تصاعُــدٌ مُستمرٌّ لخسائر التجارة “الإسرائيلية” جراء العمليات البحرية اليمنية
ارتفاعُ تكاليف الشحن وأقساط التأمين على كُـلّ السفن المتجهة نحو موانئ العدوّ
بياناتُ قناة السويس ووسائلُ إعلام عبرية تؤكّـدُ عدمَ تأثر حركة الدولية في البحر الأحمر
وزير الدفاع: أيةُ سفينة صهيونية تتجاهلُ التحذيراتِ ستُستهدَف أَو يتم الاستيلاء عليها
ناطقُ القوات المسلحة: مُستمرّون في ضرب العدوّ ومنع سفنه من عبور البحرَينِ الأحمر والعربي
المسيرة | خاص
استمرَّ تصاعُدُ تداعيات العمليات العسكرية اليمنية ضد سفن العدوّ الصهيوني على حركة التجارة “الإسرائيلية”، حَيثُ قفزت مجدّدًا تكاليفُ الشحن وأقساطُ التأمين على الشحنات المتوجّـهة إلى الكيان الصهيوني، في الوقت الذي استمرَّ فيه تحويلُ مسارِ السفن الصهيونية والمرتبطة بالعدوّ بعيدًا عن البحر الأحمر، بدون أي تأثير على التجارة الدولية، وسط تأكيدات القوات المسلحة على استمرار عملياتها حتى وقف العدوان على غزة.
ارتفاعُ تكاليف الشحن إلى موانئ العدو:
وأعلنت شركةُ “ميرسك” الدنماركية للشحن، وهي ثاني أكبر شركة شحن في العالم، يوم الخميس، أنها ستبدأ بفرض رسوم مخاطرَ إضافية على كُـلّ الشحنات التي تحملها سفنها إلى حيفا وأشدود، مشيرة إلى أنه سيتم إضافة 50 دولاراً على كُـلّ حاوية مقاس 20 قدماً، و100 دولار على كُـلّ حاوية مقاس 40-45 قدماً؛ وذلكَ مِن أجل تغطية أقساط التأمين المتزايدة؛ بسَببِ التهديد الذي تواجهه سفن العدوّ الإسرائيلي.
وقالت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية العبرية: إن “التجارة الدولية مع إسرائيل تعرضت لأضرار، حَيثُ ارتفعت أسعار الشحن على الخطوط بين آسيا والبحر الأبيض المتوسط بنسبة 9 % في نوفمبر، فيما ارتفعت أسعار الشحن بين موانئ الصين وإسرائيل بنسبة تتراوح بين 16 % و36 %”.
وأضافت أن “أسعار التأمين على شحن البضائع إلى إسرائيل ارتفعت أيضًا”.
وقالت الصحيفة: إن شركة “زيم” الصهيونية (التي أعلنت مؤخّراً تحويل مسار سفنها بعيدًا عن البحرين الأحمر والعربي؛ بسَببِ التهديد اليمني) أضافت ما يصل إلى 100 دولار للتأمين على كُـلّ حاوية، فيما أضافت شركة الشحن الألمانية Hapag-Lloyd حوالي 80 دولاراً على رسوم التأمين لكل حاوية من موانئ البحر الأبيض المتوسط إلى كيان العدوّ.
ونقلت الصحيفة عن جودا ليفين، مدير الأبحاث في شركة فريتوس “الإسرائيلية” التي تقدم خدمات إدارة تكاليف الشحن، قوله إن “هذه التأثيرات ستزيد أسعار المنتجات والبضائع في إسرائيل”.
وأكّـدت الصحيفة العبرية استمرار تحويل مسار السفن “الإسرائيلية” والمرتبطة بالكيان الصهيوني بعيدًا عن البحرَينِ: الأحمر والعربي، حَيثُ نقلت عن شركة “فريتوس” أن حوالي خمس سفن “إسرائيلية” على الأقل غيَّرت مسارَها بالفعل بعيدًا عن قناة السويس، وأبحرت حول رأسِ الرجاء الصالح، بما في ذلك سفينتان تابعتان لشركة “ميرسك” يستأجرُهما رجلُ الأعمال الصهيوني إيدان عوفر، بالإضافة إلى السفن الحاملة للسيارات التي يملكها رامي أونغار (مالك سفينة غالاكسي ليدر التي استولت عليها القوات المسلحة)، وسفن تابعة لشركة زيم.
وأوضحت الصحيفة أنه في نهاية نوفمبر قامت شركة “زيم” بتحويل سفينة حاويات تدعى (زيم أُورُوبا) تحمل ما يصل إلى 5600 حاوية، وبدلاً عن أن تبحِرَ عبرَ البحر الأبيض المتوسط وقناة السويس، عادت أدراجَها قبالة الساحل الجزائري لتبحر حول أفريقيا.
