لا نصرَ للصهاينة عدا مراكَمة القتلى الأبرياء
جمال عامر
ماذا سيحقّقُ الكيانُ المحتلّ عقبَ تجديدِه العدوانَ على غزة؟!
النصرُ لا يقاسُ بعددِ القتلى من الأبرياء من النساء والعجائز والأطفال الذين تم قتلُهم بالطائرات والمَدَافِعِ عن بُعد، ولا بعدد الوحدات من المباني السكنية التي تم تدميرها.
كما أن النصرَ لا يصبحُ واقعًا بالحصار والتجويع وضربِ المشافي والبِنَى التحتية وخزانات المياه، وحتى التمكّن من اختراق في هذا الشارع أَو ذاك.
النصرُ يتحقّق في حال تمكّن فيها طرف من كسر إرادَة عدوه وجعله يقبَلُ خانعاً بوجوده وتفوُّقه أَو باستئصاله بشكل نهائي، وقد عجز الكيانُ الصهيوني عن تحقيق مَـا هو أقلُّ من كسر إرادَة المقاومين خلال أكثر من شهر ونصف شهر من عدوان لم يتوقف.
مع أنه استخدَمَ في حربه كُـلَّ الأسلحة، وَلم يتبقَّ سوى إلقاء القنبلة النووية على غزة، وهو اليأسُ الذي دفع أحدَ وزراء الكيان لاقتراح هذا الخيار.
ومع عودةِ الحرب بضراوة أكبرَ عقبَ هُدنة قبلت بها حكومةُ الحرب الإسرائيلية وهي صاغرة، لن يتمكّنَ فيها الاحتلالُ من تحقيق أي إنجاز غيرَ مراكمة سجله الإجرامي بمزيدٍ من قتل الأبرياء وهدم ما تبقى من الوحدات السكنية، ويمكن القول بيقين: إن القضيةَ الفلسطينية انتصرت وليست غزةَ فقط.
لقد بدا ذلك واضحًا حين خرج الشعبُ الفلسطيني في الضفة وفي القدس المحتلّة وهو يستقبل المحرَّرين من الأسرى وهم يهتفون جميعاً للمقاومة، وانتصرت المقاومة حين أعادت القضية الفلسطينية كواجهة ومحط اهتمام على المستوى السياسي والشعبي في العالم أجمع.
وانتصرت حماس حين عادت عقبَ خمسين يوماً من الحرب كطرفٍ معترَفٍ به يتم الحوارُ معه، وخرج المجاهدون من تحت الأنفاق إلى فوقِها بأسلحتهم كَـ نِدٍّ، وأمام سَمْعِ الكيان وبَصَرِه في ساحة كانت قوات الاحتلال قد زعمت السيطرةَ عليها.
نعم انتصرت حماس حين واجهت منفرِدةً “إسرائيلَ” ومعها أكبرُ قوى العالم، وبقَيت صامدةً لم يصدر عنها ما يشير إلى وهن أَو استعدادٍ لتقديم أقل تنازل، بل على العكس فقد تراجَعَ حلفاءُ العدوان عن حميتهم ومواقفِهم المتطرفة، وبدأوا يتحدثون عن قانونٍ دولي للحرب وحقوق الإنسان وأبرياء تم قتلُهم دون رحمة.