عودةُ العدوان على غزة.. قرارٌ أمريكي نهايتُه الفشل

 

محمد علي الحريشي

عودة العدوان على غزة عقب انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعاً، هو قرار أمريكي تلبيةً لرغبات الأنظمة الخليجية وأنظمة التطبيع العربي، يتضح من المواقف المتخاذلة من قبل تلك الأنظمة أثناء العدوان والمجازر الصهيونية، التي طالت أحياء سكنية، وتدميرها على رؤوس ساكنيها في الفترة الماضية.

إن هناك تخوفاتٍ من قبل الأنظمة الخليجية وأنظمة الدول العربية، التي ترتبط بعلاقات سياسية، وقلقًا من انتصار المقاومة الفلسطينية في عملية “طُـوفان الأقصى” على الكيان المحتلّ؛ فهم يرون في انتصار المقاومة الفلسطينية هزيمة للكيان الصهيوني المحتلّ، ويمثل انتصاراً لقوى محور المقاومة، التي اشتركت من أول يوم في مقارعة العدوان، وكان لها تأثيرٌ كَبيرٌ، في إفشال تحقيق الأهداف الأمريكية الصهيونية، الأهداف التي صرح بها قادة الكيان المحتلّ، وحاولت أمريكا تسويقها عبر جولات قام بها وزيرا الحرب والخارجية الأمريكيان إلى عددٍ من الدول العربية والخليجية المطبعة.

الأهداف تتلخص في القضاء على المقاومة الفلسطينية، وتهجير سكان غزة، وبالتالي القضاء على إحدى قوى المقاومة والذي سينعكس بتبعاته على بقية قوى المحور، الأنظمة الخليجية كانت تترقب بفارغ الصبر هزيمة عسكرية تتلقاها المقاومة الفلسطينية في غزة على يد الجيش الصهيوني، هم الذين حرَّضوا المسؤولين الأمريكيين لمعاودة العدوان على الشعب الفلسطيني؛ بهَدفِ القضاء على المقاومة الإسلامية الفلسطينية؛ لأَنَّ توقف القتال والدخول في هدنة هو نصر يحسب للمقاومة وهزيمة لكيان العدوّ المحتلّ.

النظامُ الخليجي لا يريدُ لحماس أن تكسب جولة المعركة، انتصار المقاومة الفلسطينية هو انتصارٌ لقوى محور المقاومة، ويعتبر انكسارًا خطيرًا لكيان العدوّ المحتلّ، يرمي بتبعاته على الأنظمة الخليجية المطبعة التي ستصبح مكشوفة.

إيقاف الحرب في غزة عند تلك النقطة التي أصبح اليمن يمسك فيها بأهم ورقة يضغط بها على أمريكا والكيان المحتلّ وأنظمة التطبيع الخليجية، وهي ورقة البحر الأحمر، من وجهة النظر الخليجية هذا يشكل أكبر تهديد لأمنها وتجارتها ووجودها السياسي؛ لذلك فهم يرون “فَلتذهب غزة والشعب الفلسطيني إلى الجحيم” ما دام ذلك يزيل عنهم الخطرَ المحدق الذي يهدّد وجودهم ومصالحهم.

العدوانُ الجديد على غزة تم بدفع خليجي لأمريكا، التي مارست ضغوطاً على حكومة الكيان الصهيوني المحتلّ؛ مِن أجل معاودة العدوان مرة أُخرى، رغم أن الوضع الداخلي لحكومة الكيان الصهيوني صعب جِـدًّا، وآثار هزيمة عملية الطوفان تهز مضاجع العدوّ، وآثار القصف والحرب التي استمرت خمسين يوماً، تركت آثاراً اقتصادية مأساوية لا يتحملها الكيان المحتلّ.

معاودة العدوان على قطاع غزة يخدم الأنظمة الخليجية ويخدم أنظمة الدول العربية المطبعة مع كيان العدوّ المحتلّ ويخدم المصالح الأمريكية بالدرجة الأولى، مشاركة ما يسمى برئيس دولة الاحتلال (هورتزوغ) في قمة المناخ بمدينة دبي الإماراتية هو مؤشر لتواطؤ الأنظمة الخليجية في معاودة تدمير الشعب الفلسطيني، العدوان الجديد هو عدوان خليجي عربي بامتيَاز، هذا ما سوف تكشفه الأيّام القادمة.

أمريكا تجر أذيال فشلها وهزيمتها من حربها مع روسيا في شرق أُورُوبا، دخول أمريكا في جبهة حربية إقليمية جديدة، لن تكسب جولتها، الرابح الأكبر هما روسيا والصين اللتان تراقبان الوضع عن كثب، أما قوى محور المقاومة، فهي تدخل المواجهة بخطى مدروسة، وهي خارجة من انتصارات عسكرية وسياسية مثل اليمن الذي خرج من عدوان ثماني سنوات وهو يتمتع بقوة عسكرية معروفة والتي طالت عمق العدوّ المحتلّ في فلسطين.

لقد تراكمت لدى قوى محور المقاومة خبرات قتالية كبيرة وترسانة أسلحة متطورة تمتلك القدرة على فرض معادلات عسكرية وسياسية جديدة، وفرض معادلات جديدة في البحر الأحمر، إذاً فمَـا هو الرهان الأمريكي الخليجي على تدمير إحدى قوى محور المقاومة؟

نستطيع القول إن الأنظمة الخليجية تدق المسامير في نعش عروشها، وهي تقترب من نهاية وجودها، لكن كُـلّ أهدافهم سوف تتحطم في رمال غزة، سوف تنتصر غزة، وينتصر محور المقاومة، وسوف تهزم دولة الاحتلال، وينهزم معها محور الشر والإجرام الأمريكي الصهيوني الخليجي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com