مجاهدو الجيش اليمني يرفعون رسالةً إلى المجاهدين في فلسطين
المسيرة: خاص
بعث المجاهدون في الجيش اليمني، أمس السبت، رسالة إلى إخوانهم المجاهدين في فلسطين المحتلّة، الذين يخوضون ملاحم أُسطورية ضد العدوّ الصهيوني الغاصب.
وأكّـد مجاهدو الجيش اليمني في الرسالة التي تلقت “المسيرة” نسخةً منها، أن أبطال المقاومة الفلسطينية سطروا ملاحم بطولية، وقدموا للعالم دروساً في الحرية والعزة والكرامة والإرادَة والثبات.
ونوّه مجاهدو الجيش اليمني إلى أن تحَرّك المقاومة الفلسطينية في غزة أثمر نصراً وعزةً، وحال دون ضياع التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني طيلة عقود طويلة.
ودعا أحرار اليمن المقاومة الفلسطينية إلى مواصلة الجهاد في وجه العدوّ الصهيوني، مجدّدين التأكيد على وقوف أحرار اليمن إلى جانب فلسطين أرضاً وشعباً ومقدسات، فيما تطرقت الرسالة إلى جملة من المواضيع ذات الصلة، تستعرضها صحيفة “المسيرة” في نص الرسالة تالياً:
(بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
نِدَاءُ الوَفَاءِ من المُجَاهِدين في الجيشِ اليمني إلى إخوانِهم المُجَاهِدين في غزَّةَ وكلّ شبرٍ من فلسطين المتراس الأول للدفاع عن الأُمَّــة؛ السَّلامُ عليكم أيُّها المجاهدون الأبطال، الثابتون في ميادين القتالِ، بكلِّ شجاعةٍ واستبسال، السَّلامُ على أقدامِكُم الراسخةِ كرسُوخِ الجبال، وقُلوبكم الثابتة رغم الشدائد والأهوال، وأيديكم الضاربة للأعداء في كُـلّ ميادين النزال.
أيُّها المجاهدون:
إنَّ بطولاتكم العظيمة قد حطَّمت أُسطورةَ الجيش الذي لا يُقهر، وحطَّمت معها أحلام العملاءِ والمُطَبِّعين بتدجين شعوب أمتنا لأعدائها من المجرمين الصهاينة؛ فضربتم بجهادِكم في سبيلِ اللهِ أروعَ الأمثلةِ لشبابِ أُمَّتِنا عن البطولةِ والفداء، وأشعلتم جذوةَ الثورةِ في صدورهم.
أيُّها المجاهدون الصادقون:
إنَّكم بثباتِكم واستبسالِكم وجهادِكم قدَّمتم دروساً لكل أبناء أُمَّتِنا المظلومة، كيف تكون التضحية في ميادين العِزَّة ومواقف الشرف والكرامة، فتكون التضحية في ميادين المواجهة والتنكيل بالأعداء، مستبشرين بوعد الله حين يقول: ((إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالقرآن وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)).
لقد علَّمْتُم الشعوب كيف يكون الدعاءُ في ميادينِ القتالِ ومحاريبِ الاستبسال كمن قال الله عنهم: ((وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)).
أيَّها المؤمنون الأبطال:
((وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)).
ولا تُبالوا بنعيقِ ونباحِ المنافقين؛ فلو لم تتحَرّكوا بالجهاد في سبيل الله وقتال العدوّ بكلِّ قوةٍ ويقينٍ لارتَكَبَ من المجازرِ والجرائمِ بِحقِّكم أكثر مما يرتكبه اليوم بكثير، ولذَهَبَتْ كُـلّ تلك الدماء الطاهرة والتضحيات الكبيرة دونَ موقفِ عزةٍ وكرامةٍ لهذه الأُمَّــة.
وتذكروا قول الله تعالى: ((إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيّام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)).
((وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)).
والسَّلامُ عليكم عنَّا وعن أبناء شَعبِنا وأمَّتِنا ورَحمَةُ اللهِ وبركاتُه.
اليمن – 11 جمادى الأولى 1445هـ
الموافق الـ 25 من نوفمبر 2023م).