الشهيدُ عبدُالقوي الجبري.. حِجْر بن عَدِي العصر
مرتضى الجرموزي
وعاد مجدّدًا اسمُه وصورتُه ومآثر بطولته وعظيمُ درسه الرجولي والقيمي والأخلاقي الوفي الصادق من جديد في الوسط الشعبي والذي لم ينسَه بعدُ.
إنه الشهيد الفدائي عبد القوي الجبري (حجر بن عدي العصر) الذي سجل موقفًا لم نرَ ولم نسمع له مثيلا سوى من أُناس عظماء عرفوا الله وعرفوا أولياءَه وأنبياءه.
قصةُ مؤمن آل فرعون والذي قُتل شهيداً لدفاعه عن نبي الله موسى أمام الفراعنة وتكرّرت هذه الحالةُ مع مؤمن آل ياسين والذي قُتل شهيداً في سبيل دفاعه عن أنبياء الله الثلاثة الذي أرسلهم الله للقرية الظالمة.
وفي سبيل الله تتجسد المواقفُ الوفية والصادقة، هذه المرة مع الصحابي الجليل حجر بن عدي -عليه السلام- الذي قُتل شهيداً بسيف فرعون عصره معاوية بعد رفضه شتمَ الإمام علي -عليه السلام- وبأمر من معاوية قُطع رأسه عن جسده وأُحرق جثمانه الطاهر بجثة حمار جزاء لرفضه سب الأمام علي وهكذا تتكرّر هذه المواقف الناصعة وفاء عبر التاريخ مع رجال صدقوا مع الله ومع رسوله القضية الحق والدين والعقيدة.
وهناك حالات كثيرة حدثت بأزمنة مختلفة لا يسعنا الوقت لذكرها ولكن يبقى حديثنا ومحور كلامنا بهذا الخصوص مع الشهيد المجاهد عبد القوي الجبري والذي تجرأ أحفاد معاوية وأحفاد الفراعنة والجبابرة لدفنه حياً لذنبٍ وثقته كاميرا المرتزِقة والخونة أدوات الإمارات في الساحل الغربي لليمن بقيادة الخائن طارق عفاش بعد رفضه شتم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وفضل القتل على التفوه بكلمة واحدة مسيئة للسيد القائد فأقدم هؤلاء الأقزام والأراذل على قتله دفناً وهو حي يستنجدهم لإنقاذه ولكن عندما ايقن بأن لا خير ولا رجولة من هذه الأدوات والمرتزِقة الصغار سلّم لله وفي سبيله ودُفن حياً ليلقى الله شهيداً محتسباً صابراً في سبيل الله مجاهداً.
ليجسّد بذلك مواقف خالدة سطره القرآن الكريم وسطرتها السنن والسير والتأريخ على مر العصور ليكون الشهيد الجبري حجر بن عدي العصر حديث العامة والخَاصَّة في اليمن وخارج حدود اليمن اشاد لموقفه واستبساله الخصم قبل الصديق.
لتبقى هذه الجريمة وغيرها وصمة عار على جبين من لا عار ولا رجولة لهم.
مشاهد الإعدام وثقتها كاميرا المرتزِقة وتم الاتصال بوالدة الشهيد ليخبروها بأنه قُتل وَإذَا ارادوا جثته فعليهم دفع مقابلها لكنها ومن منطلق الجهاد في سبيل الله بالمال وبالنفس الولد تقول لهم وبكل وعزيمة وشموخ المرأة المجاهدة وكأنها أم وهب الأنصاري ما وهبناه في سبيل الله لا يمكن أن نستردَّه أَو نطالب به وبلسانها العربي ولهجتها العامية (يا ولدي ما ذلحين اكله له ما نشتي منه قده شهيد في سبيل الله قد نفسه وروحه عند الله ما نشتي من الجثة اكله لك أنت وأصحابك) صفعة بالستية توجّـهها الام العزيزة والمرأة المؤمنة لهؤلاء الأراذل من أوقعوا أنفسهم في الخسة الانحطاط خونة ومرتزِقة وأدوات رخيصة مجرمة تقاتل في سبيل الطاغوت.
لتسجل هذه الأم العزيزة ملحمةً بطولية كانت هي بطلتها بعزيمة وعنفوان إيماني يماني وضعت المرتزِقة وقادتهم وقادة التحالف تحت حذائها التي تضاهيهم طهارة وقداسة وشرفًا.
وبعد سنوات من إخفاء جثته ومماطلة قادة الخونة من تسليم جثته تمكّن رجال الأمن والمخابرات من استرجاع رفات جثته الطاهرة لتواري الثرى في مسقط رأسه بمنطقة قرن عرة بجبل الشرق بمحافظة ذمار في تشييع مهيب سينطلق من جامع الشعب بالعاصمة صنعاء إلى مسقط رأسه شهيداً في سبيل الله احياء فينا قيم وأخلاق وصبر وإيمَـان وجهاد الصحابي حجر بن عدي ومؤمنا آل فرعون وآل ياسين.
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم انطلق مجاهداً في سبيل الله ويوم استشهد ودُفن حياً ويوم أُخرج جثمانه الطاهر ويوم سُيّع ويوم ويُبعث حياً خالداً برضوان الله.