الذكرى السنوية للشهيد.. محطَّةٌ لاستذكار أهمِّ الأحداث
عبدالسلام عبدالله الطالبي
أطلت علينا مناسبة الذكرى السنوية للشهيد، والتي تعد هي المحطة الأبرز لاستذكار أهم الأحداث التي مررنا بها منذ بدء الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- حركته الجهادية في المشروع القرآني، الذي رأى أن ينطلق من خلاله لمناهضة أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل؛ باعتبارهما رأس الحربة في ضرب الدين الإسلامي وقيمه ومبادئه ومقدساته.
مشروعٌ حرك الآلاف من أبناء الشعب اليمني بل بقوة جاذبيته هَـا هو اليوم يستوعب الشعب بأكمله ليمتد إلى سائر الشعوب العربية والإسلامية ويتحول إلى مهوى لكل الأفئدة المتعطشة لهدى الله والانضواء تحت لواء هذا المشروع والمضي في ركبه.
نعم إنها عظمة المسيرة القرآنية التي يحتفي أبناؤها في هذه الأيّام بالذكرى السنوية لشهدائهم العظماء الذين انطلقوا للجهاد في سبيل الله مواجهين ومتحدين كُـلّ طواغيت الأرض حتى حظوا بشرف الشهادة وتقلدوا وسام العزة والكرامة، فاختصهم الله بحياةٍ أبدية وَنعيمٍ مقيم في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.
وما ننعم به اليوم من أمنٍ وأمان، ومنعةٍ وتمكين، إنما هو بفضل الله وفضل تضحيات الشهداء العظماء، يدلل على ذلك الحضور المهيب والملفت للحشود المتدفقة على زيارة معارض وروضات الشهداء في كُـلّ أرجاء البلاد، بعد أن أصبحت على أرقى ما يكون من الجاهزية في حليةٍ من البهاء والشموخ يتوسطها صور الشهداء وكأن لسان حالها يزف أعذب الألحان الإنشادية فرحاً بقدوم الزوار.
مشاهد عظيمة لم يشهد لها مثيل، تعبر عن العظمة في أرقى معانيها، حَيثُ يتفاخر الجميع بشهدائهم لعلمهم بأهميّة وعظمة وقيمة القضية التي ضحوا؛ مِن أجلِها، والأمة التي تعشق الشهادة لا يبقى شيءٌ في يد أعدائها يخيفها.
وأي شعب يضاهي شعبنا اليمني العزيز على مَـا هو عليه اليوم من العزة والكرامة وقد أروى تربته من دماء أبنائه الطاهرة والزكية؟!
وأي شعب يتباهى بهكذا تضحيات في حضورٍ كهذا لافت ومهيب؟!
وأي شعب كشعبنا اليمني العظيم خرج منتصراً على إثر مواجهته المعلنة والمباشرة للعدو الإسرائيلي، وقد قدَّم قوافلَ من الشهداء في حروبه الداخلية مع المرتزِقة والعملاء؟!
لذلك كان للذكرى السنوية للشهيد في قلوب اليمنيين نكهتها الخَاصَّة والفريدة والمتميزة.
فسلامٌ من الله على كُـلّ الشهداء العظماء، وسلامٌ من الله عليك أيها القائد المؤسّس الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وهنيئاً لشعبٍ أنت يا أبا جبريل قائده وباني نهضته وثورته التحرّرية من كُـلّ رموز الإضلال والمضلين، وما النصر إلا من عند الله القوي العزيز والغالب على الأمر.