وأضافت أن خَطَّ الشحن التابع لشركة “زيم” الصهيونية والذي يربطُ بين الصين وتركيا من خلال 12 سفينة، لم يعد يمر عبر البحر الأحمر الآن بل حول أفريقيا، مشيرة إلى أن “هذا سيؤدِّي إلى تأخير سلسلة التوريد”.
وكانت صحيفة “غلوبس” الإسرائيلية قد أكّـدت الأسبوعَ الماضي، أن عملياتِ القوات المسلحة في البحر الأحمر وباب المندب تدفع ميناء “إيلات” نحو إغلاق أبوابه وتسريح موظفيه، ونقلت عن المدير التنفيذي للميناء تأكيده على خلو الميناء من السفن، وهو أَيْـضاً ما أكّـدته بيانات مواقع الملاحة التي أظهرت أن الميناء لا يتوقع قدوم أية سفن لمدة شهر على الأقل، الأمر الذي يمثل ضربة للتجارة “الإسرائيلية” وخُصُوصاً تجارة السيارات، حَيثُ يعتبر ميناء إيلات الأكثر استقبالاً للسيارات القادمة من آسيا بالمقارنة مع الموانئ الأُخرى للعدو.
التجارةُ الدولية لم تتأثر:
وعلى الرغم من محاولاتِ الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية تصويرَ عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد السفن الإسرائيلية كـ”مشكلة عالمية” فَــإنَّ الصحيفةَ العبريةَ نقلت عن شركة “فريتوس” قولها: إن “حركة التجارة العالمية غير المرتبطة بـ”إسرائيل” في البحر الأحمر لم تتأثر؛ الأمرُ الذي يجدِّدُ التأكيدَ على دقة العمليات اليمنية وخلوها من أية تأثيرات على الملاحة الدولية”.
هذا أَيْـضاً ما أكّـدته بيانات حركة قناة السويس، والتي أظهرت أن 2264 سفينة عبرت الممر المائي في الاتّجاهين في نوفمبر 2023، مقارنة بـ 2171 سفينة خلال نوفمبر من العام الماضي، بما يمثل زيادة بنسبة 4.3 %، بحسب تقرير نشرته وكالة الأناضول.
وكشفت البيانات أنه تم نقل 135.5 مليون طن من المواد عبر قناة السويس خلال نوفمبر مقارنة بـ 125.2 مليون طن خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بنسبة زيادة قدرها 8.2 %.
وأوضحت الوكالة أن إيرادات قناة السويس ارتفعت خلال شهر نوفمبر بنسبة 20.3 % لتصل إلى 854.7 مليون دولار، مقابل 710.3 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وكانت العديد من التقارير الأجنبية والعبرية قد أوضحت خلال الفترة الماضية أن المشكلة في قطاع الشحن تنحصر على السفن “الإسرائيلية” أَو المرتبطة برجال أعمال صهاينة، حَيثُ أصبح وكلاء ووسطاء الشحن يدققون في ملكيات السفن للبحث عن أية علاقات بـ”إسرائيل”.
وزيرُ الدفاع: البحرُ الأحمر محرَّمٌ على العدوّ الصهيوني:
وقد جدّدت القواتُ المسلحةُ على لسان وزير الدفاع، اللواء الركن محمد العاطفي، التأكيدَ على أن “البحر الأحمر منطقة آمنة للتجارة الدولية ما عدا سفن الكيان الصهيوني أَو التي لها علاقة به”.
وأكّـد اللواء العاطفي في تصريحات من على متن السفينة “غالاكسي ليدر”، أن “البحر الأحمر من خليج العقبة وحتى باب المندب، أصبح محرماً على الكيان الصهيوني”.
وَأَضَـافَ أن أيةَ سفينة تابعة للكيان الصهيوني تتجاهَلُ التحذيراتِ وتعبُرُ البحر الأحمر سيتم الاستيلاءُ عليها أَو استهدافها.
وأوضح أن “القوات المسلحة جاهزة لإنزال أقسى الضربات الفردية والجماعية على الأهداف الثابتة أَو المتحَرّكة للكيان الصهيوني نُصرة لأهلنا في غزة” مؤكّـداً أن “الكيان الصهيوني هو العدوّ الأول للسلام، والسلام في المنطقة مرهونٌ بزوال هذا الكيان الغاصب”.
وقد أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع، يوم الأربعاء، عن تنفيذِ عمليةٍ جديدةٍ تم خلالها إطلاق “دفعة من الصواريخ البالستية على أهداف عسكرية للكيان الإسرائيلي في منطقة أُمِّ الرشراش جنوبي فلسطين المحتلّة”.
وأكّـد سريع أن “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ مُستمرّةٌ في تنفيذ عملياتها العسكرية ضد العدوّ الإسرائيلي وكذلك تنفيذ قرار منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين العربي والأحمر نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم وحتى يتوقف العدوان على إخوانِنا في غزة”.