استهدافُ الجيش اليمني للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر: تأثيرُه العسكري والاقتصادي

 

عبدالحكيم عامر

على الرغم من التحديات الداخلية التي تواجهها اليمن، فَــإنَّ قضية فلسطين لا تزال من أولوياته، إن استعداده للدفاع عن فلسطين وتوجيه بنادقه نحو العدوّ الحقيقي يعكس إرادَة الشعب اليمني في القتال؛ مِن أجل القضية الفلسطينية.

إن اليمن يمثل قوة استراتيجية في المنطقة، وهو يحمل رسالة قوية للعدو الإسرائيلي بأنه لن يسمح بأي اعتداء على الأراضي الفلسطينية.

فالجيش اليمني يواصل الهجمات المستهدفة للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، حَيثُ تثير تلك الهجمات تساؤلات حول تأثيرها على العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بالإضافة إلى تأثيرها الاقتصادي على العدوّ الإسرائيلي.

  • التأثير العسكري:

استهداف السفن الإسرائيلية يكشف عن ضعف في القدرات العسكرية الإسرائيلية في حماية قوافلها البحرية، ويؤثر هذا الاستهداف بشكل مباشر على مسار عمليات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، فالعدوّ الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على البحر الأحمر كممر تجاري رئيسي لنقل البضائع والإمدَادات الحيوية، تشكل هذه الهجمات تحديًا عسكريًّا كَبيراً للاحتلال الإسرائيلي، حَيثُ تضعف قدرته على تنفيذ عملياته العسكرية وتزيد من تعقيدات المناورة البرية للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة.

  • التأثير الاقتصادي:

بالإضافة إلى التأثير العسكري، تؤثر الهجمات على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر أَيْـضاً بشكل كبير على الاقتصاد الإسرائيلي، فالعدوّ الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على حركة البضائع والطاقة التي تمر عبر البحر الأحمر، حَيثُ تمثل حوالي 80 % من احتياجاتها الاقتصادية، تعمل الهجمات على تعطيل حركة البضائع وتجارة البحر الأحمر، مما يسبب تباطؤًا في النمو الاقتصادي وحركة التجارة إلى الموانئ الإسرائيلية المحتلّة وتأثيراً سلبيًا على قطاعات مختلفة للعدو الإسرائيلي.

  • التحديات المستقبلية:

في الوقت نفسه، ردًا على هذا الاستهداف، هدّد العدوّ الإسرائيلي بإرسال سفن حربية لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر، ولكن هذه التهديدات لا تجدي نفعاً، بل قد تمنح الجيش اليمني في صنعاء المزيد من الفرص لاستهداف السفن الإسرائيلية، فقد أظهرت القوات اليمنية في السنوات الأخيرة قدرة عالية على تنفيذ هجمات بحرية مباغتة ودقيقة.

وتعتبر اليمن تهديداً استراتيجياً للعدو الإسرائيلي، فاليمن يحدها البحر الأحمر وتقع في موقع حيوي يسمح لها بالتأثير على مرور السفن والتجارة الدولية في المنطقة، إذَا ما استخدم اليمن هذا الموقع بشكل فعال، فَــإنَّه يمكن أن يشكل تهديداً كَبيراً على العدوّ الإسرائيلي.

فما يفعله الشعب اليمني هو إرسال رسالة واضحة إلى العدوّ الإسرائيلي والعالم بأسره، ألا وهي أن فلسطين ستبقى قضية الأُمَّــة، وأن الشعب اليمني مستعد للدفاع عنها بكل قوته وإمْكَانياته، يعكس الدعم المتجدد من اليمن للفلسطينيين قوة الإرادَة والتضحية للشعب اليمني، وتعزز مكانة اليمن كقوة إقليمية تهتم بالعدالة والحرية لكل المستضعَفين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com