تقريرٌ دولي يحذِّرُ من تفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي في اليمن بعد تسييس المساعدات
المسيرة: متابعات:
جدّدت منظماتٌ دولية تحذيراتِها من خطورة اتِّساع فجوات التمويل الحرجة على الأمن الغذائي في اليمن الذي يعاني وعلى مدى 9 سنوات، أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم؛ بسَببِ استمرار العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي.
وأشَارَت شبكة الاتّحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، في تقرير خطتها القُطرية في اليمن لعام 2024م، إلى أن الوضع الاقتصادي والإنساني يتفاقم في اليمن، مرجحة تصنيف 41 % من اليمنيين ضمن مستويات الأزمات والطوارئ لانعدام الأمن الغذائي.
ووفقاً لتحليل سوء التغذية الحاد الذي أجراه التصنيف المتكامل للبراءات مؤخّراً، فَــإنَّ حالة سوء التغذية في اليمن تتدهور بسرعة، وسط توقعات بأن يعاني مئات الآلاف من الأطفال من سوء التغذية الحاد، موضحًا أن 17.3 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدات الغذائية والزراعية، وأكثر من 20.3 مليون شخص يفتقرون إلى الخدمات الصحية الحيوية، و15.3 مليون شخص آخر يحتاجون إلى المياه النظيفة واحتياجات الصرف الصحي الأَسَاسية.
وأشَارَ التقرير الدولي إلى أن أزمة المياه الحادة في اليمن -التي تفاقمت بسَببِ العدوان وتغير المناخ- تركت الغالبية بدون مياه نظيفة، مع تحذير الأمم المتحدة من استنزافها بالكامل بحلول عام 2025م.
وبيّن التقرير أن العدوان والحصار وتدهور الاقتصاد والمخاطر الطبيعية المتكرّرة، أثرت بشدة على الخدمات العامة والبنية التحتية في اليمن، لافتاً إلى أن أكثر من 80 % من سكان البلاد يكافحون حَـاليًّا؛ مِن أجل الحصول على الغذاء ومياه الشرب الآمنة والخدمات الصحية الكافية، فيما لم يحصل معظم العاملين في القطاع العام، بما في ذلك المهنيين الحيويين مثل المعلمين والعاملين في مجال الرعاية الصحية، على دخل منتظم منذ سنوات.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أكّـد -في آخر تحديث شهري حول حالة الأمن الغذائي في اليمن- إيقاف المساعدات الغذائية العامة في نطاق المحافظات الحرة التابعة لحكومة صنعاء، اعتباراً من ديسمبر الجاري، مرجعاً ذلك إلى محدودية التمويل، الوثائق التي انتشرت أكّـدت أن التمويل الذي حصل عليه البرنامج خلال العام الجاري يفوق بأكثر من 60 مليون دولار عن التمويل الذي حصل عليه في العام 2022م؛ وهو ما يؤكّـد أن البرنامج كان يواكب خطوات العدوان والحصار على اليمن.
وفي الخامس من ديسمبر الجاري أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة رسميًّا، إيقاف المساعدات الغذائية عن المناطق الحرة التي يحكمها المجلس السياسي الأعلى، وهو ما يؤكّـد وقوف الولايات المتحدة الأمريكية وراء قرار إيقاف مساعدات البرنامج لتحقيق أهداف سياسية، كما أن الحديثَ عن التشاور مع الجهات المانحة يشير إلى أن البرنامج أوقف فعلاً مساعداته للمحافظات الحرة بتأثير من الولايات المتحدة التي تريد أن تضغط على صنعاء لوقف هجماتها على الكيان الصهيوني.