غزةُ.. صمودُ أهل الأرض
احترام عفيف المُشرّف
في غزة نرى مآسيَ وفجائعَ ومشاهدَ لقتل وحشي تذبح الإنسانية في غزة من الوريد إلى الوريد، توجد إبادة لكل ما هو على أرض غزة بكل ما أنتج العالم القذر من أسلحة أرسلت إلى يد قاتل همجي متوحش ليس له علاقة بالله وإن ادعى غير ذلك، فمن يعرف الله يعرف حرمة الدم، ولكن في غزة لم يعد هناك حرمة لشيء؛ فقد قصفت البيوت على ساكنيها والمستشفيات فوق مرضاها وخيام اللاجئين على من التجأ إليها، في غزة قتلوا النساء والرجال والأطفال والمسعفين والمراسلين وكل من يدب عليها في غزة مناظر لجثث الشهداء المتراكمة في كُـلّ مكان والقطط تنهش فيها، في غزة تقشعر الأبدان مما يحدث.
من يقف ولو لدقائق لمتابعة أخبار غزة وهو إنسان بمعنى كلمة إنسان فَــإنَّه سوف يشعر بالحزن والعار والخجل؛ لأَنَّ ما يحدث في غزة هو أيقونة للحزن والمآسي والخجل؛ لأَنَّ أصوات نساء غزة وأطفال غزة تجعلنا نخجل أن لا مجيب، والعار وأي عار أكبر مما يحدث في غزة على مرأى ومسمع أكثر من مليار وثلاث مئة مليون مسلم.
ورغم ما حدث ويحدث في غزة تجد صمودًا لا مثيل له ومقاومة لا شبيه لها، إنه شعب يقول لا فناء لثأر، وأنه سوف يقاوم ويقاوم وينتصر طال الزمن أَو قصر، فالحق أبلج وإن قل ناصروه والباطل لجلج وإن كثر مساندوه، صمود غزة سيظل أُسطورة يحفظها التاريخ ويرويها الأبناء للأحفاد فقد صمد هذا الشعب في ظل صمت أهل الأرض قاطبة.
نعم فقد اجتمع في غزة صمود أهل الأرض والذي يقابله صمت أهل الأرض إلا من رحم ربي، فالأمة بلا موقف حتى إن الكيان الصهيوني لا يخشاها، فقد مات ضميرها وأصبح فعلًا ماضيًا، حتى الشجب والتنديد التي كانت تردّده صمتت عنه وأصبحت في حالة موت سريري لا ينفع معها الإنعاش القلبي؛ فقد انتهى منها الشعور بالخزي لدرجة جعلت حتى حلفاءَها من الأمريكان والصهاينة يزدرونها ويمقتونها.
وإن أتينا إلى الحقيقة فقد تعدى العار الصمت، بل قد وصل الحال بالمنبطحين إلى التأييد للقاتل الصهيوني وإدانة الضحية الفلسطيني، وأن ما حدث ليس إلَّا تهور من فصائل حماس، أية همجية تلك التي وصل إليها هؤلاء المثبطون للهمم والذين هم بلاء الأُمَّــة ووجعها وأَسَاس دائها.
وقد كنا رضينا من الغنيمة بالإياب، وهو السكوت فهم لم يستتروا بصمتهم بل نراهم يمنعون حتى شعوبهم من الخروج لتأييد هذا الشعب الصامد رغم أن المظاهرات تخرج في بلدان أسيادهم للتنديد بالقاتل الصهيوني أفلا يخجلون اللهم إنا نبرأ إليك منهم وممّن نهج نهجهم.
وألهمنا يا الله أن نرى الحق وأهل الحق ونهتدي بهديهم ونقتفي أثرهم لتقوى شوكة المجاهدين ويزداد بأسهم على عدوهم حتى يتم لهم النصر المؤزر والفتح المبين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.