أمريكا تحَرّك مرتزقتَها لمواجهة عمليات صنعاء ضد سفن العدوّ الصهيوني في البحر الأحمر
– واشنطن وأبو ظبي شكّلتا غرفتَي عمليات لرصد تحَرّكات القوات المسلحة في البحر
– تعيين الخائنَين “بن عزيز” و “طارق صالح” في مهمة استخباراتية لحماية “المِلاحة الإسرائيلية”
المسيرة | متابعات
في إِطَارِ محاولاتِها للضغطِ على صنعاءَ؛ مِن أجلِ إعاقةِ العملياتِ العسكريةِ المسانِدةِ للمقاوَمةِ الفلسطينية، تواصلُ الولاياتُ المتحدة الأمريكية مساعيَ تحريك عملائها في المنطقة وفي الداخل اليمني، والذين يندفعون بشكل فاضح لخدمتها في حماية مصالح وأمن الكيان الصهيوني، مؤكّـدين بذلك طبيعةَ وأهدافَ المشروع الخياني الذي يسعَون لفرضه في اليمن منذ تسع سنوات.
ونقلت جريدةُ “الأخبار” اللبنانية في تقرير نشرته قبل أَيَّـام عن مصادرَ مطلعةٍ أن الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات، أنشأتا مؤخّراً “غرفتَي عملياتٍ وارتباطٍ مشتركتَينِ في ميناء بلحاف وفي المخاء؛ بهَدفِ حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر”، وذلك لمواجهة المعادلة التي فرضتها القواتُ المسلحة والتي تقضي بإغلاق البحر الأحمر وباب المندب أمام سفن العدوّ الصهيوني.
وقال التقرير: إن الأسطولَ الأمريكي الخامس في المنقطة، عيَّن المرتزِق صغير بن عزيز، رئيس ما تسمى “هيئة أركان” حكومة الخونة، كـ”ضابط ارتباط مسؤول عن الغرفتَين اللتين تمّ تزويدهما بأجهزة رصد وتجسّس زُرعت في بعض الجزر المنتشرة على طول الساحلَين الغربي والشرقي”.
وأوضح التقرير أن الخائنَ طارق صالح تولى مهمة تفعيل غرفة العمليات في المخاء، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تقودُ وتشرفُ على الغرفتين اللتين تم تكليفُهما بمهام “رصدِ وتتبّع أية تحَرّكات لقوات صنعاء في البحر الأحمر، وأيَّةِ تهديدات تتعرّض لها السفنُ الإسرائيلية في البحر العربي وخليج عدن”.
وتؤكّـد هذه المعلوماتُ صحةَ ما أعلنه مسؤولون في صنعاء خلال الفترة الماضية ومنهم ناطق الحكومة ووزير الإعلام ضيف الله الشامي، حول مساعي الولايات المتحدة لتحريك المرتزِقة واستخدامهم لإعاقة أية خطوات عسكرية تنفذها القوات المسلحةُ؛ إسناداً ودعماً للمقاومة الفلسطينية في غزة.
وكان الخائن صغير بن عزيز قد بدأ هذا التحَرّك بشكل واضح منذ عودته من زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع بداية معركة “طُـوفان الأقصى”، حَيثُ كثّـف زياراتِه إلى جبهات العدوّ على الحدود وفي ميدي الساحلية، وأعلن “رفع جاهزية” قوات المرتزِقة في الوقت الذي صرّح فيه مصدرٌ بوزارة الدفاع التابعة للخونة لصحيفة “الشرق الأوسط” المقربة من المخابرات السعوديّة بأن تركيزَ المرتزِقة منصَبٌّ على تحَرّكات صنعاء فيما يتعلق بفلسطين.
ومؤخّراً زار المرتزِق طارق صالح جيبوتي والتقى قياداتٍ عسكريةً أمريكيةً، وتحدث عن مناقشة مسألة “أمن الملاحة”، وذلك بالتزامن مع وصول طائرات شحن عسكرية بريطانية وفرنسية وأمريكية إلى جيبوتي.
وكشفت “الأخبار اللبنانية” أن تشكيلَ غرفتي العمليات، يأتي “في إطار ترتيبات أمريكية -إماراتية؛ لنشر قوات يمنية في البحر الأحمر، وعلى مساحات واسعة من باب المندب وحتى أرخبيل حنيش؛ لحماية السفن الإسرائيلية”.
وتجدد هذه المعلوماتُ التأكيدَ على حقيقة موقف المرتزِقة والدور العدائي الذي يمارسونه في اليمن بدعم من تحالف العدوان والولايات المتحدة منذ أكثرَ من تسع سنوات؛ فالتحَرّك لحماية سفن العدوّ الصهيوني لا ينفصل عن المشروع الذي يتحَرّك المرتزِقة في إطاره منذ البداية، وقد ظهرت ملامحُ العلاقة بين مصالح العدوّ الإسرائيلي ومشروع العدوان على اليمن في أكثرَ من محطة، بدءاً بالتقارير التي كشفت مشاركةَ “تل أبيب” في تحالف العدوان كـ”عضو غيرِ رسمي” وقيامها بمساندة العدوان استخباراتياً، ومُرورًا باللقاءات التي جمعت مسؤولين من المرتزِقة مع شخصيات صهيونية، بما في ذلك نتنياهو نفسه، وُصُـولاً إلى انخراطِ دول العدوان في مؤامرة “التطبيع” بشكل واضح، وإعلانِ بعضِ فصائل المرتزِقة كـ”الانتقالي” استعدادَها لإقامة علاقاتٍ مع كيان الاحتلال.