاً ولا تحَرّك ساكناً، خدمةً لمن؟!
خدمةً للصهاينة وأذنابهم، ويأتون ليتغنوا: (السنة.. السنن.. الدفاع عن السنة.. مخالفة السنة.. اااا.. اييي.. اووو.. إلخ)!!
مثل فرعون وجنوده حين قال إنه يدافع على الدين من موسى ويخشى من موسى أن يبدل الدين أَو أن يظهر في الأرض الفساد.