العملياتُ البحرية اليمنية تضعُ 22 مليار دولار من حجم التجارة “الإسرائيلية” على المحك
– ما يجري في البحر الأحمر سيعزلُ “إسرائيل” عن الشرق بشكل كامل
– ارتفاعُ كُلفة الشحن من الصين بنسبة 30 % وانخفاضُ المخزونات
– منعُ السفن من الوصول يهدّدُ سلسلةَ التوريد بأكملها والأضرار سيتحملها المستهلك
المسيرة | خاص
واصلت وسائلُ إعلام العدوّ الإسرائيلي الكشفَ عن التأثيرات الواسعة والمزلزلة للعملياتِ البحريةِ اليمنيةِ على اقتصاد الكيان الصهيوني، حَيثُ أكّـدت أن تداعيات منع السفن من الوصول إلى الموانئ “الإسرائيلية” سيرفع الأسعار بشكل كبير وسيعزل كيان الاحتلال عن الشرق بشكل كامل.
ونقلت وسائل إعلام عبرية، السبت، عن كبير الاقتصاديين في شركة BDO الإسرائيلية تشين هرتسوغ قوله: إن “توقف الشحن البحري من البحر الأحمر يعني إخراج إسرائيل من الشرق إلى الغرب؛ وهو قرار يتخطى منع وصول السفن إلى موانئ إسرائيل”، مُشيراً إلى أن “قرار شركة ميرسك سيؤخِّرُ مواعيدَ تسليم الشحن البحري إلى إسرائيل شهراً كاملاً ويرفع تكاليف النقل”.
وكانت شركة “ميرسك” العملاقة أعلنت الجمعة، إيقافَ كافة عمليات نقل الحاويات عبر البحر الأحمر، عقب تعرض إحدى سفنها المتوجّـهة إلى الكيان الصهيوني لهجوم من القوات المسلحة اليمنية.
وأشَارَ هرتسوغ إلى أن العملياتِ اليمنيةَ تهدّدُ بإيقاف التجارة البحرية إلى الموانئ الإسرائيلية من شرق آسيا والتي يبلغ حجمها قرابة 22 مليار دولار.
من جهتها حذّرت القناة الـ12 العبرية من أن مختلف شركات الشحن الأصغر قد تتخذ قراراتٍ مماثلةً لقرار شركة “ميرسك” العملاقة، بخصوص وقف الشحن عبر البحر الأحمر.
وكان موقع “ذا ماركر” العبري قد كشف في وقت سابق أن شركةً يابانيةً أوقفت رحلاتها إلى ميناء أشدود، وأن شركة “إم إس سي” (التي هاجمت القواتُ المسلحة سفينتَين تابعتين لها يوم الجمعة) تتجه نحو اتِّخاذ نفس القرار.
ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن الرئيس التنفيذي لشركة “والا” الإسرائيلية قوله: إن “المشكلة في البحر الأحمر ستؤدي بلا شك إلى نقص المخزونات وبالتالي ارتفاع الأسعار”، مُشيراً إلى أن “توقف الإمدَاد من البحر الأحمر سيرفع من أسعار المنتجات الكهربائية والمركبات والمواد الخام بنسبة 5-10 %”.
وكان تقريرٌ نشره موقع “ذا ماركر” العبري قبل أَيَّـام قد أكّـد أن الأسعارَ سترتفع بنسبة 30 %؛ بسَببِ العمليات اليمنية.
وقال الرئيسُ التنفيذي لشركة “غود فارم”: إن “توقف الشحن من البحر الأحمر ستكون له تداعيات خطيرة على كلفة النقل للمنتجات التي تأتينا من شرق آسيا”، فيما أشار نائب رئيس الشحن الدولي في “شركة UPS” إلى أن “هناك زيادة بنسبة 30 % في كلفة الشحن من الصين ورسوم تأمين مخاطر بعد هجمات البحر الأحمر”.
وقالت صحيفة “إسرائيل هيوم”: إن “سلسلة التوريد بأكملها سيلحقها تأثير وتداعيات ما يجري في البحر الأحمر بما في ذلك المستهلك النهائي”، مشيرة إلى أن “شركات الشحن ستضطر للشحن غير المباشر إلى إسرائيل؛ وهو ما سيزيد الأسعار وسيؤخر مواعيد الوصول 20 يوماً على الأقل”.
وطالبت الصحيفة العبرية حكومة الكيان الصهيوني بـ” تغطية التكاليف الإضافية لتقليل الأضرار على المستهلك وطمأنة شركات الشحن في العالم للدخول في اتّفاق معها حتى لا تتوقف عن الوصول إلى الموانئ الإسرائيلية”.
وكانت العديدُ من التقارير قد أكّـدت خلال الأيّام الماضية توقف ميناء إيلات بشكل شبه كامل وخلوه من أية سفن قادمة؛ بسَببِ العمليات البحرية اليمنية.
وتؤكّـد هذه المعلومات بشكل واضح أن الدور اليمني في معركة “طُـوفان الأقصى” قد انتقل إلى مستوىً متقدِّمٍ، من حَيثُ الخسائر الكبيرة التي بات العدوُّ الصهيوني يتكبَّدُها؛ نتيجةَ العمليات اليمنية، وهي خسائرُ مرشحةٌ للتصاعد بصورة مُستمرّة ومتسارعة في ظل استمرار العدوان والحصار على قطاع غزة.