أمريكا وأدواتُها.. مشروعُ الهيمنة على المنطقة والعالم

 

علي الحسني

من أجل سيطرة أمريكا على مقدرات المنطقة العربية وتسخيرها لخدمة مصالحها وسعياً للحفاظ على الهيمنة الأمريكية في المنطقة العربية خَاصَّة والعالم أجمع، تسعى أمريكا (الشيطان الأكبر)؛ مِن أجل السيطرة على الشعوب العربية والإسلامية؛ لأَنَّها تعلم أنها لن تستطيع تحقيق كُـلّ ما ذكر سابقًا إلَّا بالسيطرة على شعوب الأُمَّــة حتى لا يبقى أَو لا يظهر من بين أظهر هذه الأُمَّــة “موسى العصر” الذي يكون على يديه سقوط ملك فرعون عصرنا المتمثل في (أمريكا)، والمتابع للأحداث خلال السنوات الأخيرة يرى أن أمريكا تشتغل؛ مِن أجل تحقيق أهدافها على عدة جوانب ومن عدة اتّجاهات قد يراها أحدنا رؤية سطحية فلا يصدق أنها رغم اختلافها تخدم المصالح الأمريكية والأهداف الأمريكية؛ مِن أجل بسط الهيمنة على العالم أجمع وأنا هنا لخصت أبرز هذه العناصر أَو الأدوات في التالي:

أولاً: الكيان الصهيوني: يمثل عنصرًا من عناصر وَيدًا من أيادي أمريكا هو الكيان الصهيوني المحتلّ للأراضي الفلسطينية وهو يمثل قاعدة عسكرية أمريكية في خاصرة الأُمَّــة العربية ومنطلقًا، بل مركز التخطيط وتنفيذ المؤامرات ضد الشعوب العربية فخطر الكيان الصهيوني ليس على فلسطين فحسب، بل خطر يتهدّد كُـلّ شعوب المنطقة وقد أصبح واضحًا جليًّا أمام مرأى ومسمع من الجميع.

ثانياً: الأنظمة العربية العميلة: فالأنظمة العربية والإسلامية المنبطحة والعميلة هم أدَاة من أدوات أمريكا التي تستخدم؛ مِن أجل إخضاع شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية وخدمة مشاريع أمريكا في المنطقة العربية خَاصَّةً بل والعالم، وتعمل على تسخير كُـلّ مقدرات وثروات الأُمَّــة لخدمة أمريكا وتنفيذ مخطّطات ومشاريع أمريكا وهي تعمل بكل جد وجهد لبسط نفوذ وهيمنة أمريكا، كما تعمل هذه الأنظمة؛ مِن أجل القضاء على أية أصوات حرة في أوساط الشعوب والقضاء على أية حركة مقاومة وزراعة الذل والخوف والخنوع في نفوس شعوبها وصرفهم عن قضايا الأُمَّــة إلى صراعات وهمية وصناعة عدو وهمي لصرف أذهانهم عن العدوّ الحقيقي لهذه الأُمَّــة، وكذا تعمل إلى إفساد المجتمع المسلم وإغراقه في مستنقع الرذيلة والانحراف الأخلاقي والإنساني والتنكر للقيم والمبادئ الإسلامية والقبلية بل تنكر عن الفطر الإنسانية.

ثالثاً: الأمم المتحدة -مجلس الأمن الدولي: يمثل مجلس الأمن الدولي أدَاة من أدوات أمريكا؛ مِن أجل إخضاع الأنظمة أَو الشعوب التي لم تنقَد وتدخل في بيت الطاعة الأمريكي، بل كمجلس تشريعي يضفي لأمريكا الشرعية الدولية لتجوب البحار والمحيطات وتعتدي على كُـلّ أنظمة أَو شعوب أَو حركات مقاومة تقف حاجزاً أمام مرور مشاريع الهيمنة الأمريكية، فنرى أمريكا تحتل البلدان وترتكب كُـلّ الجرائم بحق الشعوب تحت مبرّر الحرب على الإرهاب -الإرهاب بالمنظور الأمريكي هو كُـلّ نظام أَو شعب أَو حركة تقف ضد أمريكا ولا تنقاد للهيمنة الأمريكية- فرأينا أمريكا من خلال مجلس الأمن دمّـرت الشعوب العربية والإسلامية وغيرها من الشعوب الحرة فاحتلت أفغانستان والعراق وسوريا… إلخ.

رابعاً: الجماعات التكفيرية (القاعدة وأخواتها): تعتبر التنظيمات الإرهابية أدَاة من أدوات أمريكا في المنطقة التي تعمل على زعزعة الأنظمة والشعوب وهي تعمل تحت إدارة وإشراف المخابرات الأمريكية، وقد بدأ ضهورها منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وقد كانت هي ذريعة أمريكا للهيمنة على الدول الإسلامية خَاصَّة؛ لأَنَّ هذه التنظيمات تظهر بمظهر ديني متشدّد، وما كان إعلان أمريكا للحرب ضد الإرهاب -بعد أحداث الحادي عشر من ديسمبر- إلَّا بمثابة إعلان لمشروع استعمار جديد للشعوب العربية والإسلامية، استعمار غير مباشر، يخضع من خلاله الأنظمة لتنفيذ مخطّطات أمريكا وللقضاء على كُـلّ صوت يصرخ في وجه أمريكا، تحب مبرّر وعنوان الحرب ضد الإرهاب (الإرهاب بالمسمى الأمريكي)، ففي اليمن خَاصَّةً انطلى على النظام الحاكم آنذاك هذه الخدعة الأمريكية فبادر للانقياد للأمريكي وأعلن الولاء والطاعة لأمريكا، إلا أنه كان هناك صوتٌ حُرٌّ، صوت رجل رأى بنور الله، رأى رؤية قرآنية فكشف المخطّط وأعلنها صراحة فبادر ليقول للجميع: إن الخطر كُـلّ الخطر في أمريكا واليهود وإن أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ما هي إلَّا إعلان بداية مشروع استعماري أمريكي بشكل جديد، فخرج قرين القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي، حينها ليقول لأمريكا “لا”، وصرخ في وجه أمريكا في زمن طأطأ فيه كُـلّ زعماء الدول العربية رؤوسهم وخضعوا ووقَّعوا لأمريكا بتعاونهم معها في حربها ضد “الإرهاب” في كُـلّ العالم… إلخ.

خامساً: المنظمات الإنسانية: تتخذ أمريكا من المنظمات الإنسانية (غير الإنسانية في حقيقتها) وقوانين حقوق الإنسان أدَاة من أدوات أمريكا ضد الشعوب، فمتى ما قامت حرب أَو عدوان بتدبير وتخطيط أمريكي في أية منطقة باستخدام الأدوات المذكورة سابقًا، سارعت أمريكا في إرسال منظماتها الإنسانية حَــدّ زعمهم (الاستخبارية في حقيقتها) إلى ذلك البلد؛ مِن أجل تجنيد العملاء واستقطابهم لخدمة أمريكا تارة وتارةً أُخرى؛ مِن أجل الحصول على تعاطف بعض ضعاف النفوس وعباد المال وانخداعهم، فيرون في أمريكا مثالًا للإنسانية والحرية وحينها يتحَرّكون؛ مِن أجل خدمتها وتنفيذ مخطّطاتها.

كلّ ما ذكر سابقًا تعتبر أدوات أمريكا؛ مِن أجل بسط نفوذها وهيمنتها على العالم والمنطقة العربية بشكل خاص لتحقّق بذلك القطب الواحد، وكلّ الأدوات تتكامل مع بعضها بعضا في تنفيذ المشروع الأمريكي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com