الرئيسُ يوضحُ موقفَ اليمن من السلام وأحداث غزة
عيونُنا مفتوحة وإن شاء الله سنظفَرُ بسفن العدوّ الإسرائيلي في البحر الأحمر وسننكل بهم.. لو يتوفَّرُ منفذ بري إلى فلسطين لتحَرّك أبناء شعبنا بمئات الآلاف من المجاهدين الأبطال الأحرار.
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
يأتي الاحتفال بعيد الاستقلال عن المحتلّ البريطاني هذا العام في ظل ظروف مختلفة يعيشها الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية؛ فهو يأتي في ظل مفاوضات السلام في اليمن مع دول تحالف دول العدوان، وفي ظل العدوان الصهيونيّ على غزة، وتضامناً مع إخواننا في فلسطين، اقتصرت احتفالات شعبنا هذا العام بهذه المناسبة على كلمة الرئيس مهدي المشاط، التي تطرق فيها إلى الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا والمنطقة، حَيثُ أشار إلى خطورة الاحتلال الخارجي في الماضي والحاضر في اليمن أَو في فلسطين، وأن التخلص من المحتلّ يحتاج إلى تضحيات كبيرة، وقد قدَّم الشعب اليمن هذه التضحيات أثناء معاركه مع المحتلّ القديم ومع المحتلّ الجديد.
وقد دعا الرئيس إلى أخذ الدروس والعبر من الاستقلال عن الاحتلال البريطاني في 30 نوفمبر 1967م، وحث جميع أبناء الوطن على التوحد في مواجهة المحتلّ الجديد، كما حدث مع المحتلّ القديم؛ فهذا المحتلّ يسعى إلى الهيمنة على بلادنا؛ للتحكم بموقعه الاستراتيجي وثرواته الطيبة ومصادرة قراره، ودعا الأعداء في الداخل والخارج إلى مراجعة مواقفهم في التعامل مع مطالب الشعب اليمن المشروعة؛ حتى يتمكّن الجميع من الوصول إلى سلام عادل ومشرِّف.
وقد حرص الرئيسُ على أن تكونَ غزة حاضرةً في خطابه؛ لما في ذلك من تشابه بين الاحتلال في اليمن والاحتلال في فلسطين، حَيثُ أكّـد على موقف اليمن الرافض لما يجري في غزة من فظائع ووقوف الشعب اليمني مع إخوانه في فلسطين بكل الإمْكَانيات التي يملكونها، وكل هذا يأتي في إطار ما يمليه على اليمن الواجبُ الديني والثوابت الوطنية، وهو موقف ثابتٌ لا يمكن التراجع عنه مهما كانت الضغوط والتهديدات التي يطلقها الأمريكي؛ فهذه التهديدات لا تؤثر في موقف الشعب اليمني.
وفي تصعيدٍ للموقف اليمني؛ فقد حذَّر الرئيسُ أمريكا من أي تصرف يمكن أن ترتكبَه في حق الشعب اليمني؛ لمحاولة منعه من الوقوف إلى جانب إخواننا في غزة، وَإذَا حدث مثل هذا التصرف فسَيعتبره الشعبُ اليمن بمثابة إعلان حرب، ولن تتردّد اليمن في اتِّخاذ كافة الوسائل لحماية أرضها وشعبها، ودعا الرئيسُ الدولَ والشعوب العربية والإسلامية إلى تطوير مواقفها الإيجابية؛ للدفع إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة؛ لأَنَّ مواقف الشعوب لها تأثيرٌ كبيرٌ على مجريات الأحداث التي نعيشها هذه الأيّام.