اليمنُ يتجاوَزُ الصراعَ مع الصغار الأدوات ويقفز إلى الأمام وإلى ساحة الكبار
محمود المغربي
لا نثقُ بالنظام السعوديّ ولا نعوِّلُ على العهودِ والمواثيقِ التي يقطعها، لكننا ندركُ -حَسَبَ المعطيات الإقليمية والدولية الراهنة- أن اليمن قد تجاوز مرحلة الصراع مع الصغار وأدوات الكبار في المنطقة وقفز خطوات هائلة، وأصبح اليوم يخوض المعركة مع الكبار، ونقل المعركة من الساحة اليمنية إلى الساحة الدولية ولا يمتلك الوقت للَّعب مع الصغار الذين أصبحوا في الخلف وخارج اللعبة، وأية محاولة لإعادتهم إلى اللعبة قد يكون فيه خطر عليهم كبير، فالملعب كبير عليهم ولا مكان فيه إلا للمحترفين، والمثل يقول إذَا حظر الماء بطل التيمم، وطالما اللعب أصبح مع سادة البيت الأبيض فلا حاجة لعبيد الرياض وأبو ظبي.
ثم أن بنية الكيان السعوديّ والإماراتي الهش والقائم على النفط والاستثمار الأجنبي لا تتحمل أي صراع من هذا النوع، فكما نعلم النفط سريع الاشتعال وبيئة الاستثمار من زجاج لا تتحمل الحد الأدنى من الحروب، وقد أقدموا على العدوان على اليمن وهم يظنون أن من يمتلك القوة والنفوذ من اليمنيين هم أُولئك المرتزِقة والخونة وهم في الجيب السعوديّ والإماراتي وأن الأسلحة التي كانت بحوزة اليمنيين وتشكل خطرًا عليهم وخط الدفاع عن اليمن قد تم تدميرها ولم يعد هناك سوى مجموعة من المتبردقين من أصحاب الكهف يسهل القضاء عليهم.
أمَا وقد ظهر ما ظهر وأصبح اليمن يمتلك عود الثقاب القادر على إشعال النفط وتحويل تلك الدول الهشة إلى كومة من الرماد وإعادة دبي والرياض إلى ما قبل النفط فلا مفر من السلام، ويد لا تستطع كسرها قبلها، واترك الأمر للعم سام الذي بات يعاني من كوابيس البحر الأحمر وأسماك القرش المتواجدة فيه والمستعدة أن تجعل البحر الأحمر اسمًا على مسمى، في الأقل هذا ما يقوله الواقع وحرب غزة.
وهذا ما يجعلنا نثق بنوايا النظام السعوديّ الطيبة في السلام، مرغم أخاك لا بطل، والأمر بيد الله، هو من يخلق المتغيرات، وهو من يصنع النصر، وهو من أمكن لعباده المستضعفين، وهو الذي منّ علينا بهذا القائد المؤمن الشجاع.
نحمده تعالى ونشكره ونعوذ به من الكبر والغرور، فنحن دون الله لا شيء يذكر.