الإعلام العبري: التهديدُ اليمني يدفعُ ميناء إيلات نحو الإغلاق وتسريح العمال
معهدُ الأمن القومي الإسرائيلي: تحويلُ مسارات السفن يمثّل عبئاً اقتصاديًّا كبيراً
صحيفة “ذا ماركر”: كُـلُّ شركات الشحن خائفةٌ من جلب البضائع إلى “إسرائيل”
—
مديرُ الميناء: لا سفن تزورنا والشركاتُ أصبحت تفضّل الوصول إلى حيفا
المسيرة| متابعة خَاصَّة
واصلت وسائلُ الإعلام العبرية تسليطَ الضوء على تداعيات العمليات العسكرية اليمنية على اقتصاد العدوّ الصهيوني، وأكّـدت أن ميناء إيلات أصبح مهدَّداً بالإغلاق وتسريح عماله، نتيجة توقف أنشطته؛ بسَببِ المعادلة التي فرضتها القوات المسلحة في البحر الأحمر وباب المندب والتي دفعت بسفن العدوّ والسفن المرتبطة به إلى تحويل مساراتها والإبحار حول أفريقيا.
وقالت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية العبرية، الاثنين: إن “ميناء إيلات ينوي إخراج العمال من العمل وإغلاق بوابات الميناء لعدم وجود عمل، وقد تم إبلاغ الجهات الحكومية بذلك”.
ونقلت الصحيفة عن جدعون غلبار، مدير الميناء، قوله: “إن التهديد اليمني أصبح يؤثر على جميع السفن التي تأتي من الشرق، من اليابان والهند والصين، والتي يجب عليها أن تمر في مضيق باب المندب، وتمر عبر البحر الأحمر”، مُشيراً إلى أن “شركات الشحن أصبحت تفضل الوصول إلى ميناء حيفا على ميناء إيلات وميناء أشدود”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الميناء قولهم: “لا توجد أية سفن تزور الميناء تقريباً”، مشيرةً إلى أن “الوضع ازداد قتامة في الميناء بعد أن أعلنت شركات مثل (زيم) وغيرها عن تحويل كبير في طرق النقل من الشرق، حَيثُ ستتوجّـه السفن في طريق طويل جِـدًّا وتدور حول رأس الرجاء الصالح”.
من جهته قال “معهد الأمن القومي الإسرائيلي”: إن “تغيير مسارات السفن ينطوي على عبءٍ اقتصادي كبير، فالتكاليف الإضافية لحوالي 30 يوماً من الإبحار واستهلاك الوقود الإضافي للرحلة حول أفريقيا والعودة، بدلاً عن المرور عبر قناة السويس، تعتبر كبيرة للغاية”.
وكانت صحيفة “ذا ماركر” العبرية التي تنشرها مجموعة “هآرتس” قد نشرت قبل أَيَّـام تقريراً، نقلت فيه عن الرئيس التنفيذي لشركة استيراد للمواد الغذائية قوله: إن “جميع الموردين في العالم وجميع شركات الشحن سيكونون خائفين من جلب البضائع إلى إسرائيل، السوق بأكملها تعاني من الركود على أية حال، والوضع يزداد سوءاً”.
وأضاف: “لقد بدأنا في تلقي أخبار من الموردين في الصين مفادها أن زيم تلغي رحلات السفن، أنا مستورد بضائع، وَإذَا كان النقل الذي استغرق 30 يوماً يستغرق الآن 65 يوماً، فأنا على بعد شهر إضافي، هناك أَيْـضاً مسألة جودة الطعام، فأنا أحضر البصل المقشر من الصين، 100 طن أسبوعيًّا، وَإذَا تأخر لشهرين لن يعود نفس المنتج”.
ونقلت الصحيفة عن جيورا فلونسكر، نائب رئيس شركة “مارش إسرائيل -الفرع الإسرائيلي لأكبر وسيط تأمينٍ في العالم” قوله: إن “تمديد مسارات السفن يزيد أَيْـضاً من سعر التأمين، ومثل هذه الزيادة في الأسعار لها تأثير مضاعف على تكلفة الواردات”، موضحًا أن “زيادة أسعار التأمين تنطبق على كُـلّ من البضائع والسفينة، وبالتالي فَــإنَّ تكلفة النقل أَيْـضاً تصبح أعلى، فهناك زيادة مضاعفة في السعر هنا؛ لأَنَّ هناك كيانين مختلفين يشتريان التأمين”.
ونقلت “ذا ماركر” عن جدعون غولبر، المدير التنفيذي لميناء إيلات قوله: إن “الميناءَ بدأ يفرغ بالفعل، لن تصلَ السيارات بعدَ الآن، وسنخسرُ بقية السفن”.
وطيلة الأيّام الماضية نشرت وسائل الإعلام “الإسرائيلية” ووكالات الأنباء الأجنبية العديد من التقارير التي وصفت العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر بأنها “ضربة للتجارة بين إسرائيل وآسيا”، ونقلت عن مسؤولين ووسطاءَ في قطاع الشحن تأكيدات بأن الشركات أصبحت تعتبر السفن المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي معرضة للخطر وتتجنب التعامل معها.