غـزةُ تحتاجُ كَــــفَّ علي
أمل الأسدي*
يا غـزةَ هاشم، يوماً أذاقوا بغدادَ مثلَ ما أذاقوكِ، فأصبحتِ شريكتها في الصراخ والشكوى إلى الله!!
شهدت سماؤكِ رؤوسَ الأطفال المـتطايرة ورائـحةَ أجسادهم المــتفحمة كما شهدت بغداد ذلك في شباط 1991!!
لا فرق في معجم المجــرميــن بين مستشفى المعمداني وملجأ العامـرية!!
في غزة؛ فرّ الأطفال والنساء والضعفاء والمرضى إلى المستشفى، وقد ظنوا أن الكـيان الغاصــب يمتلك القليل القليل من الإنسانية، ظنوا أن الكـيان سيراعي العالم الذي يتبجح بحقوق الإنسان، وصدّع رؤوسنـا بالاتّفاقيات والمصطلحات!!
وكذلك في بغداد، لجأت العوائلُ إلى ملجأ العامرية فرارا من بطش الأمريكان، وهروبا من حـماقات الحـاكم المـستـبد!!
وفي النهاية تفـحّم الجميع، في مشاهد مروعـة، يُخيَّل إليكَ وأنتَ تشاهدها، أن الملائكة تنادي:
((… أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ…))
ويُخيَّل إليك أن السماء ترد قائلة: ((وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ…)).
ارحلوا من بلداننا، فقد عـرّاكم الله وكشف حقيقتكم، وبيّن مدى خـسّة من يتبعكم!!
نعم، فقد قال هارولد بنتر (الشاعر والكاتب المسرحي المعروف) في محاضرة ألقاها بمناسبة تسلمه جائزة نوبل عام 2005م، قال في محاضرته الموسومة “الآداب والحقيقة والسياسة”:
“قد أتينا بالتـعذيب والقـنابل العنقـودية والـيـورانيوم المـخضب وجــرائـم لا حصر لها والبـؤس والانحطاط والمــوت للشـعب العــراقي، ومن ثم نتبـجح ونقول بأننا أتينا بالحرية والديمقراطية للشرق الأوسط”.
يا رسول الله الأعظم، وبكل وضوح قد عاد العرب إلى سيرتهم الأولى، عادوا قوما بلا كرامة!!
فالأمة التي صنعتَ لها تأريخا وحضورا، تغـط في الجـبن والعــمالة للشــيطان!!
نحتاجك الآن، نحتاج كفَّ علي بن أبي طالب، نحتاجُ ضـربةً حيدريةً!! نحتاج إلى من يعرّف أحفادَ أهلِ خـيبر حجمَهم الحقيقي!
* كاتبة عراقية