حوارٌ هادئٌ مع صديقٍ حائر
الشيخ عبدالمنان السنبلي
سألني: لماذا هذا الإصرار اليمني على ضرورة وقف إطلاق النار؟!
فقلت: لسببين الأول إنساني والثاني استراتيجي، فأما الإنساني، فمن باب حقنٍ لدماء المسلمين ووقف نزيف الدم، وأما الاستراتيجي وهو الأهم فإنك عندما ترغم خصمك وأنت تواجه العالم كله على أن يوقف عدوانه، فأنت بذلك قد إنتصرت…
قال: كيف؟! لم أفهم الثانية!!
فقلت: لو أن خصمك مازال يمتلك جزءاً من أدنى فرصةٍ للنيل منك، لما تردد دقيقةً واحدةً في سحقك وما اضطر إلى القبول بوقف إطلاق النار قبل بلوغ حتى هدفٍ واحدٍ من أهدافه.
قال: ربما حسبها من جانب إنساني وأراد مثلك حقن دماء المسلمين!!
فقلت: يا عزيزي.. لا ينظر إلى الجانب الإنساني ولا يعيره أدنى اهتمام من فَرّ من جبهات القتال وخطوط التماس وذهب بما يمتلكه من سلاح جوٍ يضم أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية من طائرات مقاتلة وعمودية وغيرها ليقصف المدن الآهلة بالسكان دون أدنى رادعٍ إنسانيٍ أو ديني مخلفاً وراءه آلاف الضحايا المدنيين الآمنين في مخادعهم من الشيوخ والنساء والأطفال ليس آخر جرائمه مجزرة سوق الخميس في مديرية مستبا محافظة حجة..
أطرق قليلاً ثم قال: ربما من باب ضغوطٍ دولية تعرض لها!!
فقلت: ومن هي تلك الأطراف الدولية التي تستطيع أن تُمارس ضغوطاً عليه إذا كان العالم كله معه وشريكاً له بالعدوان بصورةٍ أو بأخرى؟!!
يا صديقي لا داعي أن تُجهد نفسك كثيراً بالتفكير، فالأمر لم يعد بخافٍ على أحد بعد أكثر من عامٍ من العجز والفشل لقوى العدوان الغاشم يقابله صمودٌ أسطوري للشعب اليمني العظيم والذي سيخلده التأريخ بأحرفٍ من نور مهما حاولوا بإعلامهم التقليل من شأنه وأهميته، وما عليك اليوم إلا أن تقتنع بما أخبرتك به في بداية حديثنا عن سبب الإصرار اليمني على ضرورة وقف إطلاق النار لأنها فعلاً الحقيقة وأن تفتخر وترفع رأسك عالياً ليس لأنك انتصرت فحسب، ولكن لأنك مواطنٌ يمنيٌ.