رموزُ الإباء والحرية

 

غيداء الخاشب

مُناسبة لا نستذكرها فقط يوماً أَو أسبوعًا أَو شهرًا إنما كُـلّ يومٍ وكل لحظةٍ بل كُـلّ ثانية وشهداؤنا ذِكراهم في أرواحنا وقلوبنا وعقولنا، طيفُهم معنا وبجوارنا دائماً، لا ننساهم ولا تغيبُ ذِكراهم عنا.

لنطرح هذا السؤال لأنفسنا: من نحنُ أمامهم وأمام عظيم ما قدموه؟

في ذِكراهم نستذكر قصصهم ومواقفهم وشجاعتهم، أخلاقهم وتعاملهم وتآخيهم؛ لأَنَّهم النورُ والشعاع لحياتنا، وهم رمز الإباء والحريةِ والكرامة.

ما حدث في غزة ومَـا هو حادثٌ الآن بدايةً بِـ “طُـوفان الأقصى” إنما هو امتحانٌ واختبار وتمحيص قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلم اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلمَ الصَّابِرِينَ)، واليمنُ بعون الله تصدرت في موقفها مع فلسطين بما أمكنها وكانت على استعداد أن تقدم أَيْـضاً رجالها ليكونوا شهداء القُدس.

تحَرّك شهداؤنا على نهج القرآن ومضوا وفقًا لما فيه استجابة لقولِ الله تعالى: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ)، تحَرّكوا صغيرًا وكَبيراً، شيوخًا وشبابا وتركوا خلفهم كُـلّ ملذاتِ الدُنيا وزينتها طمعًا في رضوان اللهِ وجنته.

الشهداء فضلهم عظيم جِـدًّا، لقد فازوا دُنياهم وأخرتهم هم من بفضلِ الله وفضلهم اليوم أصبحنا نُرسل الصواريخ والطائرات إلى قلبِ إسرائيل وتوجعت وهدّدت وارتعبت، ليس ذلك فحسب بل بتوجيه من القيادة تم القبض على إحدى سفنهم، أصبح شعبنا بتضحياتِ شهداءنا رافعًا رأسهُ بشموخ، وبفخر يقولُ الواحد منا: أنا يمني، لذا لله الحمد كَثيراً، أولًا وأخيرًا.

الشهداء لن تستطيع الكُتب أَو الأقلام أَو حتى الخُطب أن تفيهم حقهم، لكننا نشعر بقربهم ووجودهم، لنتأمل صورهم، كلماتُهم، توصياتهم، سنرى كم أنهم يمتلكون قوة عجيبة وتأييد إلهي، باعوا كُـلّ شيء لخالقهم فامتلكوا القوةَ منه، تاجروا مع الله وأيقنوا أنها تجارة رابحة.

حقٌّ علينا أن لا ننساهم وأن تظل ذِاكرهم معنا على الدوام، وأن نزور روضات الشهداء ذلك المكان الذي ترتاحُ له النفس وتطمئن وتتمنى أن تكون معهم، لأسرِ الشهداء الفخر ولنا كذلك، وهنيئًا لهم ذلك الفوز الكبير.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com