وكأنَّهم يتحدَّثون بلسانِ (أدرعي)..!
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي
لو سألت: هل ما يقوم به (أنصارُ الله) اليومَ من عملياتٍ مساندةٍ لأهلنا وإخواننا المجاهدين هناك في غزة وفلسطين يحظَى بتأييد شعبي يمني أم لا..؟
الإجَابَة واضحة بكل تأكيد..
نعم، ما يقومون به يحظى بتأييد ومباركة شعبيّة، ليس على مستوى اليمن فحسب، وإنما على مستوى غالبية ومعظم الشعوب العربية والإسلامية أيضاً..
طيب.. فلماذا إذَن نرى الكثيرَ من القنوات التلفزيونية والمواقع الإخبارية العربية التي تصنِّفُ نفسَها أنها داعمةٌ لغزة وفلسطينَ تصر دوماً على توصيفهم بتوصيفات ومسميات بعيدة عن تلك التي يوصِّف ويسمِّي بها أنصار الله أنفسهم؟!
لماذا نرى الكثيرَ من المفكِّرين والكُتَّاب والنخب السياسية والثقافية والإعلامية العربية الذين يظهرون كمناصِرين لغزة وفلسطين لا يتحرَّجون في تقديمِهم بذات العناوين والمسميات التي دأبت على تقديمِهم بها الجهاتُ والأطرافُ المعادية لهم، ولغزة وفلسطينَ؟!
لماذا نجدهم يحرصون على إلحاقهم بإيران مثلاً أَو وضعهم تحت مثل هذه العناوين: الحوثيون مثلاً، أَو ميليشيا، أَو جماعة، أَو طائفة، أَو غيرها من هذا القبيل؟!
بالله عليكم، هل يصح أن يقال مثل هكذا كلام؟
أتلحقونهم بإيرانَ؟!
كيف وقد تجاوزوا بعملهم وموقفهم هذا دولاً وحكوماتٍ كُبرى كثيرة، عربية وإسلامية، بما فيها إيران نفسها؟!
أتصنفونهم: ميليشيا؟!
كيف وأنتم ترونهم قد أصبحوا اليومَ دولةً قائمةً بذاتها، تحكُمُ من العاصمة صنعاء ويمثّلها (مجلس سياسي أعلى) وحكومة ائتلافية يضُمَّان في جنباتهما عدداً من الأحزاب والتيارات والقوى السياسية اليمنية المختلفة والفاعلة؟!
لِــــمَ كُـلُّ هذا الإمعان في الفضيحة؟
أو كما يقولون..!
لماذا كلما أصدروا بياناً هاماً مثلاً باسم القوات المسلحة اليمنية، تقولون: أصدرت جماعة (الحوثي) بياناً..؟!
أوَكلما قالوا: نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليةً نوعيةً في البحر مثلاً، تقولون: نفَّذت ميليشيا (الحوثي)، أَو نفَّذ (الحوثيون) عمليةً في البحر؟!
يعني: وكأنكم بذلك تتحدثون بالضبط بلسان المتحدِّث باسم الكيان الصهيوني..!
وكأنكم أَيْـضاً بالضبط لا تحسبون حساباً أَو تلقون اعتباراً لحجم هذا التأييدِ الشعبي العارم والذي قد تجاوز في مجموعه تقريبًا إجمالي ومجموعَ سكان دول الخليج الست..!
يعني: إذَا لم تحترموا شرفَ المهنة، على الأقل احترموا قليلاً ما يقومُ به هؤلاء في هذه المرحلة إن كنتم صادقين كما تدّعونَ.
ما لم، فأعلنوها صراحةً وقولوا إنه يعيظُكم ما يقومُ به هؤلاءِ اليمنيون، وإن أصواتكم مع فلسطين، لكن قلوبكم مع الكيان الصهيوني المجرم.