عندما تلبِّي الجيوشُ رغبةَ الشعوب

 

ابتسام وجيه الدين

أليست مفارقة عجيبة عندما يتظاهر اليمانيون، كُلَّ الجمعة؛ دعماً وتأييداً لغزة هاشم، مندّداً ومستنكراً للعدوان الصهيوني الهمجي، ومطالباً الجيش والقوات المسلحة اليمنية في الرد على هذا العدوان والتصدي له والوقوف إلى جانب غزة، في الوقت التي أصبحت فيه الجيوش العربية وظيفتها الأَسَاسية هي إسكات الشعوب وقمعهم لما يخدم أجندات ومصالح الغرب الرأسمالي الذي يمارس التطهير العرقي ضد العرب والمسلمين.

السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، لبى نداء شعبه، فغزة تُباد أمام أنظار الجميع، تصاعد إجراء السيد مع تصاعد العدوان على غزة، فقد كان الحظر يشمل سفن الكيان اللقيط ثم شمل السفن التي تخرج وتذهب إلى الموانئ الإسرائيلية أياً كانت جنسيتها حتى لو رُفع فيها عَلَمٌ آخرُ للتمويه أَو برقعوها ببرقع فهي مستهدفة، فقد استخدم الكيان الغاصب القوة العسكرية لمنع دخول الغذاء والدواء إلى غزة لتقضي على ٢ مليون مواطن فلسطيني جوعاً وعطشاً، بينما يقف العالم متفرجاً؛ لذلك لم يكن أمام اليمن الجريح إلا التعامل بالمثل ومنع حركة الملاحة في اتّجاه الكيان؛ ولأن واشنطن استخدمت حق الفيتو ونقضت قرارَ أكثر من ٦٠ دولة صوتت لصالح فلسطين فلليمن الحق في استخدام فيتو البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وعندما نسمع عن اليمن النامية وتعديها لمستوى خط الفقر، فالفقراء حقاً هم من يفتقرون للشجاعة والعزة والكرامة والمروءة والإقدام لنصرة المظلوم، وكلّ ما سبق اليمن ورجالها غنية به.

وليشهدِ التاريخُ أن اليمنَ بقيادة ابن بدر الدين تعرض لأقسى وأشد أنواع الظلم والعدوان، ولكنه لم يحرك ورقةَ مضيق باب المندب واستخدمها عندما طلبت “غزة” ذلك.. رُفعت الأقلام وجفت الصحف.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com