مكاسبُ “طُـوفان الأقصى”
عبدالسلام عبدالله الطالبي
تناقلت وسائل الإعلام صورة حملت عنوان مكاسب “طُـوفان الأقصى” تضمنت (٢٠) نقطة تحدثت عن أنه، ولأول مرة يخسر العدوّ الإسرائيلي عدد كذا من القتلى والأسرى، ولأول مرة يتم تهجير عدد كذا مستوطنين، ولأول مرة يتم الحصول على معلومات للموساد الإسرائيلي وكلام من هذا القبيل.
وإذا ما أردنا أن نتحدث عن المكاسب الناتجة عن هذه العملية، وهذا الحدث المؤلم في بشاعته وسطوته بحق المدنيين من أبناء فلسطين، فَــإنَّ من أبرز وأهم المكاسب الحقيقية والتاريخية التي رافقت هذه العملية مع احترامنا لآراء كتابات الغير بهذا المنوال نوجزها في الآتي:-
١- أن الحرب الدموية في غزة للأسف الشديد كشفت سوءة غالبية كبرى من حكام الدول العربية والإسلامية؛ جراء موقفهم المهين الذي بدوا فيه أمام أبشع وأفظع عدوان استهدف أبناء فلسطين والله المستعان، لذلك لن يعفيهم الله ولا الشعوب ولا التاريخ عن هوانهم وصمتهم وجبنهم.
٢- موقف الحكومات المهين أثار حفيظة الأحرار والمجاهدين من أبناء الأُمَّــة وفي مقدمتهم (يمن الإيمان والحكمة) الذي فرض على نفسه ضرورة التحَرّك وإعلان موقفه الشجاع والحكيم من خلال دخوله المباشر والمعلن في المعركة، وذلك من دافع الشعور بالمسؤولية الدينية وَالإنسانية ليترجم ذلك قولاً وعملاً بعد أن خرج الشعب في كُـلّ الميادين مفوضاً للسيد القائد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- في اتِّخاذ ما يراه، ومطالباً بالتحَرّك الفوري لمناهضة ومواجهة العدوّ الإسرائيلي، وفتح الطريق أمامه ليكون له شرف المشاركة، وبالفعل حصل ما حصل وخرج اليمن وما زال بإذن الله تعالى منتصراً في مواجهته للعدو الإسرائيلي الذي تلقن الضربات تلو الضربات من صواريخ ومسيَّرات اليمن المهاجرة في حمى الله إلى عقر أم الرشراش المحتلّة، متوجاً حضوره في هذه المواجهة بالاستيلاء على السفينة البحرية الإسرائيلية الرابضة حَـاليًّا في ساحل البحر الأحمر، وذلك فضل الله.
٣- الحرب في غزة كشفت الستار وعرفت الكثير ممن تعقلوا وعاشوا الحدث (الحق من الباطل) ما أفضى ذلك إلى خلق قناعات لدى غالبية كبرى منهم، لا سِـيَّـما ممن كانوا تائهين ومخدوعين بالشعارات والعناوين والتيارات والتوجّـهات الزائفة والمتجردة من القيم الدينية والمبادئ والإنسانية والحمية والغيرة، ما أدى بهم ذلك لاتِّخاذ مواقف عقلانية عبروا فيها عن مواقفهم وعدلوا بها عن غيهم وعرفوا من خلالها ضرورة وحتمية أن يتجهوا بأنفسهم الاتّجاه الصحيح، وهذه نعمة عظيمة بل تعد مِن أجل النعم أن يصحح الإنسان واقعه وضميره.
٤- الحرب الظالمة على غزة وما ترتب عليها من مآس مؤلمة، إلا أنها فتحت الطريق أمام الأحرار ليواصلوا مشوارهم في التحَرّك الجهادي والعملي للوصول إلى اجتثاث المحتلّ الإسرائيلي، واستحالة تواجده في أرض فلسطين مقارنة بما قد اقترفه من جرائم بحق الفلسطينيين؛ سعياً لتحقيق الهدف العام المتمثل في تحرير فلسطين كُـلّ فلسطين؛ باعتبارها القضية المركزية التي لا تنازُلَ عنها.
لذلك عسى أن يكون هذا الهاجس قد شق طريقه لتحقيق تلك الغاية وذلك الهدف وأسهم من خلال هذا العدوان الهمجي على غزة في تعزيز مبدأ التلاحم وتقوية الروابط الإيمانية والجهادية بين المجاهدين في دول محور المقاومة، وهذا ما عشناه وهو المؤمل للخلاص من الغدة السرطانية الصهيونية والمزمنة التي تحتاج إلى البتر الفوري للسلامة من أذاها وشرها.
وبالجهاد تتحرّر الشعوب من كُـلّ دنس وكلّ مستكبر، ولا نامت أعين الجبناء.
والعاقبة للمتقين.