«فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا»

 

محمد يحيى السياني

بنِعمة القيادة والمشروع القرآني، تم تصحيح وضعية وثقافة الشعب اليمني العظيم، بات لليمن اليوم حضورٌ قويٌّ على مستوى المنطقة والعالم ومحطة تأريخية فارقة، أفضت بما سطّره هذا الشعب وقيادته القرآنية من صمودٍ أُسطوري وانتصاراتٍ كبيرة على تحالف العدوان والحصار، إلى الوصول اليوم لمقارعة اليهود الصهاينة والتنكيل بهم؛ نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة.

في معركة مفصلية مع العدوّ الإسرائيلي، ما يزال الموقفُ اليمني -الداعمُ والمساندُ لإخوته في غزة- مبهراً للأُمَّـة، ومرعباً لأعدائها؛ إذ لم يقتصر على تلك العمليات الجريئة بالصواريخ والمسيَّرات إلى عمق العدوّ، بل صعّدت قيادتُه الشجاعة خيارات استراتيجية لم يسبق لها مثيلٌ على مستوى تاريخ اليمن أَو المنطقة، باستهداف العدوّ بحرياً عبر منع سفنه من المرور من باب المندب والبحر الأحمر كخطوةٍ مؤلمةٍ للعدو.

خطوة شجاعة فاجأت العدوّ الذي لم يكن يوماً يضع في حساباته أن يصل سقفَها إلى هذه التحولات والمتغيرات القادمة من اليمن، وما يزال الباب مفتوحًا والخيارات واسعة والأهداف متعددة للقوات المسلحة اليمنية للضغط على العدوّ وإجباره على وقف جرائمه وعدوانه في غزة.

هذا المستوى العالي الذي وصل إليه اليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- بات يفرض اليوم واقعًا مغايرًا على تاريخ الصراع مع العدوّ ويضع أمامَه حسابات معقَّدة ستكلفه الكثير، لم تكن في حسبانِه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com